[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا تخيف مصر التسميات ولا صداها سواء كانت " بيت المقدس " أو "داعش" .. الدولة المصرية لا تقاتل اسما بل دورا وقوة تسعى لإلغائها، تماما كما هو الواقع حين تكالبت على سوريا حرب عالمية منظمة مقسمة الادوار: مخطط وداعم ومسلح...
مصر أمام التجربة التي لن تكون جديدة عليها، والتنسيق بينها وبين الشقيقة سوريا أساسي وله ابعاده الوطنية والقومية. يعرف المصريون ان سوريا التي أوقفت عجلة الإرهاب بكل ضخامته وقوته، سوف تهزمه هي الأخرى. وسوريا التي صارت لها خبرة السنين، ستكون كل محصلتها بيد مصر.
لقد انقسم العالم إلى واقعين: خيالي وواقعي. اما الخيالي فذاك الذي ظن التغيير بأنه قادم إلى سوريا’ وها هم ذاتهم يلعبون اللعبة مع مصر، أما الواقعيون فكانت الدولتان، مصر وسوريا، القوتان المتكاملتان اللتان تملك كل منهما مساحة من الحيوية والتعبير عن الذات ما يفوق الآخرين جميعا.
تبا ليد تريد النيل من مصر في الوقت نفسه وهي تلاعب سوريا بأحزمة النار وتراهن على دول منيعة ان تسقط بالضربة القاضية أو كورق الخريف .. سوف يكتشف المصريون كما اكتشف السوريون ان لهم قوة مخبأة لم تكن معطلة لكنها كانت بلا دور والآن جاءت إلى الميدان، في يدها قبضة ايمان، وفي عينيها مسحة جمر، وفي صوتها منطق رعد ..
لن تكون صحراء سيناء سوى مقبرة للإرهاب، ذاك الذي يريد منع مصر من ان تتوج ثورها بالإنجازات التي تحقق لها ما تصبو إليه .. وهو الإرهاب الذي اراد لسوريا ان تنقسم على نفسها، وأن تهرس جيشها، وان تنهي دولتها، ونظامها، وقيمها. سوريا ومصر تتعرضان للهجوم ذاته، للعبة مدارة بإحكام من قبل من لم يتعبوا بعد وقد هزموا هنا كي يهزموا هناك.
لقد وقع هذا "الربيع" العربي كارثة على رؤوس الأمة جمعاء .. وحدت العرب جميعا مأساة الغدر بحياتهم على قاعدة انهاء الموجود دون بديل، كما يحدث في ليبيا تماما .. ليبيا هي المشروع العربي المستقبلي الذي عملوا له وزادوا في اضرام النار وتوسعها لتشمل كل مكان وكل قطر وكل عاصمة وريف ومدينة. ليبيا هي النموذج المكتوب لجميع العرب بلا استثناء وهي الحالة المراد لها ان تكون حياتهم على شاكلتها.
لن تنتهي الهجمة على سوريا ولا على مصر ولا على اليمن ولا على لبنان ولا على فلسطين ولا على تونس والجزائر، كلهم في خانة الضيق الاستراتيجي لكنهم جميعا مطالبون بالشهادة الحقة التي تؤمن الخروج إلى الحرية والحياة الكريمة.. فما من أمل أمام الإرهاب سوى ان يندحر، بل لا مستقبل له كما حدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قوة غاشمة تريد ان تسود بشكلها الدموي لتعيد الأمة إلى عصرها الحجري وربما إلى عصر ما قبل التاريخ.
مصر ليست سهلة إنها أمة في أمة، لحظاتها الصعبة تعرف معاينتها، وكما ملكت الصبر في ارجاع ارض الكنانة إلى كنف الشرعية، فهي مصممة ان لا تسمح للإرهاب بأن يهنأ بالا.