بنسبة مشاركة بلغت 64%
بوخارست ـ وكالات: فاز الزعيم اليميني كلاوس يوهانيس المتحدر من الاقلية الالمانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في رومانيا امس الاحد متغلبا على رئيس الوزراء الاجتماعي الديمقراطي فيكتور بونتا، بعد ان وعد بمكافحة الفساد المستشري في رومانيا. وحقق يوهانيس (55 عاما) استاذ الفيزياء السابق المعروف بتجنبه للخلافات، نصرا كاسحا بعد حصوله على نسبة 54% من الاصوات، طبقا لنتائج اولية، متغلبا على بونتا. واعتبرت الانتخابات مهمة وحاسمة في الدولة التي تعد الافقر في اوروبا والتي تحاول التغلب على ثقافة الفساد المستشرية فيها. وعقب الانتخابات اظهرت استطلاعات الخروج تقارب نتائج المرشحين، الا ان هذه الاستطلاعات لم تاخذ في الاعتبار اصوات الاعداد الكبيرة من الرومانيين في الخارج، والذين دلت الترجيحات انهم صوتوا لصالح يوهانيس. وكتب يوهانيس على حسابه في فايسبوك "لقد انتصرنا!" واقر بونتا بهزيمته وهنأ خصمه. وقال بونتا (42 عاما) "هنأت يوهانيس بفوزه. الشعب دائما على حق". واظهرت نتائج جزئية ان نسبة الاقبال كانت قياسية حيث بلغت 64% في حين كانت الانتخابات السابقة تتسم بانخفاض عدد الناخبين. ومن المتوقع الاعلان عن النتائج النهائية. وكان بونتا يامل في ان يصبح اصغر رئيس لرومانيا وترسيخ قبضة الحزب الاجتماعي الديمقراطي على السلطة في الدولة الشيوعية السابقة. وفي الجولة الاولى من الانتخابات والتي جرت في الثاني من نوفمبر حصل بونتا على 40% من الاصوات مقابل 30% ليوهانيس. الا ان 46% من الاصوات التي ادلى بها الرومانيون خارج رومانيا كانت لصالح يوهانيس مقابل 16% لبونتا الذي كان واثقا جدا من فوزه لدرجة انه قال انه سيشاهد النتائج في منزله بينما ياكل الفشار امام التلفزيون. وقال يوهانيس ان "التصويت كان مدهشا. والاقبال كان هائلا". ويوهانيس هو رئيس بلدية مدينة سيبيو في ولاية ترانسلفانيا وهو يتحدر من الاقلية الالمانية التي تعرضت للاضطهاد ايام حكم الدكتاتور الشيوعي نيكولاي تشاوشيسكو. وخاض يوهانيس الذي اتهم بانه "ليس رومانيا حقيقيا"، حملته الانتخابية على وعد مكافحة الفساد متعهدا بتحويل رومانيا الى بلد "طبيعي". ويقول مراقبون انه اكتسب تاييد الناخبين بسبب نزاهته في البلد الذي يعاني من الفساد الحكومي، اضافة الى ان العديد من كبار الشخصيات في الحزب الاجتماعي الديموقراطي (الشيوعي سابقا) الذي يتزعمه بونتا متهمون بالاحتيال. وقالت المعلمة روديكا افرام (56 عاما) بعد الادلاء بصوتها في الانتخابات في بوخارست انها صوتت من اجل التغيير. وقالت "طوال السنوات الخمس والعشرين الماضية لم نسمع سوى الاكاذيب والوعود الجوفاء. آمل ان يكون لدينا في النهاية رئيس يحترم الناس وينفذ ما يعد به". ويستمد بونتا دعمه من الكنيسة الارثوذكسية الرومانية ذات النفوذ الهائل، ومن القاعدة التقليدية للحزب في المناطق الريفية وموظفي الشركات الصغيرة وكبار السن. وقبل الانتخابات قال خبراء ان الرومانيين الذين يعيشون في الخارج ويقارب عددهم ثلاثة ملايين شخص، يمكن ان يلعبوا دورا مهما في نتيجة الانتخابات.
ولم يتمكن سوى 160 الف منهم من الادلاء باصواتهم في الجولة الاولى من الانتخابات بسبب عدم كفاية اعداد مراكز الاقتراع في دول من بينها فرنسا والمانيا وبريطانيا. واصطف الناس في طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع في باريس ولندن والعديد من الدول الاخرى ومن بينها مدينة بورتسماوث جنوب انكلترا، طبقا لصور عرضها التلفزيون الروماني. ومساء كان الآلاف لا يزالون ينتظرون الادلاء باصواتهم في عدد من المدن الاوروبية ما اثار غضبا مجددا على طريقة تنظيم الانتخابات. وفي السفارة الرومانية في باريس استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات الاشخاص الذين لم يتمكنوا من الادلاء باصواتهم. وفي بوخارست خرج الاف الاشخاص الى الشوارع تضامنا مع المغتربين الذين "تم منعهم من التصويت". ورغم التقدم في اصلاحات النظام القضائي - التي شهدت سجن وزير سابق بتهم الفساد - الا ان كثيرين يخشون من الانتقام في حال اصبح بونتا رئيسا. واصدرت حكومة بونتا سلسلة من القوانين التي تمنح الحصانة للمسؤولين المنتخبين في يوم سمي ب"الثلاثاء الاسود" في ديسمبر السابق. وتم وقف تلك القوانين في النهاية، الا ان منتقدي بونتا قالوا ان تلك كانت بمثابة جرس انذار للرومانيين. من جهته أقر رئيس الوزراء الروماني الاشتراكي فيكتور بونتا بهزيمته في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وهنأ منافسه الليبرالي المعارض كلاوس يوهانيس بالفوز. وفي الوقت نفسه اعلن يوهانيس عن فوزه في الانتخابات الرئاسية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا "انتصرنا، استعدنا بلادنا مرة أخرى".