زارها ـ سعيد بن علي الغافري:
معالم تراثية وطبيعية ساحرة، تزخر بها ولاية عبري في الظاهرة، فالزائر لمعالم قرى الولاية يلحظ منذ قدومه واحاتها الزراعية وجماليات مبانيها وحاراتها القديمة التي تفوح بعبير تاريخها وماضيها وحكايات الزمان والمكان وحياة الإنسان العماني الماجدة.
في كل حارة وسكة هناك قصة وملحمة صاغتها أنامل خلدت تاريخًا حافلًا وسطرت أروع ملحمة في فن البناء وعراقته الهندسية المستوحاة من الفكر التراثي وسمات عاداتنا وتقاليدنا العريقة، فمن يسلك طريق حارتي الرمل والبطين الواقعة على ضفاف ونسائم واحات مزارع النخيل وانسياب مياه فلجي المبعوث والمفجور في قنواتها بين البساتين في عبري يستشعر فيها بجماليات تلك الملحمة الانسانية الحضارية. توأمتان يربطهما شريان واحد متصل من مدخل حارة الرمل وحتى حارة العروبة وحلة سوق عبري الشعبي الذي يتصف بأنه ملتقى القوافل يجمع الباعة والمتسوقين من قرى الظاهرة والمحافظات الاخرى منذ القدم بإطلالته على مزارع النخيل وحصن عبري العريق وموقعه المتميز في قلب المدينة النابضة بالحركة التسويقية والشرائية، وفي الجانب الآخر حارة الشناديد التي تزهو بجمال مبانيها ومسلك طريقها المؤدي الى السوق.
البطين وحارة الرمل وحارة الشناديد بحاجة الى دراسة تطويرية وتجميلية عاجلة بحكم موقعها إذ أنهما مرآة عاكسة لشموخ التراث والاصالة في عبري ويجب أن يتم تطوير بنيتها الأساسية بصورة شاملة واستغلال موقعها التاريخي في بيوتها التي تعانق سفح جبلها ومعالجة انجراف التربة والحجارة المنحدرة من الجبل على البيوت والطريق أثناء هطول الأمطار الغزيرة والتي تشكل صعوبة في عملية التنقل بين الأهالي والمتسوقين لسوق الولاية من القرى الأخرى. لمسات فنية ستعيد بريقها اللامع والناصع بعبق تاريخها الحضاري، وهذا ما يتطلع اليه قاطنوها وأهالي عبري قاطبة.