تعددت آراء الأشخاص حول كفاءة المدارس الخاصة، حيث وصفها البيروقراطيون العاملون في المدارس الحكومية بعدم الكفاءة، بالإضافة إلى رؤساء نقابات المعلمين ممن أشادوا بذات الرأي.
إن المدارس الخاصة إما أن تشكل نجاحا بارزا أو تجربة مكللة بالفشل والضرر، ناهيك عن أن تكون مجرد خدعة تسويقية للمؤسسات التعليمية. وعليه يبنى نجاحك اعتمادا على الشخص الذي يتكفل بمهارتي القراءة والاستماع لديك. ونظرا لوجود العديد من الآراء المتضاربة حول مسألة المدارس الخاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى نشوء خلافات احتدمت لسنوات عديدة. ونتيجة لذلك صدر كتاب تحت عنوان “المدارس الخاصة ومعارضوها” للكاتب توماس سويل والذي يعرض في طياته عدة حقائق حول المخرجات التعليمية في أكثر من مئة مدرسة في نيويورك مختارة بصورة فردية. حيث أدرجت جميع أسماء المدارس المختارة لكي يتسنى للوالدين والمسؤولين أو أي شخص يمتلك الرغبة في الاهتمام بتعليم الأطفال إجراء مقارنات بين تلك المدارس التعليمية. ولكن السمة المشتركة بين تلك المؤسسات التعليمية مثل المدارس الخاصة والمدارس الحكومية التي تتميز بطابع التعليم التقليدي هي وجودهم في نفس المبنى التعليمي، وخضوعهم لاختبارات موحدة في مادة الرياضيات واللغة الإنجليزية كل عام، مع إرفاق نتائج الاختبارات لكل مدرسة على حدة, بالإضافة إلى معلومات تتضمن بيانات طلابهم. وفيما يلي نستعرض بعضا من الحقائق الجوهرية:
في المؤسسات التعليمية التي يشكل طلابها نسبة 14% من فصول المدارس العامة التي تطبق نظام التعليم التقليدي، تمكن الطلاب من بلوغ مستوى “الإتقان” في مادة اللغة الإنجليزية خلافا لأقرانهم الذين يتلقون التعليم تحت راية وزارة التعليم في نيويورك. في حين أن طلاب المدارس الخاصة ـ وفي الوقت ذاته ـ حقق ما يقارب 65% منهم مستوى “متقن” في مادة اللغة الإنجليزية، حيث خضعوا لنفس الاختبارات في المباني التعليمية نفسها. ويعد هذا الإنجاز متفاوتا، حيث يحقق واحد من أصل خمسة طلاب الهدف.
أما بالنسبة لنتائج اختبار مادة الرياضيات فوجد أن 10% من غالبية طلاب المدارس الحكومية ذات طابع التعليم التقليدي حققوا مستوى “متقن أو بارع”، ولكن طلاب المدارس الخاصة حقق ما يقارب 65% من غالبية طلابها مستوى “متقن” في المادة، وهم في حقيقة الأمر خضعوا لنفس الاختبارات في المكان ذاته. وهذا الأمر نسبي، حيث يحقق تلك النسبة طالب من أصل سبعة طلاب. وليس في الأمر غرابة أن منتقدي المدارس الخاصة ومناصري المدارس الحكومية التقليدية يتجادلون حول أسس غير منطقية؛ لأنهم في واقع الأمر لا يودون مناقشة النتائج بالاستناد إلى الحقائق المثبتة. ومن بين الأمثلة الشائعة والمضللة التي تتكرر وتتداول باستمرار على مسامع الآخرين وضمن نطاق الدولة، أن كيان المدارس الخاصة ككل لا يضاهي أداء المدارس الحكومية التقليدية ككيان واحد، حيث تكمن مشكلة التصريحات الرنانة أن الغالبية العظمى من الطلاب هم من الفئة الآسيوية وأصحاب البشرة البيضاء في المدارس العامة ذات الطابع التعليمي التقليدي، بينما يشكل الطلاب من الجنسية الإسبانية الغالبية العظمى من الطلاب في المدارس الخاصة للدولة، ناهيك عن الدخل المنخفض لتلك الأقليات بين أقرانهم.
وبالمقارنة نجد أن الأجيال السابقة من الطلاب الآسيويين حصلوا على معدلات عالية في الاختبارات الفصلية مقارنة بأقرانهم اللاتينيين. ولكن بفضل المدارس الخاصة في مدينة نيويورك تمت إزالة جميع الفوارق في المستوى التعليمي في الوقت الراهن، حيث إن المساواة بين المدارس العامة والخاصة على جميع الأصعدة التي ظن البعض بأنها قابلة للتطبيق بدت مضللة بالحجج الرنانة، في حين أن بعض الآباء من ذوي الدخل المحدود ممن يعيشون في الأحياء الفقيرة ليس لديهم إمكانية الالتحاق بالمدارس العامة الحكومية، بل يجب عليهم الالتزام باختيار المدارس التقليدية المحصورة في محيط عيشهم، في المقابل توجد المدارس العامة التقليدية ذات السمعة الطيبة في الأحياء الراقية، ولكنه ليس بمثابة إرضاء للقاطنين فيها إنما تتعدى لأن تكون بمثابة السخرية.
تعددت آراء الأشخاص حول كفاءة المدارس الخاصة، حيث وصفها البيروقراطيون العاملون في المدارس الحكومية بعدم الكفاءة، بالإضافة إلى رؤساء نقابات المعلمين ممن أشادوا بذات الرأي. ولم يكتفوا بذلك بل فرضوا قيودا صارمة على المدارس الخاصة التي كانت محل جذب للعديد من الطلاب بهدف تقليل ظاهرة انتقال الطلاب من المدارس الحكومية إلى الخاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* النص مترجم من كتاب “المدارس الخاصة ومعارضوها” للكاتب توماس سويل.

* حياة بنت عبد الله السعيدية