كابول ـ وكالات: أكد مسؤولون أفغان مقتل ستة أشخاص على
الأقل بينهما ضابطان بالجيش وإصابة 30 آخرين امس الأحد في هجومين
منفصلين بأفغانستان. وانفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق في مركبة متوجهة إلى حفل زفاف في إقليم نانجارهار شرقي افغانستان، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثمانية آخرين. وقال أحمد ضيا عبد الضياء، متحدث باسم الحكومة المؤقتة، إن " الحادث وقع امس في منطقة أتشين"، مضيفا أن من بين الضحايا نساء وأطفال. وفي وقت سابق، استهدف انتحاري حافلة تابعة للقوات الجوية في العاصمة الأفغانية كابول. وقتل ضابطان بالجيش ومدنيان اثنان وأصيب 22 آخرون جراء الحادث. وأكدت الشرطة أن " انتحاريا يسير على قدميه فجر نفسه بالقرب من حافلة لعناصر الجيش في الجزء الشرقي من كابول". وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري، قائلة إن 27 ضابطا لقوا حتفهم. وفي وقت سابق هذا الشهر، هاجمت مجموعة من مسلحي طالبان مطعما لبنانيا في منطقة كابول المحصنة للغاية، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا بينهم 13 أجنبيا. ومن بين ضحايا هجوم امس الأحد شهيد نعيمي المراسل براديو محلي كان يقف قرب الحافلة عندما فجر الانتحاري نفسه. ونعيمي هو ثاني صحفي أفغاني يقتل خلال أسبوع بعد العثور على جثة نور أحمد نوري مشوهة في إقليم هلمند الجنوبي . وكان نوري يعمل لدى صحيفة نيويورك تايمز ولم يتضح الدافع وراء قتله وقالت الشرطة إن تحقيقا جاريا. وقال حشمت ستانيزا كبير المتحدثين باسم الشرطة في كابول إن هجوم امس الأحد أدى إلى إصابة عدد من الأطفال كانوا في المكان. وذكر مسؤولون أمنيون أن العاصمة الأفغانية شهدت هجومين آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأصيب شخصان في انفجار في شمال المدينة في وقت متأخر من في حين قالت مصادر أمنية إن صاروخا سقط على المطار الدولي على مشارف كابول دون أن يسقط ضحايا. على صعيد اخر تبين ان الصورة التي نشرتها الحكومة الافغانية لتدعم اتهامات وجهتها ضد القوات الاميركية على اثر عملية قصف في ولاية بروان (شمال كابول) في منتصف يناير، تعود لمصور في وكالة الانباء الفرنسية التقطها في 2009 في ولاية اخرى من افغانستان. ووزع القصر الرئاسي الافغاني هذا الاسبوع على الصحفيين ملفا اعلاميا يتضمن عناصر جمعها وفد كلفه الرئيس حميد كرزاي التحقيق حول ضربة جوية نفذها الحلف الاطلسي في 15 يناير في بروان. وتدل احدى الصور الـ14 التي يحتويها الملف على مراسم تشييع اعتبرت انها تعود لمراسم التشييع التي نظمت على اثر قصف بروان. والتقط مصور لوكالة الانباء الفرنسية هذه الصورة في الرابع من سبتمبر 2009 في ولاية قندوز (شمال) اثناء حفل تشييع ضحايا قصف اميركي سقط خلاله نحو 70 قتيلا من المدنيين.
وتعذر الاتصال بالرئاسة الافغانية بعد ظهر الاحد لتفسير وجود هذه الصورة التي لا تحمل تعليقا ولا اشارة ملكية، داخل الملف الاعلامي. وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز امس الاحد وكشفت فيه القضية، اعرب ايمال فائزي المتحدث باسم الرئيس كرزاي عن دهشته. وقال بحسب ما نقلت عنه الصحيفة "انها المرة الاولى التي اسمع فيها بذلك". واوردت نيويورك تايمز ايضا شكوكا حول مصدر الصور الـ14 الاخرى في الملف الصحفي، مشيرة الى "تزوير" يرمي الى "الصاق ابشع الصفات" بالولايات المتحدة. وكانت القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي شنت في 15 يناير ضربة جوية على قرية في ولاية بروان لمساندة قواتها على الارض والقوات الافغانية المشاركة في معارك ضد متمردي طالبان. واكدت الرئاسة الافغانية لاحقا ان 12 مدنيا قتلوا جراء القصف، ولم تتحدث ايساف الا عن "عدد"من القتلى. الا ان حاكم ولاية بروان بشير سالانغي ناقض تأكيدات الرئاسة الافغانية واكد لوكالة فرانس برس ان ستة مدنيين قتلوا واتهم رئيس الوفد الرئاسي عبد الستار خواصي ب"الكذب" لتضخيم حصيلة الهجوم. وبعيد قصف بروان، اتهم الرئيس الافغاني القوات الاميركية بعدم احترام تعهداتها في مجال الضربات الجوية، مبررا بذلك قراره ارجاء التوقيع على معاهدة امنية ثنائية مع واشنطن. وهذا الاتفاق الذي يريد الأميركيون ابرامه في اسرع وقت، سيحدد وسائل التواجد العسكري الاجنبي في افغانستان بعد 2014 عند انتهاء مهمة الحلف الاطلسي القتالية في هذا البلد.