احتفلت السلطنة أمس بعيدها الوطني الـ (44) المجيد ، ومؤسس حضارتها خارج البلاد لأسباب نعلمها ، لكن الوطن والشعب احتفل بعفوية وحب وتقدير وولاء وعرفان احتفل بشكل مختلف عن كل السنوات مختلف عن كل الأعياد ، هذه المرة احتفل وقائد مسيرته بعيد لكنه أقرب إلى القلب وأقرب إلى الروح وأقرب إلى الأعين والأفئدة إلى أبعد الحدود ، احتفل الشعب لأنه يعرف أن سلطانه يتابعه بعين الأب الراعي لأبنائه الوفي الحنون وهم يبادلونه المشاعر الصادقة الوفيه بوفائهم له بقدر ما أعطاهم القائد وأوفى وعوده طوال عمر مسيرة النهضة المباركة.
44 عاما من العطاء والوفاء والعمل والبناء ، 44 عاما من التأسيس والنهضة والفكر والحب وتجديد العهود ، 44 عاما نجدها اليوم تتجسد في أبهى حللها بحب شعب لوطن وقائد وأرض وتراب عزيز ، ووطن كريم وسلطان وفي كل معاني الوفاء .
هذا العيد كان مختلفا تماما ، فرغم بعد جلالته ـ أبقاه الله ـ عن البلاد ووجوده لأول مرة خارج السلطنة بمثل هذه المناسبة العزيزة توقع البعض بأن هذا العيد سيمر بنوع من الحزن ، لكن إرادة الله وإرادة الشعب جعلت من هذا العيد أعيادا ، فمنذ أن وجه جلالته ـ أعزه الله ـ كلمته السامية في الخامس من نوفمبر والأفراح والاحتفالات تعم البلاد من أقصى شمالها إلى أقصى الجنوب ، فرح الشعب برؤية وإطلالة جلالته البهية التي أنارت دروب الفرح والسرور وأثلجت الصدور بفرحة غامرة استبشر فيها الشعب الوفي بصحة جلالته ـ أبقاه الله ـ فواصل الأفراح وواصل الاحتفال وخرج الشعب في مسيرات الخير والولاء والطاعة والحب والعرفان والدعاء لله سبحانه وتعالى على ما من به من نعمة على هذا الوطن العزيز وقائده الشهم الهمام .
احتفل الشعب الوفي وشاركهم من الوافدين والمقيمين الذين يعيشون بعمان الخير الاحتفال والفرح فاحتفل كل بطريقته الخاصة منهم من وقف وقفة دعاء لله سبحانه وتعالى أن يطيل بعمر جلالة السلطان ويرعاه بعنايته الكريمة ومنهم من توشح بعلم السلطنة ومنهم من رفع صور المقام السامي ومنهم من كتب شعرا أو كتب تعبيرا عن فرحته ومنهم من أقام المهرجانات وسباقات الهجن والخيل ومنهم من خرج بمسيرات الولاء والعرفان ، إذا فعمان كلها احتفلت وأفرحت وستواصل أفراحها ـ إن شاء الله ـ .
ليس المقام يتسع اليوم لذكر ما تحقق على أرض عمان ، فما تحقق الكثير ومهم ، لكن الأهم من ذلك هو ما نراه يتجسد أمامنا جميعا من حب شعب لقائد وهو الأهم من أي شئ فبالحب والوفاء والإخلاص تتواصل مسسيرة الخير والبناء ، في ظل قائد حكيم وفي وشعب محب ومخلص .
سجل الإنسان العماني ويواصل تسجيل ملحمة البناء طوال مسيرة عهد النهضة المباركة ، و 18 نوفمبر هو يوم من أيام عمان الخالدة ويبقى رمزا للاحتفال والبهجة فإشراقة هذا اليوم شكلت نهضة جديده في تاريخ عمان المجد والعزة ، فمع المؤسسات التي تعنى بأسس الدولة العصرية تشكل فكر إنسان عماني واع مدرك لمفهوم الوطن والقائد ومفهوم البناء والتحضر والرفعة والإخلاص .
كل عام وانت بخير يا قائد عمان وملهم شعبها ومهندس نهضتها وباني مجدها ومجدد فكرها ، وكل عام وانت بخير ايها الشعب الوفي الحافظ للعهود ، وكل عام وانت بخير ايها الوطن العزيز .

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]