✱ لماذا أقسم الله بعمر محمد؟
لم يقسم الله بأي أحد من البشر ولو بصفة واحدة فيهم، وبالمقابل أقسم سبحانه بعمر النبي وبيّن ذلك حين (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) (التكوير 19 ـ 21)، لأن عمره شيء عظيم ومعجز, وإنه في عبادة مستمر في كل دقيقة تلو الدقيقة لأنه ضحّا حياته وأنذرها لرب العالمين وبخع نفسه إن لم يؤمن أحد بالله وحرص على هدايته حتى واساه الله سبحانه.
✱ لا يجوز تقديس النبي فوق بشريته؟
مع أن الله قد قدسه وطهره من أدران الشر، لكن بقى بشراً سوياً ليس عنده علم ولا مال ولا جاه ولا كلام ولا دين إلا ما آتاه الله إياه، فلا تطروه كما أطرت النصارى رسولهم المسيح فألهوه.
✱ هل كذّب محمد؟
لقد كان مشتهرًا بين قريش قبل البعثة بالصادق الأمين، ثم لما جاءهم بالدين الحق رموه بالكذب وهذا هو سلاحهم النكد, فهل يعقل لا يكذب على الناس ويكذب على الله، مع الله قادر على قتله في أي لحظة، ولقد زكى الباري سبحانه لسان نبيه.
ولم يسجل لنا تاريخ محمد ولا كذبة واحدة ولو نصف كذبة , ومن أصدق من محمد إلا الله سبحانه.
✱ ومن إثبات نبوته ثبوت دينه وخلوده
اليوم مضى حوالي 15 قرنًا على البعثة النبوية فهل ترى منذ ذلك الصر حتى يومنا الحالي قد غيّرت شريعة الإسلام وعقيدته وهل غيِّر القرآن والسنة وهما مستقى المعارف الربانية؟ والجواب: لا، إذن لماذا فنقول لأن الله قد حفظهما والناس حفظوا السنة، فنقول إن ذلك الحفظ دليل على نبوة محمد، فإننا نرى من الأخبار ما لا تصمد ولو يومًا واحدًا أو ساعة إلا وتتغير، فنقول إن الوحي هو العلم المطلق يتعدى الزمان والمكان والأقوام.
✱ ماذا رأى في حادثة الإسراء والمعراج؟
جاءت حادثة الإسراء والمعراج إكراماً للنبي ومواساة له وتثبيته على طريق الدعوة المستقيمة, ففي حين أوصدت الأرض أبوابها عليه وأوذي في الله أشد الأذى ولم ينثنِ عن دعوته, وكأن يقول له: نحن نريدك وأبواب السماء لك مفتوحة على الدوام.
فلقد أوقف الله الزمان عندما اقتحم البراق والنبي راكب عليه من مكة وإلى بيت المقدس في طرفة عين تمشي بسرعة البرق (أي: الضوء) ثم صعد من بيت المقدس إلى السموات العلى ورأى الأنبياء هناك كما رأى جبريل على صورته الحقيقية المهيبة المخيفة ورأى أهل الجنة وأهل النار وما يفعل بهم وجبريل يشرح للنبي أعمال الكل، ولم ير سبحانه وتعالى الذي لو ظُنَّ انكشاف شيء من سبحات نوره لاحرق الكون كله بما فيه.
ومن حكم ودلالات الإسراء إلى المسجد الأقصى وهو الغاية المكانية ما يلي:
1 ـ لأنه أرض مباركة وكذلك ما حوله.
2 ـ هو تشريف له وحمايته من اليهود الذين سوف يحتلونها, ويخربونها كما نرى الإنسان.
3 ـ عمق الرباط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى بشكل لا ينفك وكما يدل على زعامة المسلمين بارتيادهم المسجد إلى يوم القيامة فهو أول القبلتين وثالث الحرمين.
4ـ معاقبة اليهود المكذبين لله ورسوله فهم وان استقبلوا حياله فلا فائدة يجنونها منه.
5ـ إمامة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لجميع الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى يدل على أفضليته عليهم وعلى أفضلية شرعه على شرائعهم، وإن دين الله واحد وهو الإسلام , وعلى وجوب الأمم اتباع الرسول الكريم سيما أن الأديان السماوية السابقة محرفة بفعل الإنسان, ومؤقتة ومعينة لقوم دون آخر.

إعداد: علي بن سالم الرواحي
كاتب عماني