مسقط ـ «الوطن»
ضمن جهوده في حصر الكهوف الرئيسة في السلطنة وثَّقَ الفريقُ العماني لاستكشاف الكهوف كهفَ منبع فلج قرية الميس بالجهة الغربية لجبل الكور، إذ ينقسم الكهف إلى جزءين يحتوي كلاهما على برك مائية عذبة وصافية، وينتهي الكهف الأول بشلال مائي رائع تتبعه بركة مائية مغلقة، حيث يتطلب استكشاف الكهف في المرحلة التي تأتي بعد البركة الغوص لعدة أمتار، مع وجود دفع مائي كبير من داخل الكهف يصعّب من مهمة الغوص، في حين ينتهي الجزء الآخر من الكهف ببركة مائية عميقة لم تتبين حتى الآن الممرات الجوفية التي تأتي بعدها، ويعد هذا الكهف من الكهوف المميزة في السلطنة بسبب غمره بالمياه، وهو يمثل تجربة استكشافية فريدة تشبه تلك التجربة التي يجدها مستكشفو الكهوف عند دخولهم لكهف المصينعة الضخم في ذات الجهة من جبل الكور، علما أن كهف الميس في أغلب الظن يتصل بكهف ضخم عميق يوجد في أعلى قمة جبل كور يعرف باسم كهف الجناح، وهو ما يشير إليه سكان القرى الموجودة في هذه الناحية، كقريتي الميس ومعول، وكهف الجناح عميق جدا اذ يزيد عمق الجزء المستكشف منه عن ستمائة متر، وتقع الفتحة العلوية لكهف الجناح والمخرج السفلي لكهف الميس على امتداد صدعين صخريين عميقين يتجهان باتجاه الشمال الغربي والشمال الشرقي، ويتقاطعان في منحدرات جبل الكور. ومع هطول الأمطار الشديدة في جبل كور وبالذات في الشراج العلوية التي تصب في كهف الجناح تخرج المياه بعد عدة ساعات من كهف الميس، وتنبثق المياه أيضا من شلال يقع أعلى الكهف، ولذلك ينبغي للمستكشف أن يتأكد من عدم سقوط الأمطار في الساعات الماضية قبل الدخول إلى كهف الميس، لأن مياه الأودية قد تخرج منه فجأة دون سقوط الأمطار في منطقة قرية الميس، ويعد هذا النظام الكهفي مشابها لنظام كهف الخب والمصينعة وفلج قرية معول، إذ يمثل كهفا المصينعة وكهف فلج معول مخارج سفلية للمياه التي تصب في أعلى جبل كور، وفي مجملها تكوّن هذه الكهوف جميعا ناحية جمالية رائعة لجبل أشم يعد من أكثر الجبال في عمان ارتفاعا ووعورة وبرودة وجمالا، عاش العماني فيه منذ عصور غابرة هو وماشيته، وسبر أغواره بالرغم من صعوبة الحياة في قممه. ويسعى الفريق العماني لاستكشاف الكهوف أن ينتهي قريبا من إصدار كتاب الكهوف العمانية، الذي عكف الفريق على تأليفه وتوثيقه لنحو خمس سنوات، ويرتبط الفريق العماني لاستكشاف الكهوف بالجمعية الجيولوجية العمانية.