احذر! انتبه! كن حريصا! لا تثق! لا تتسرع بأن تعطي الضوء الأخضر! قبل إعطاء الضوء البرتقالي عند تعاملاتك اجعل الضوء الأحمر من يتحكم بك...نعم هكذا يجب أن تكون وأن نكون.
نعم...
احذر الابتزاز الإلكتروني فللأسف الشديد عندما يضع القدر في طريق ظروف الحياة العامة من ذوي النفوس المريضة ذات النزعة الشريرة، والطماعة، والانتقامية.
وفي هذه الحياة يصادف الإنسان فينا الكثير من المصادفات والمفارقات والمتناقضات المتنوعة ما بين الخير والشر، وما بين المكر والطيب والخبث، وما بين النية الصالحة والسيئة....
يا لها! من مفارقات قد تغيب عن أي شخص يكمل مشوار يومه بالشكل المعتاد في التزاماته الاجتماعية والعملية والبحث عن الرزق.
وفي الآونة الأخيرة وبانتشار التعامل من خلال وسائل التواصل، وتطور التكنولوجيا بات الناس بين سلاح ذي حدين، وبات الابتزاز للناس من أجل تحقيق المصالح السيئة عبر وسائل التواصل المختلفة محادثات الفيديو والفيس بوك وتويتر وانستجرام....
وغيرها من هذه الوسائل الإلكترونية...
التي تكون دائما أساسيا للشخص المبتز والذي أنا أشبهه (بالذئب).والابتزاز الإلكتروني لا يختلف في مفهومه سواء كان علميا أم قانونيا...
ولكن الدور الذي يلعبه القانون دورا أكمل وأشمل لذلك قامت سلطنة عمان بتخصيص جهات معنية تحمي الفرد في المجتمع من الذئاب الإلكترونية فلنساهم معهم بتحقيق دورهم وهدفهم في الحماية على أكمل وجه.
إن هذا النوع من الابتزاز في علم النفس ما هو إلا استغلال الفرص من إحدى الذئاب البشرية عن طريق الدخول على الضحية بأسلوب ذكي جدا وإيصاله لمرحلة الانجذاب ثم التصديق ثم الثقة المتناهية بكل صورها وبعد أن يصل هذا الذئب لمأربه وهدفه ومن أجل الوصول للمال يقوم بعدها بالتهديد لنشر مقاطع للصور والمحادثات المرئية والصوتية...
ويصل بالضحية كنوع من الضغط بالأعصاب والتخويف والترهيب.
أما لو تحدثنا عن الابتزاز الإلكتروني من ناحية القانون فهو مفهومه القانوني حماية الضحية التي قد تتضرر بالجانب النفسي والاجتماعي وإلحاق الضرر المادي.
فالوضع القانوني تجاهه هو حماية الضحية من أي نوع من أنواع الاستغلال وبشكل سري للغاية...
فكيف لا والقانون الإلكتروني من ضمن أهدافه ودوره الحماية لمثل هؤلاء الضحايا.
والابتزاز الإلكتروني ليس مقتصرا على فئة عمرية معينة ، وكلا الجنسين قد يقع في فخ الشبكة المخطط لها...
فالذئب البشري ينصب شباكه على الضحية بذكاء ودهاء، كدور الخدوم والمسكين والذي يستطيع عمل المستحيل لإنقاذ ضحيته المقصودة، حيث يقوم بالتقاط نقاط الضعف والثغرات والعوامل الاجتماعية على كل ضحية...
فهو لا يهمه إلا الحصول على المال.
ومن هنا يأتي دور الأسرة بشكل أخص ودور المدرسة ودور المجتمع بشكل عام من خلال التثقيف وتوعية الأبناء بهذا المكر والخداع التكنولوجي وكيفية تجنب مثل هؤلاء المبتزين لتوعيتهم بعدم الوقوع في الفخ وتجنب الوقوع فيه.
فكيف يتجنب الفرد الوقوع في شبكة وفخ الابتزاز، فلتكن غايته بأن لا يقع في الحفرة والبئر العميق المليء بالمخاطر والمجازفات المضرة.
حيث يجب تجنب قبول الصداقات الإلكترونية لأناس غير معروفين أو ذوي الحسابات الوهمية فيجب أن يتأكد من هوية الشخص المرسل إليه...
أن لا يثق بكل ما يقال له...
أن يتجنب إعطاء المعلومات الخاصة الدقيقة للغريب، إحاطة الذات بنوع من الغموض المبطن وأن يكون ذكيا، ولا يسمح لأحد أن يستغله من أجل مطامع تلك النفس المريضة التي دخلت حياته لتهدمها.
أما في حالة الوقوع في الفخ فلا يجب التواصل مع هذا الذئب ولا الرضوخ لتهديداته وعدم الخوف والاستسلام، القوة والهدوء خير تصرف والاستعانة بالعدالة القانونية للدعم والمساندة، حيث إنها قادرة على الأخذ بيد الضحية وإنقاذها بكل سرية تامة، فهنا يتغير الدور من الضحية إلى صاحب حق وجعل ذلك اللئيم هو الضحية بالقانون والعدالة...
فالقوة والذكاء مطلبان أساسيان، وعدم الاستسلام للمخاوف...
عزيزي القارئ...
فهذه الحياة ليست سوى قارب في بحر عميق وواسع كما هو مليء بالخير والرزق، فهو أيضا مليء بالمخاطر والشر، واعلم أن هذه المخاطر تكمن في تلك النفوس المريضة التي غايتها تشويه أي جانب جميل في شخصيات تلك الضحايا التي تقع في شباكه.
وإن صح لي التعبير والتشبيه فإن المبتز والضحية تماما كالقصة الشهيرة ليلى والذئب.
فالمبتز ليس سوى ذلك الذئب الشرير ذي النيات السيئة وليس سوى وحش على هيئة بشر، والذي رمى شباكه على ضحيته بكل الطيب والمساعدة والخدمة والحب تماما كذلك الذئب، وبغض النظر أن يكون هذا المبتز الذئب رجلا أم امرأة فكلاهما قد يلعب هذا الدور بإتقان.
أما الضحية الفريسة هي تلك الفتاة ليلى التي بثقتها أمنت وأدلت بوقائع وحقائق عن حياتها بكل ثقة لشخص مجهول وكانت هي الضحية الأولى والجدة التي مثلت الأسرة الضحية الثانية...
أما المزارع المنقذ فهو القانون والعدالة التي أخرجت الضحية والفريسة من بئر المخاطر للذئب الالكتروني.
فالحذر كل الحذر من التعامل مع أناس غرباء لا يمثلون سوى وهم وسراب من أجل مطامع مادية، وشهوات النفس.
وعندما شبهت ليلى والذئب بالابتزاز الالكتروني لما تحوي هذه القصة من حكم وعبر وعظات بعدم الثقة بالغرباء ومن تفادي الانجراف لمطامع شخص قد نعتقد أنه سوف يقدم كل سبل المساعدة والخدمات.
وهذه الحياة ليست سوى مدرسة نتعلم منها الكثير لذا وجب عدم الاندفاع بالمشاعر والثقة السريعة وإعطاء معلومات خاصة للغريب وعدم الاستهتار بقيمة الذات وقدر الأسرة مهما كانت الاحتياجات لتفادي الوقوع في فخ الابتزاز الالكتروني وغيره من مآرب شريرة للنفوس المريضة...
إن التعامل بشكل سطحي وعدم الاندفاع والتهور.
فالذئب الالكتروني وغيره ليس سوى بشر نواياه سيئة صادف ضحيته ولعب دوره بذكاء واتقان لتحقيق أهدافه ومطامعه.
ولا بد من التوعية الأسرية والإعلامية لهذه الخدع التي قد يصادفها الكبار قبل الأطفال...
وأن تقيم المدارس حلقات عمل وتنبيه عن هذا النوع من الابتزاز في عالم انتشر التعامل والتواصل به عبر الالكترونيات.
ليتم التوعية بدور القانون في حماية الضحية بسرية تامة وبأن لا تستلم الضحية لتلك التهديدات وأن تتعامل مع الموقف بهدوء وحذر وحكمة وتتوجه مباشرة إلى الجهة القانونية المعنية لطلب المساعدة من ذلك الذئب الالكتروني ويكون هو ضحية مطامعه وابتزازه،وهكذا يكون الضحية قد أنقذ الآخرين من الوقوع بنفس البئر وتعاون يدا بيد مع القانون والعدالة لتأخذ حقه...
فكما أسلفت سابقا تبدأ عملية الابتزاز عندما يرمي الذئب الالكتروني من تكوين علاقة صداقة بينه وبين الضحية التي يهدف لافتراسها معنويا ونفسيا واجتماعيا من خلال الحصول على المال وشهوات النفس...
وذلك لنشر فضائح بالصوت والصورة مستغلا الوضع الضعيف للضحية.
فكن حذراً!...
وكن يدا بيد مع الجهات المعنية...
وتذكر بأنك تنقذ أشخاصا آخرين قد يقعون في الفخ نفسه...
وكن يداً بيد مع الجهات القانونية.


رفيف عبدالله الطائي
[email protected]