تتعدد أشكال التعبير عن ما تكنه القلوب والأنفس من مشاعر صادقة تجاه من تحب، قد تكون تعبيرًا لفظيًّا أو حركيًّا أو يمتزج التعبيران اللفظي والحركي فيشكلان لوحة جميلة رائعة تتجسد فيها تلك المشاعر، وعادة ما تكون في أحلى حللها حينما تتبدى مظاهرها على شكل جماعي.
ولا تزال مشاهد خروج أبناء عُمان الأوفياء في مسيرات وطنية تسجل حضورها الوطني، مرسِلةً في الأفق سيلًا متدفقًا من المشاعر الجياشة والأحاسيس الصادقة ومعاني الولاء والانتماء والعرفان لقائد نهضتهم المباركة ومؤسس نهضة عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
وما من شك أن تلك المشاهد الوطنية الرائعة والمعبرة لم تحجز موقعها في وجدان المواطن وذاكرة الوطن الفردية والجمعية فحسب، بل في صفحات الحدث البشري على امتداد وجودها، وهي تحاكي في مفرداتها ما يمكن أن نطلق عليه الحدث الوطني الكبير لجهة ما أفرزته من صور مثيرة للإعجاب لدرجة أن الطموح لم يستطع مجاراتها في بعض تفاصيلها على الأقل من شدة قوة تدفق الدفء والمشاعر وأشكال التعبير تجاه رمز الوطن وبانيه، وسط دعوات صادقة للمولى جل جلاله بأن يحقق الآمال والطموحات بأن يأتوا إلى احتفالهم القادم بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد وبينهم باعث نهضتهم، وباني مجدهم وقائد مسيرتهم المظفرة، كما اعتادوا أن يحتفلوا.
لقد رسمت عُمان لوحة وطنية رائعة من خلال المسيرات التي نظمتها المحافظات والولايات أمس في تعبير وطني عماني خاص بالعمانيين، حيث تسابق أبناء عُمان الأوفياء إلى حجز مواقع متقدمة داخل تلك اللوحة، وهم يرددون عنوانًا وحيدًا ليقولوا: هذه هي عُمان، وهؤلاء هم العمانيون .. رجال قابوس الأسود.
إن مسيرات الدعاء والولاء والعرفان التي نظمها أبناء عُمان الأوفياء أمس بمناسبة العيد الوطني الرابع والأربعين المجيد جاءت لوحاتها معبرة عن ما يكنونه من مشاعر صادقة لقائد مسيرة عُمان الظافرة، ومحملة بأجمل معاني الوفاء والانتماء، حيث تمازجت الكلمة الصادقة والصورة الناصعة والألوان الزاهية المصحوبة بالأهازيج والفنون الشعبية المغناة والقصائد الوطنية، في دلالة رمزية حرصت من خلالها تلك الجموع التي خرجت عن بكرة أبيها وشقت طريق مسيرتها على أن تعكس مكنون صدورها وخلجاتها في ملحمة لها أبعادها الوطنية، حيث شهدت تلك المسيرات مشاركة واسعة من أبناء وأهالي المحافظات والولايات شيبًا وشبابًا رجالًا ونساءً وأطفالًا الذين حملوا في المسيرة أعلام السلطنة وصور جلالته ولافتات كتبت عليها عبارات الترحيب وعبارات الولاء والعرفان لجلالته.
إن تلك المفردات التي عبر عنها العمانيون يوم أمس وما قبله وما سيعبرون عنه من مشاعر، عكست الحب الكبير والاحترام الجم تجاه قائدهم الفذ الذي ما فتئ يسعى من أجل راحة أبناء شعبه الوفي وإسعادهم وتوفير العيش الكريم لهم، حيث كانوا على الدوام محل اهتمام وعناية كبيرين.