السنيدي : آسيا كتلة اقتصادية مهمة للسلطنة وخلال السنوات الماضية شهدت الصادرات العمانية نمواً كبير يقدر بالمليارات الدولارات

مسقط ـ العمانية: أكد المشاركون في أعمال الاجتماع السنوي العام والمؤتمر الواحد والثلاثين لجمعية المصرفيين في آسيا (ABA) الذي اختتم اعماله يوم أمس على تعزيز التعاون المشترك بين كافة أعضاء الجمعية وتبادل المعلومات المتعلقة بالفرص التجارية الموجودة في الدول الاعضاء والعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات التي تساهم في تنمية وتطوير القطاع المالي والمصرفي بمنطقة آسيا بهدف مواجهة التحديات المستقبلية والمتغيرات والظروف العالمية التي تؤثر على القطاع، كما تم التأكيد في اختتام أعمال الاجتماع على تشجيع الابتكار في مجال طرح المنتجات والخدمات المصرفية والعمل على تعزيز التواصل وفتح قنوات جديدة لتبادل الخبرات والمعلومات بين أعضاء الجمعية .
وكان الاجتماع السنوي العام والمؤتمر الواحد والثلاثين لجمعية المصرفيين في آسيا (ABA)، والذي يستضيفه بنك مسقط، قد تواصلا بنجاح ولليوم الثاني على التوالي وذلك بمشاركة كل من
معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، وسعادة حمود بن سنجور الزدجالي الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني، كمتحدثين رئيسيين، وبحضور سليمان بن محمد اليحيائي، نائب رئيس مجلس ادارة بنك مسقط، وحوالي 100 شخصية يمثلون الرؤساء التنفيذيين للبنوك والمؤسسات المالية والخبراء الماليين بالمنطقة .
وتمت خلال الاجتماع مناقشة وبحث استراتيجية البنوك للمرحلة المستقبلية وضرورة الاهتمام بمجال الابتكار والإبداع في طرح الخدمات والمنتجات المصرفية وبحث العديد من القضايا المتعلقة بالظروف الحالية والمستقبلية التي تمر بها المنطقة وتأثير ذلك على القطاع المصرفي والمالي .
وخلال بدء جلسات اليوم الثاني للاجتماع ألقى معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي ، وزير التجارة والصناعة ، كلمة بهذه المناسبة أكد من خلالها على أن السلطنة تربطها علاقات مميزة مع كافة الدول بالمنطقة .. وقال: إن آسيا كتلة اقتصادية واحدة ومهمة للسلطنة وخلال السنوات الماضية شهدت الصادرات العمانية سواء كانت النفطية او غير النفطية نمواً كبيرا يقدر بمليارات الدولارات حيث تشمل الصادرات على سبيل المثال النفط الخام والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والألومنيوم والصلب والاسماك بينما تشمل مجالات الاستيراد السيارات وقطع الغيار والآلات والمواد
الغذائية والأدوية وغيرها من المجالات .
وأوضح معاليه أنه بصرف النظر عن حجم التجارة الثنائية فقد شهدت مشاركة الشركات الآسيوية في مشاريع البنية الاساسية بالسلطنة نموا جيداً، فعلى سبيل المثال هناك عدد من الشركات الكورية واليابانية تعمل بالسلطنة بالدقم وصحار في مشاريع عملاقة متوقعاً أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الشركات الآسيوية التي تعمل بالسلطنة وفي مختلف المجالات .
وقال معاليه "ان هذا التجمع الذي يضم مجموعة من المصرفيين البارزين على مستوى المنطقة والشخصيات المؤثرة ورجال الأعمال من مختلف انحاء آسيا فكرة ممتازة لتبادل المعلومات
والخبرات" .. مؤكدا على أن السلطنة تتمتع بمقومات اقتصادية وتجارية وفرص استثمارية في مشاريع البنية الاساسية او في المجالات والقطاعات الاخرى التي يمكن للمستثمرين ورجال الاعمال
استثمارها بشكل جيد وايضا استغلال الحوافز والتسهيلات التي تقدمها السلطنة لكافة الراغبين في الاستثمار وفتح مشاريع جديدة بالسلطنة او الدخول في شراكات خاصة وان السلطنة مقبلة خلال
المرحلة القادمة على انشاء وتنفيذ العديد من المشاريع وفي مختلف المجالات .. مشيراً إلى اهمية ايجاد حلول مصرفية لدعم وتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .. متمنيا التوفيق والنجاح لكافة الخطوات والمبادرات التي تقوم بها جمعية المصرفيين بآسيا لتعزيز التعاون المشترك وتنمية وتطوير القطاع المالي.
كما ألقى سعادة حمود بن سنجور الزدجالي ، الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني، كلمة أكد
من خلالها على الدور الكبير الذي تلعبه جمعية المصرفيين بآسيا والجهود التي تقوم بها خاصة
عند وقوع الأزمات ولقد ساهمت الجمعية وبشكل كبير من خلال تواصلها مع الاعضاء في التخفيف من تداعيات الازمة المالية التي حدثت عام 2008 والازمات الاخرى التي شهدتها المنطقة والعالم وايضا اعتمادها على انظمة و ممارسات مالية ناجحة فكان لها دور كبير في تقدم وتطور البنوك الآسيوية .. معربا عن سعادته بعقد الاجتماع السنوي العام والمؤتمر الواحد والثلاثين لجمعية المصرفيين في آسيا (ABA) بالسلطنة .
وأشار الزدجالي الى أن القطاع المصرفي العماني يحظى بسياسات مالية متوازنة حيث شهد العالم خلال السنوات الماضية عدداً من الأزمات المالية ولكن ولله الحمد وبفضل هذه السياسات لم نرصد أي تأثيرات أو تداعيات على القطاع المصرفي بل العكس تماما فقد واصل القطاع تحقيق نجاحات جيدة ونمواً في العمليات، وقد أشادت المؤسسات المالية العالمية بالقطاع المصرفي العماني الذي نجح في مواجهة هذه الازمات وكان آخرها تقرير من صندوق النقد الدولي الذي أكد عدم تأثر القطاع المصرفي في السلطنة بالأزمات المالية وأشاد بالأنظمة والإجراءات التي يقوم بها البنك المركزي العماني لتنظيم العمليات المصرفية .
واكد سعادته ان الظروف الحالية بالمنطقة وفي العالم تحتم علينا تعزيز التعاون المشترك وتكوين كيانات مالية قوية خاصة بين دول مجلس التعاون والمؤسسات المالية المصرفية الآسيوية فهناك
العديد من الفرص التجارية والاستثمارية بالمنطقتين خاصة في قطاعات الطاقة والمصارف والسياحة والخدمات اللوجستية وعلى المؤسسات المالية بالمنطقة استثمار التسهيلات والحوافز
التي تقدمها حكومات هذه الدول لتحقيق مزيد من التقدم والنمو والانجازات في مختلف القطاعات الاقتصادية .
من جانبه أعرب عبدالرزاق بن علي بن عيسى ، الرئيس التنفيذي لبنك مسقط عن سروره بمشاركة جمعية المصرفيين في آسيا (ABA) في استضافة وتنظيم هذا الاجتماع المهم وذلك في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة عددا من التحديات والتي تتطلب منا جميعا تعزيز التعاون وتبادل المعلومات لمواجهة هذه التحديات .
واوضح ان جدول الاجتماع حفل بالمواضيع المهمة التي تخدم المؤسسات المالية وتوفر لها الفرصة لمناقشة وبحث مجموعة من المواضيع المهمة والتي تتطلب التعاون المشترك وخاصة
مسألة تشجيع الابتكار في تقديم الخدمات والمنتجات المصرفية وايضا مناقشة تقلبات السوق العالمية ومدى تأثير ذلك على المؤسسات المالية الاسيوية او تأثير ذلك على اقتصاد المنطقة .
وقد بحث المشاركون في المؤتمر القوانين واللوائح الجديدة التي تم اعتمادها على مستوى القطاع المالي والمصرفي كما تمت مناقشة وبحث المواضيع المتعلقة ببازل "3" وتأثيراتها على القطاع
اضافة الي مناقشة العديد من المواضيع المهمة مثل الفرص الموجودة في تقديم الصيرفة الاسلامية وأمن المعلومات وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا والتقنية الحديثة خاصة في مجال تطبيقات الهواتف النقالة وابتكار خدمات عبر هذة التطبيقات .
وقد شهدت جلسات يوم أمس مناقشات عديدة وطرح الاسئلة والاستفسارات من قبل المشاركين في المؤتمر .