[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/nawafabohyga.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]نواف أبو الهيجاء[/author]
التساؤلات مشروعة حين تكون بهدف اكتشاف الحقيقة وفاعلها وأسها وأهدافها خاصة ونحن بصدد تلك التفجيرات التي وقعت في غزة وطالت بيوت ومواقع ومقرات (فتحاوية) تحديدا. إلقاء التهم الجاهزة وفورا يعني أحد أمرين أو كليهما فإما أن صاحب رد الفعل شريك في الفعل، وإما أن يكون متهورا ومنساقا إلى فتنة هي الهدف الخفي وراء التفجيرات ـ خاصة أنها أدت إلى إلغاء وزير الداخلية زيارة مقررة للقطاع .. كما أن ردود فعل تنقصها الدقة والموضوعية قد صدرت في بعض مدن الضفة الغربية (تبيح إهراق الدم الفلسطيني) أكان هذا الدم (حمساويا) أم لا.
بل إن الانسياق خلف مطلقي الاتهامات دون أي دليل يعني إطلاق سراح الفتنة من جديد، وذا هو أحد أهم أهداف تلك التفجيرات. لماذا تبرئة الاحتلال أو عملاء الاحتلال؟ ما مصلحة حركة حماس إن هي قامت بالفعل هذا وهي الآن بعد عدوان الخمسين يوما في سبيل تضميد الجراح في القطاع؟ ليس من موقع الدفاع عن حركة حماس، لكن التساؤل مشروع في ظل وجود حكومة شراكة ومصالحة ... وهل المطلوب اليوم نسف الاتفاق بين الحركتين؟ بل حتى الوصول إلى إراقة الدم الفلسطيني باليد الفلسطينية وبالسلاح الفلسطيني، وترك العدو الغاصب يفعل ما يشاء، وينفذ مخطط تهويد القدس واستباحة الأقصى؟ وحتى التصدي السلطوي للانتفاضة المتأججة بدءا من القدس؟
حركة فتح رأت أن التفجيرات يراد منها عدم استذكار استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات هكذا جرى الحديث عن إلغاء ما كان مخططا له وهو الاستذكار (لا الاحتفال).. ومع ذلك تمت الاحتفالات وتخللتها الاستفزازات من الطرفين.
في كل الأحوال هناك نوع من الاحتقان الفصائلي ويمكن أن يؤدي إلى الاحتكاك وإشعال نار فتنة لا يفيد منها سوى العدو الماضي قدما في مخططاته؛ تهويد القدس والأقصى والإيغال في قتل عنصري بدم بارد للشباب الفلسطيني في الضفة وفي الداخل على السواء بروح إجرامية حاقدة. وعلى الجميع أن يتذكر ما حدث قبل أكثر من سبع سنوات ـ الفتنة والانقسام ـ وهما ما عانى ويعاني الفلسطينيون منهما ومن نتائجهما حتى اليوم وإلى درجة التهديد المستمر باستئناف دائرة التطاحن والتقاتل وإراقة الدماء واستباحة البيوت وزج العناصر والكوادر في المعتقلات والسجون من المنتمين إلى الحركتين دون استثناء.
إن تأجيج نوازع الانقسام يؤدي إلى تشتيت الجهد الفلسطيني المقاوم في الضفة وفي الداخل كما في القطاع، ويحرم هذا الشعب نعمة التفكير باستعادة وحدته الوطنية.
العقلاء يجب أن يتصدوا للفتنة وللعناصر المندسة. لا شيء يضمن ألا يكون هناك عملاء للمحتلين في صفوف الحركتين ـ وبالتالي يمكن لهذه العناصر تأجيج نار الفتنة ومنح الاحتلال الفرصة للتصرف كما يحلو له دون توقع ردود أفعال فلسطينية تتصدى له ولعنصرييه ولخططه التهويدية والتدميرية.
لعن الله الفتنة ومن أيقظها .. فهي نقيض إرادة شعبنا في الوحدة وفي مواجهة الاحتلال وفي رسم استراتيجية عمل فلسطينية يشارك فيها الجميع ـ لا تقتصر فقط على الحركتين الكبريين، بل تشارك فيها الفصائل والحركات والأحزاب والقوى الفلسطينية كافة ـ استراتيجية تنقذ ما يمكن إنقاذه من الواقع المتردي فلسطينيا والمتداعي عربيا والمتآمر دوليا على شعب فلسطين وحقوقه الثابتة والمشروعة.