- اللاعب العماني موهوب بالفطرة وخامة نادرة ولكن ينقصه التطوير
- دورينا ضعيف وإدارات الأندية بحاجة إلى استثمارات قوية المراحل السنية بدون تطوير وتعاقدات الأندية بحاجة إلى إعادة تدوير
- بدأت التدريبات مع النادي مع الفحوصات الاحترازية لكل 10 أيام
- المنتخب بعزيمة رجاله قادر على التأهل وبرانكو مدرب متميز

حاورته ـ ليلى بنت خلفان الرجيبية :
أحمد مبارك (كانو) نجم منتخبنا الوطني العماني لكرة القدم ولاعب نادي المريخية القطري .. استطاع أن يكون الأول على مستوى دول الخليج ممن خاضوا مباريات دولية والثاني على مستوى العالم خلال آخر تصنيف قامت به الفيفا .. إنجاز كبير للكرة العمانية وللمتألق أحمد كانو .. تعجز الكلمات عن التعريف بهذا الأسطورة العماني، فهو غني عن التعريف استطاع أن ينال احترام الوسط الرياضي العماني بخلقه وأدائه الرائع، فهو حامل راية منتخبنا في كافة المحافل .. سطر اسمه في سماء الكرة العمانية وعرفته الدوريات الخليجية .. بصماته واضحة أينما وجد، لا يخاف الصعاب بل يذللها ليكون في المقدمة .. أحمد مبارك (كانو) على صفحات “الوطن” في حوار خاص ملم عن أحوال الكرة العمانية ومستقبل المنتخب الوطني في التأهل في التصفيات المزدوجة وهموم اخرى شاطرها لنا كانو خلال حوارنا معه والذي جاء على النحو التالي :

التقييم لم يأت من فراغ
قال أحمد كانو قائد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم: حصولي على المركز الأول خليجيا والمركز الثاني عالميا في قائمة فيفا من بين ١٥ لاعبا خاضوا مباريات دولية لم يأت من فراغ، فقد خضت العديد من المباريات الدولية والآسيوية والإقليمية والخليجية على مستوى المنتخب والأندية فقد بلغت 179 مباراة وانا فخور بهذا الإنجاز حيث انني امثل منتخب بلادي واستفدت كثيرا من الدوريات في الأندية المحترفة وبخاصة اللاعبون الاجانب تعلمت منهم الكثير، بالاضافة إلى خبرتي التي جنيتها من اللاعبين السابقين في المنتخب الوطني فقد كانوا خبرة وتعلمنا منهم، بالاضافة إلى دعم الجمهور والذي أعده السبب الرئيسي في المستوى الذي انا عليه اليوم وهذا الإنجاز يمنحني دافعا كبيرا لتقديم الافضل خلال مشواري القادم أكان على مستوى النادي أو المنتخب.

موهوب بالفطرة
وقال أحمد مبارك في حديثه عن اللاعب العماني وعلاقته بكرة القدم بأنه موهوب بالفطرة ويمتلك امكانيات عالية مقارنة ببقية الخامات الخليجية ولكن ينقصه تطوير مستواه، فاللاعب في فئة الناشئين عندما يتم اختياره ضمن قائمة المنتخب مطالب ان يثبت جدارته ووجوده، وبما انه وصل إلى قائمة المنتخب فهو من افضل اللاعبين في السلطنة والدعامة الاساسية والعين عليه أكان من ناحية الجهاز الفني او الاداري او الوسط الرياضي، لذلك عليه ان يطور من نفسه إلى ان يصل إلى المباريات الدولية وهي بحد ذاتها مدرسة للتعلم واكتساب الخبرة، وكذلك اللعب القديم ذو الخبرة في ارضية الملعب يملك الامكانيات العالية ويحتاج ان يطور من نفسه من خلال ظهوره في المباريات ان يكون افضل وان يضع بصمة في كل مباراة يتواجد بها، وليس المعنى انه متواجد في قائمة المنتخب انتهى دوره، عليه ان يعي تواجده ويضاعف الجهد من اجل تشريف اسم المنتخب والسلطنة، فكلنا يمثل هذا البلد المعطاء الذي يستحق منا ان نقدم كل ما نملك ليكون علم بلادنا خفاقا في المحافل التي نمثل بها سلطنتنا الحبيبة عمان.

ضعف الدوري يقلق الكوادر
وحول مستقبل الدوري العماني واستمراريته في لقب (ضعيف) قال أحمد كانو: لا بد ان يتطور الدوري لأن من المستحيل ان يتقدم اللاعب في ظل دوري ضعيف وطالبنا مرارا وتكرارا بدوري للمحترفين، على ان يتم تفريغ اللاعب، ولا نقول كل الدوريات انما فقط دوري عمانتل يتم تفريغ اللاعبين على ان يكون اللاعب محاسبا بعدد التدريبات صباحية ومسائية ومتواصلا مع المدرب باستمرارية، ومنها فإن الاداء البدني والمهاري سيرتفع وبالتالي سيكون اللاعب مطالبا بأداء معين حصيلة ان يتم تفريغه من عمله، وبالتالي في هذه الحالة سيكون لدى اللاعب محصول كبير من التدريبات اليومية، بالاضافة إلى المعسكرات الداخلية والخارجية والمباريات الودية وبالتالي سينعكس إيجابا على الاداء داخل ارضية الملعب وبالتالي سيكون لدينا منتخب بل منتخبات قوية.

ضرورة تفريغ اللاعب
وقال كانو: بصراحة آن الأوان بأن يوجد حل امثل لأزمة تفريغ اللاعبين لأن الحاصل هو وجود تذبذب في بعض اللاعبين بحيث ظهرت العديد من الاسماء ولكن للأسف لم تلبث طويلا إلى ان اختفت بالرغم من انها مثلت افضل الدوريات الخليجية ولكن لم يكتب لها البقاء والاستمرارية وذلك بسبب الضغط!! ولا يشترط ان نطبق الدوري الاحترافي في دوري 100% ولكن نبدأ من موسم بتفريغ اللاعبين في دوري عمانتل والموسم الذي يليه بقية الدوريات وهكذا، ويكون بإشراف مجالس ادارات الأندية بأن هذا اللاعب لم يفرغ بدون خطة ومحاسبة، فهناك تمارين اجبارية وضرورة جادة إلى تغيير المدربين ذوي كفاءة وخبرة كبيرة على مستوى الأندية واختيار تعاقدات للاعبين الاجانب من يثرون اللاعبين والدوري وليس عالة جديدة على النادي.

الجانب المادي ليس عائقا!
واضاف أحمد كانو: لا بد ان نعي ان كل الاشكاليات الكروية بل الرياضية في السلطنة تحال إلى ضعف الجانب المالي، وانا لا اختلف عنهم ان المادة جانب مهم في كرة القدم، ولكنها ليست عائقا، فهناك دول امكانياتها قليلة وتملك منتخبات قوية، مثال على ذلك منتخب ايران فهو من المنتخبات القوية وحقق الإنجازات الكبيرة على المستوى الآسيوي، لذا لا بد ان نعي ونؤمن بالنظام الذي نسير عليه ونعمل بالموجود ولا نجعل من الدعم المادي الشماعة التي نعلق عليها، معوقاتنا المادية تتغير اذا وجدت تخطيطا سليما من خلال الإحاطة بالموجود والعمل على تطويره.

الاستعانة باللاعبين القدامى
واضاف أحمد مبارك: أين اللاعبون القدامى الذين مثلوا المنتخبات والأندية؟ اين هم اليوم؟ لماذا لا تتم الاستعانة بهم؟ لماذا يتم تجاهلهم وبخاصة لاعبو المنتخب الذين مثلوا المنتخب واحترفوا في دوريات قوية؟ فهؤلاء يمتلكون من الخبرات العالية والمصلحة تنصب حول مستقبل المنتخب القادم، وليس من الضروري ان يكونوا ذوي مناصب عالية، ولكن نحاول ان نلحقهم بالأندية والمنتخبات لأنهم الافضل خبرة تاريخيا والخبرة مطلوبة والتعليم في المستديرة لا بد منه، فكلنا بحاجة إلى تطوير لنظهر بالمستوى الجيد وهم اهل لهذه الثقة، فعلينا ان نستغل تلك الكوادر، فقد كانت يوما وجها مشرقا للكرة العمانية داخل وخارج السلطنة.

علامات استفهام؟؟
وقال كانو: استثمارات الأندية وضعها ضعيف وميزانيات الأندية تعاني، تارة يلقى اللوم على الاتحادات الرياضية، وتارة اخرى وزارة الشؤون الرياضية والاستثمارات التي نادت بها الأندية هي لا بد ان تأتي من تعاون الجميع، والغريب ان النادي الذي يمتلك جانبا ماديا قويا هو الذي يأخذ الدوري، وهنا أتساءل: لو كان ناد معين هو الأفضل ماديا سيكون الدوري حليفه في كل موسم رياضي، ولكن الوضع في دورينا مختلف فكل سنة أو سنتين تختلف الأندية التي تتصدر الدوري او مسابقات الكأس الغالية مما يدل على وجود فجوة او ثغرة كبيرة في ميزانيات الأندية او ان تفسيرها ان رئيس النادي لا يطمح إلى التطوير، فقط اخذ الدوري ليس الا بدون تعزيز او تطوير هكذا بدون تخطيط وهذا احد مسببات عدم تطوير دورينا.. لماذا؟ لذا نتمنى ان تكون هناك استراتيجية واضحة وبخاصة ما نعايشه اليوم من فترة انتخابات فلا بد من الدعم المالي القوي وان غاب لا نسلم انفسنا للمادة ونلقي عليها المعوقات، ونتمنى ان يكون هناك استقرار في ادارات الأندية فالتخبط الاداري ينعكس على الأداء.

ضعف الاهتمام
وبالنسبة للمراحل السنية فقد قال أحمد كانو: يوجد اهمال كبير بالمراحل السنية بالرغم من ان هذه الفئة هي الاهم والنواة الاساسية المغذية للمنتخبات الوطنية وهي من تقرأ لك مستقبل الكرة العمانية، ولكن للأسف لا يوجد اهتمام من قبل الأندية فكل اهتمامها بالفريق الأول فقط.

التعاقدات
وتابع أحمد كانو قائلا: بالنسبة للتعاقدات مع المدربين لا بد ان تكون مدروسة وذات كفاءة عالية وليس تحصيل حاصل، وأتمنى لو يتم الاستعانة بالمدربين المحليين ممن يمتلكون الخبرة والشهارات العالية، كما انني اريد ان انوه إلى ضرورة مراجعة ادارات الأندية لتعاقدات اللاعبين الاجانب فلا نراهم اضافة للاندية، فلم يخرج أي ناد من الموسم بنتائج ايجابية، فتعاقد النادي مع 4 لاعبين محترفين سيكون للعب طعم آخر، وبالتالي ستكون هناك استفادة للاعبين ايضا من هؤلاء المحترفين، فنحن بحاجة بالامكانيات المتوفرة ما يعين ويطور اللاعب من تلك التعاقدات.

الاحتراف مطلب لكل لاعب
واضاف كانو: بالنسبة للاحتراف فهو يطور من اللاعب كثيرا وله الكثير من الايجابيات اولها التعود على ضغط الجمهور كونه مطالبا بالاداء ومنها يتعود على تلك الاجواء حتى في المباريات الدولية التي يمثل بها بلده. اضف إلى ذلك فهو مكسب وتطوير في المستوى الفني، والاحتكاك مع لاعبين اجانب على مستوى عالٍ والتعود على الثقافة الاعلامية وآلية التحدث مع وسائل الاعلام والثقة الكبيرة في المواجهات كون كل تلك الخبرات تكتسبها ليس من النادي فقط، انما من المدربين الاجانب وغير الأجانب.

منتخبنا قوي
وقال كانو: كل اللاعبين الذين مثلوا المنتخب جاؤوا من الدوري العماني، واخذنا كأس الخليج وبخاصة في استضافة الكويت عندما انتزعناه من المنتخب الاماراتي بالرغم من خبراته الكبيرة وخصوبة احترافية لاعبيه حيث انه كان صاحب المركز الرابع على مستوى آسيا، يجب أن لا نترك هذه المعلومة هكذا، ولكن ان نضعها في الحسبان وعدم تجاهلها، فكل الانظار توجهت نحو اللاعب العماني في دورات كأس الخليج، لذا اللاعب العماني خامة جيدة ومطلب في الدوريات الخليجية، لذا حققنا انجازات خارج بلدنا ونفوز ونعود بكأس، هنا لا بد من وقفة جادة حول اللاعب وامكانياته.

تأثر قيمة عقود اللاعبين
وعن تأثر قيمة عقود اللاعبين قال أحمد كانو: من الطبيعي سوف تتأثر بسبب الوضع الاقتصادي وكذلك جائحة كوفيد 19، وعلى مستوى العالم لن تكون هناك عقود كبيرة، ولكن كل لاعب هو من يضع السعر لنفسه بسبب ادائه وانجازاته طوال الموسم.

يوميات مع “كوفيد 19”
وبسؤالنا كانو كيف يقضي وقته في فترة “كوفيد ١٩”؟ أجاب: متواصل في ممارسة التدريبات الرياضية باستمرار حتى اكون في حالة بدنية عالية وبإشراف مدرب اللياقة البدنية مع مدرب نادي المريخية القطري فأنا أمتلك اهدافا وطموحات عالية لكي اطور من مستواي واقدم افضل ما لدي والحمد لله. فالمستوى والترتيب العالمي الذي حصلت عليه جعلني اشعر بضغط كبير ويفرض علي الاهتمام بمستواي البدني، ومن ناحية التجهيزات للدوري القطري فقد بدأنا التدريبات مع النادي، وقبلها كنا في تدريبات مجموعات بالاضافة إلى معسكر داخلي في الفندق مع الاحترازات اللازمة وفحوصات كورونا “كوفيد 19” كل 10 ايام، كما اننا لعبنا مباراة ودية مع نادي السيلية ونادي الوكرة.

برانكو مدرب متميز
وحول مدرب منتخبنا الوطني قال أحمد كانو: إن الكرواتي برانكو يمتلك سيرة ذاتية قوية، فقد درب المنتخب الايراني وله تجربة في الأندية الخليجية ويمتلك الخبرة والكفاءة العالية والدولية، كما انه قام بزيارة كل اللاعبين المحترفين، وفي زيارته لي حدثني كثيرا عن خططته مع المنتخب ولاحظت من خلال حديثه انه لن ينتقي في قائمته إلا الافضل، ومن يريد ان يصنع شيئا للكرة العمانية بعيدا عن كل الاجراءات الاخرى، الذي يتطور سوف يواصل، ومن لا يستطيع سيتم استبعاده مباشرة، كما انه اجتمع مع اللاعبين قبل تفشي جائجة كورونا “كوفيد 19” وتجاوب معه اللاعبون فهو يستطيع ان يقوم بإنجاز مع المنتخب بحكم تاريخه.

فرصة تأهل المنتخب
وحول فرص منتخبنا الوطني في البطولات القادمة قال: عندنا حظوظ ونتائج جيدة في المباريات السابقة والمباراة القادمة ستكون في السلطنة وقادرون ـ بإذن الله ـ على تحقيق الفوز والخروج بنتائج ايجابية بدعم جمهورنا واعلامنا، وحتى نصل إلى الهدف المنشود لا بد من عودة اللياقة البدنية والفنية والذهنية للاعبين، والإعداد والعمل في فترة بسيطة قبل المباراة بأيام لا تكفي ولا بد ان نكون في جاهزية تامة وعلى كل لاعب ان يجتهد فالمباريات المتبقية ليست بالسهلة وعلينا ان لا نحمل التوقف بسبب كورونا السبب في عدم جاهزيتنا ولا نستسلم للاوضاع كونها عالمية، علينا المحافظة على اللياقة البدنية والتغذية السليمة، ومن خلال المعسكرات القادمة سنكون جاهزين للمواجهة، لذا علينا كلاعبين تحمل المسؤولية.

رسالة لجماهيري
وفي نهاية الحوار مع المتألق والنجم أحمد كانو، وجه رسالة لجماهيره قائلا: دائما وابدا اقول اللهم لك الحمد والشكر على ما وصلت اليه بفضل ربي ثم دعاء والدي ووقفة الجماهير، فعندما اشاهد مواقع التواصل الاجتماعي امتلك دفعات معنوية عالية تجعلني اقدم الافضل لأنه سيأتي يوما واعتزل المستديرة، فلا بد ان اقدم عملا متميزا بما انني امتلك الامكانيات والعزيمة لمواصلة مشواري الكروي، فلن اخذل محبي أحمد كانو، وسوف اسعى لتقديم مباريات مشرفة اينما وجدت على مستوى النادي او المنتخب، كما انني اشكر الاعلام العماني بكافة انواعه على وقفتهم مع اللاعبين والمنتخب في المحافل التي نمثل بها السلطنة، واشكر بالأخص جريدة “الوطن” على احتضانها كافة الرياضيين.