جنيف ـ (الوطن) ـ وكالات:
يضع الوفد السوري في المؤتمر الدولي (جنيف2) تركيزه على مكافحة الإرهاب الذي تتعرض له سوريا، رافضين أي مزايدة فيما يخص تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، فيما أبدى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي تفضيله للاجتماع بالوفد السوري ووفد معارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى (الائتلاف) كل على حدة وسط تساؤلات من السوريين عن السبب وراء تقديم وفد الائتلاف معظم أوراقه باللغة الانجليزية.
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد إن الوفد السوري تفاجأ بطرح وفد الائتلاف موضوع مدينة حمص وإيصال المساعدات الإنسانية إليها، مشددة على أن الهدف من مشاركة دمشق في المؤتمر هو إيقاف الإرهاب الذي يعصف بسوريا.
وسألت شعبان في تصريحات لقناة الميادين من جنيف "هل جئنا إلى جنيف لنناقش مسألة إيصال قافلة إنسانية إلى حمص أم جئنا لإيقاف النار التي تعصف بالشعب السوري والإرهاب الذي يعصف بكل سوريا".
وأكدت أنه "كانت لدى الحكومة السورية خطة بدأتها في 2013 وأخرى في عام 2014 بما يتعلق بالوضع الإنساني والوصول إلى كل منطقة متضررة في سوريا" مضيفة أن "محافظي المناطق والحكومة يعملون بشكل يومي مع الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في هذا المجال".
ورفضت المسؤولة السورية أي مزايدة في موضوع حمص متسائلة "ماذا عن نبل وعدرا ودرعا والناس الذين يحتجزون كدروع بشرية من قبل الإرهابيين في كل مكان" معتبرة أن "المنطق يقول إن أول ما يجب فعله هو إعادة الأمن والأمان وفتح الطرقات ومن ثم إيصال المساعدات الإنسانية" مذكرة بما جرى في اليرموك "رغم كل التعاون مع الإخوة الفلسطينيين والأونروا ومنظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين".
وعن الشكل الذي تتخذه المحادثات في جنيف قالت مستشارة الرئيس السوري "إن ما يجري اليوم هو حديث غير مباشر عبر الأخضر الإبراهيمي" معتبرة "أن كلمة "التفاوض" كلمة كبيرة جداً" لما يجري في جنيف. وسألت "هؤلاء (أعضاء وفد الائتلاف) من يمثلون" مشيرة إلى "أن هناك أطيافاً واسعة من المعارضة لم تدع وهذا خطأ كبير".
كذلك أكد نائب وزير الخارجية السوري عضو الوفد الرسمي السوري إلى مؤتمر جنيف الدكتور فيصل المقداد أن أول بند يجب أن يناقش في هذا المؤتمر هو بند الإرهاب لأنه لا يمكن مناقشة قضايا تتعلق بحاضر ومستقبل سوريا وآلة القتل لا تزال مسلطة على رقاب السوريين ولذلك من يقد جلسات الحوار فيجب أن يعطي هذا الجانب الأهمية التي يستحقها.
وأشار المقداد في مؤتمر صحفي عقده أمس في جنيف إلى أن الوفد الرسمي السوري لا يخشى مناقشة أي موضوع على الإطلاق بل يقول إن ذلك هو الطريق الصحيح لإخراج سوريا من الأزمة الحالية مشدداً على أن الوفد جاء إلى المؤتمر لحل الأزمة ووقف الإرهاب والحرب على سوريا ووقف التدخل الخارجي.
وأعلن المقداد أن الوفد الرسمي السوري سيبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح المباحثات بعيداً عن كل الشكليات إلا أن ما يهمه بالفعل هو الدخول في صلب القضايا التي تهم الشعب السوري بشكل عام موضحاً أن الوفد مخول من قبل القيادة السورية باتخاذ كل القرارات التي من شأنها إنهاء الأزمة وهو منذ وقت طويل يحضر كل ما يتعلق بهذه الاجتماعات ومستعد لتحمل مسؤولياته.
ولفت المقداد إلى أنه لن يتم التفاعل مع الإشاعات والتضليل حول ما يجرى في سوريا فالحكومة السورية تقوم بإيصال المساعدات إلى كل المحتاجين ولكنها كانت دائما تصطدم بالإرهابيين وبعدم وجود مناخات تسمح بوصول المساعدات الإنسانية مبيناً في هذا الصدد أنه تم إدخال أربعة ملايين سلة غذائية خلال الشهر الماضي إلى المناطق التي يحاول البعض تضليل الرأي العام حولها.
وأوضح المقداد أن المجموعات الإرهابية المسلحة هي من كانت تمنع النساء والأطفال والمدنيين من الخروج من أحياء المدينة القديمة في حمص مؤكداً أنه في حال سمح الإرهابيون لهؤلاء المدنيين بالخروج فستقدم لهم الحكومة كل المساعدات التي يحتاجونها.
وأشار المقداد إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا عقوبات لا إنسانية تخالف القانون الدولي وهي تقتل الشعب السوري وتحاصره مبيناً أن هذا الموضوع لم تتم مناقشته "لأننا نعرف كيف تقوم الدول التي تفرض تلك العقوبات بعقد اجتماعات لـ"المعارضة" من أجل إعطائها التعليمات".
من جانبه أعلن المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي أن إنقاذ سوريا من الأزمة الحالية ونقلها بعيداً عنها يتطلب وقتا وهذه العملية ستستمر وما زال الوقت مبكرا ونأمل بأن يكون هناك حل سلمي لها كما نقول دائماً معتبراً أن "البطء هو طريقة أفضل من السرعة".
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي أمس "عقدنا اجتماعاً مشتركاً مع الوفد الرسمي السوري ووفد الائتلاف ثم اجتماعا مع كل طرف على حدة في جلسة بعد الظهر ووجدنا أن التحدث مع الطرفين كل على حدة هو أمر مفيد جدا إذ إنه عندما التقيت بهما سوية لم يكن لدي فرصة أن أناقش مع كل طرف لوحده مواقفه وآماله وقلقه".
وأشار الإبراهيمي إلى أنه سيلتقي الوفدين صباح غد في الغرفة ذاتها ليتحدثا مع بعضهما بعضا من خلاله أما في جلسة بعد ظهر الغد فسيجتمع بهما كل على حدة مجددا.
في غضون ذلك لفتت مصادر مطلعة على أجواء اللقاءات أن هناك ما يشبه اللقاءات اليومية بين وفد الائتلاف مع السفير الأميركي روبرت فورد في العاصمة السويسرية. وأضافت المصادر "أن معظم الأوراق التي يقدمها الائتلاف هي باللغة الإنجليزية ما دفع الوفد السوري إلى التساؤل عم إذا كان الائتلاف هو وحده الذي يصيغ كل هذه المطالب أم المستشارون الغربيون الموجودون هناك.
وأشارت المصادر أيضا إلى لقاءات بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومسؤولين غربيين على هامش جنيف 2 حيث سهلت روسيا حصول هذه اللقاءات التي تجري وسط تكتم شديد من الطرفين.
من ناحيته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه "لا يمكن إجراء أي حوار مع الإرهابيين في سوريا".
وأضاف في حوار تلفزيوني: "نرفض لاعتبارات مبدئية إجراء مفاوضات معهم ولا ننصح الآخرين بذلك"، موضحاً "لا أرى مكانا في العملية التفاوضية لتنظيمات مثل ما يسمى "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" وفروع أخرى لتنظيم القاعدة".
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اقترح في قمة مجموعة الدول الثماني التي عقدت في إيرلندا الشمالية في شهر يونيو الماضي، دعوة الحكومة والمعارضة إلى التعاون في استئصال الإرهاب في سوريا. وقال إن "هذا الهدف يحظى بالأولوية أكثر فأكثر مع الأخذ بعين الاعتبار نطاق التهديد الإرهابي في سوريا الذي طال العراق، حيث يشن مسلحو ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هجمات إرهابية هناك".