تصوير - خميس السعيدي
رعى مساء أمس الاول سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي- وكيل وزارة الصحة لشئون التخطيط أعمال مؤتمر عمان الدولي للتخدير والعناية المركزة والذي تنظمه الرابطة العمانية للتخدير والعناية المركزة بحضور أصحاب السعادة وكلاء الوزارة ومدراء العموم ومن مختلف المؤسسات الصحية والعسكرية وذلك بقاعه عمان بفندق قصر البستان .
برنامج المؤتمر والذي يستمر على مدى ثلاثة أيام تضمن كلمة ترحيبية للدكتور ماهر جعفر البحراني استشاري أول ومدير دائرة التخدير والعناية المركزة في المستشفى السلطاني قال فيها : يسرني الترحيب بكم جميعاً ، حضوراً وخبراء ومشاركين في هذا الحفل ،والذي يأتي انعقاده كثمرة جهد مشترك بين المختصين في كل من وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس ومستشفى القوات المسلحة والمجلس العماني للاختصاصات الطبية ، متزامنا مع غمرة احتفالات البلاد بالعيد الوطني الرابع والأربعين المجيد ، حيث يهدف إلى رفع المستوى العلمي والأكاديمي للأطباء والممرضين والكوادر الطبية المساعدة الأخرى من العاملين في مجالي التخدير والعناية المركزة ، وكذلك إتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات مع نظرائهم من المشاركين فضلاً عن الإطلاع على أحدث المستجدات العلمية والتقنية في مجالي التخدير والعناية المركزة لا سيما بحضور هذه النخبة من العلماء والخبراء الدوليين ، والاستقاء من فيض علمهم وخبراتهم ، حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من ( 600 ) مشارك من كافة الفئات الطبية.
وأضاف البحراني : كما هو ملموس للجميع فإن سلطنة عمان قد أحرزت إنجازات جلية في مجال التنمية الصحية خلال العقود الأربعة الماضية ، واستشرفت للإنجازات التنموية الصحية المستقبلية بوضع وزارة الصحة للنظرة المستقبلية للنظام الصحي " 2050 " التي تعتبر استقراءً ورؤى في الكيفية التي تود أن يكون عليها النظام الصحي في سلطنة عمان ، وذلك بإجراء تحليل مستفيض للوضع الراهن للنظام الصحي والعوامل المرتبطة به وهي الديموغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والقانونية.
وعن سياسة التنمية الصحية في السلطنة قال : لقد تميزت بإعطاء الأولوية وبصورة دائمة لتحسين أوجه الرعاية الصحية المختلفة التي أسفرت عن تحقيق نسيج متكامل من التخصصات الطبية المتنوعة والمتطورة من بينها خدمات التخدير والعناية المركزة التي تأتي في طليعة الاختصاصات التي أولتها الوزارة عناية خاصة . وذلك من خلال إنشاء العديد من وحدات العناية المركزة ، التي تم تجهيزها بأحدث المعدات والمستلزمات الطبية، وبطاقم مؤهل من الأطباء الإستشاريين والإختصاصين وبعدد وافر من هيئة التمريض والفنيين المتخصصين في هذا المجال؛ الأمر الذي تمخض عنه إتاحة الرعاية المطلوبة للحالات الجراحية والمرضية الحرجة بصورة ميسرة.
وأشار في كلمتة : أن هذا التطور في خدمات التخدير والعناية المركزة تزامن مع إهتمام السلطنة بتأهيل الكوادر الطبية العمانية في هذا التخصص ، ويوجد أربعون ( 40 ) طبيباً عمانياً يدرسون هذا التخصص تحت مظلة المجلس العماني للاختصاصات الطبية حيث يأتي تأكيدا على مدى أهمية هذا التدريب الوطني الذي توليه السياسة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه. ومن ثـمرة هذا الاهتمام أن أختيرت السلطنة مركزاً لإمتحان الكلية الملكية الايرلندية للتخدير ، كما تم الاعتراف بهذه المستشفيات من قبل المجلس العربي للإختصاصات الطبية للتدريب في مجال التخدير والعناية المركزة.
وأوضح البحراني : يأتي تنظيم هذا المؤتمر تحت إشراف الرابطة العمانية للتخدير والعناية المركزة التي أسست في عام 2006 تحت مظلة الجمعية الطبية العمانية ، ويأتي عمل هذه الرابطة لتأكيد الدور الحيوي الذي يؤديه طبيب التخدير والعناية المركزة في الرعاية الحثيثة للمرضى؛ حيث أن دور طبيب التخدير كطبيب ملم بكافة فروع الطب لا يقتصر على إعطاء أفضل رعاية صحية للمريض أثناء العملية من تنويم وإزالة الألم ولكن دوره أيضا في توفير هذه الرعاية ما قبل وبعد العملية ، كما تركز على دور التخصص الفرعي للتخدير في مجالات عدة من أهمها تخدير عمليات القلب وعمليات الدماغ والعناية المركزة وعلاج الألم وعمليات الأطفال وعمليات النساء والولادة ، لقد شهد العالم تطورا كبيرا في تخصص العناية المركزة مما انعكس إيجابا على الرعاية الطبية للمرضى؛ ولهذا فإن اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر قد قررت التركيز على هذا التخصص الهام من خلال دعوة خبراء متخصصين في هذا المجال .
وعلى هامش المؤتمر قام راعي المناسبة بتكريم عدد من المحاضرين والمشاركين ،كما قام بإفتتاح معرض للمستلزمات والأجهزة الطبية ذات العلاقة بالتخدير والعناية المركزة للتعريف بأحدث ما وصلت إليه التقنية في هذا المجال.
سبق المؤتمر عدة حلقات عمل تتضمن العناية الحرجة للتمريض والعناية الحرجة لأمراض النساء والولادة وتخدير عمليات الصدر وإستخدام الموجات فوق الصوتية في التخدير والعناية الحرجة ، كما ستقام خلال المؤتمر خمس حلقات عمل وإلقاء 60 محاضرة مقسمة بين تخصصي التخدير والعناية المركزة .
الجدير بالذكر أن المجلس العماني للاختصاصات الطبية سوف يعتمد 12 ساعة تعليم طبي مستمر للفعاليات العلمية .