فيينا ـ (الوطن) ـ وكالات:
بات التوصل إلى اتفاق بين القوى الكبرى وإيران بشأن الملف النووي للأخيرة ينتظر تحقيق اختراق يأتي من قلب الغموض الذي يسود المفاوضات الجارية في فيينا والتي تستبق المهلة التي مقرر لها أن تنتهي في الـ24 من الشهر الجاري.
وعقب عدة اجتماعات ومغادرة رؤساء الوفود لموقع المحادثات الجارية في فيينا قال مسؤول أميركي إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيعقد اجتماعا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مساء أمس (ولم يتسن الحصول على نتائج حتى إعداد الخبر)
وذلك بعد ساعات من تصريح المتحدثة باسمه أنه سيترك المحادثات النووية لحضور اجتماعات في باريس.
إلا أن المسؤول الأميركي لم يقدم أي تفاصيل أو يقل متى سيبدأ الاجتماع. وستشارك أيضا مبعوثة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في الاجتماع.
وكان وزراء خارجية القوى الغربية غادروا موقع المحادثات في فيينا لإجراء مشاورات وألغى كبير المفاوضين الإيرانيين خططه للعودة إلى طهران.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين قد بدأت الجولة الأخيرة من المفاوضات مع إيران يوم الثلاثاء الماضي على أمل التوصل لتسوية للصراع المستمر منذ عشر سنوات والحد من المطامح النووية لإيران. غير أن مسؤولين قريبين من المحادثات قالوا في منتصف الأسبوع إن الجانبين ما زالا في طريق مسدود بسبب الخلافات بشأن قضايا رئيسية وإنه من غير المحتمل أن يتوصلا لاتفاق شامل ويرون أن الأمر قد يتطلب تمديد المهلة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري اتفقا على الحاجة إلى بذل "مزيد من الجهود" للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بحلول الموعد النهائي في الـ24 من نوفمبر.
وقالت الوزارة في بيان بعد أن تحدث الوزيران عبر الهاتف "لم تستبعد الأطراف إمكانية عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركة في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا لاح في الأفق احتمال إحراز تقدم."
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بعد اجتماعات منفصلة أمس مع نظرائه من القوى الكبرى في فيينا "هذه قضايا معقدة ولا تزال توجد فجوات لا يستهان بها بين الأطراف وسنذهب جميعا لإجراء مناقشات فنية مع خبرائنا ونستأنف المفاوضات في إجازة نهاية الأسبوع (السبت والأحد)."
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ألغى خططا معلنة للعودة إلى طهران لإجراء مباحثات على مستوى رفيع مع اقتراب نهاية المهلة. ولم يتضح على الفور سبب إلغاء خططه.
وقال عضو رفيع رفض الكشف عن اسمه في الوفد الإيراني لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووكالة أنباء الطلبة "المحادثات لم تصل إلى المرحلة التي تتطلب ذهاب ظريف إلى طهران. ولذلك فإنه لن يذهب إلى طهران وسوف تستمر المحادثات."
وفي وقت سابق قال مسؤولون أميركيون وفرنسيون إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيعودان إلى باريس في وقت لاحق لإجراء مشاورات.
وقال مصدر قريب من المحادثات إن ظريف تسلم وثيقة من القوى الكبرى تشرح المبادئ الرئيسية لاتفاق محتمل بشأن رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.