قد يتساءل البعض عن سبب تقدم الدول الغربية وتسابقها في مجال الاختراعات والابتكارات والإبداع في مختلف العلوم الإنسانية فهل عقول أبناء تلك الدول تختلف عن عقول أبنائنا؟ الحقيقة تقول إنه لا توجد هناك اختلاف يذكر فعقول البشر متشابهة وان كانت هناك فوارق بسيطة الا انه تبقى فردية أحيانا داخل نفس المجتمع إذا هناك سبب واحد فقط أدى الى تقدم تلك الدول وتخلف دولنا النامية وهو التعليم ونتذكر الكلمات التي قالها الرئيس الكروي الجنوبي السابق اثناء زيارته للسلطنة قبل أشهر حيث القى محاضرة بجامعة السلطان قابوس وأكد ان بلاده تطورت وازدهرت بسبب اهتمامها بالتعليم ودعمها للإبداع والمبدعين،في تلك الدول هناك قيم ومبادئ يتم غرسها في الطالب وهي تتفق مع مبادئنا الإسلامية وانا شخصيا زرت مدارس في اليابان واعجبت بأداء الطلبة ومقدرتهم وثقافتهم العالية لدرجه انهم يعرفون كل شيء عن السلطنة وإنها تصدر النفط لهم في هذه المدارس يتم تعليم الطالب ثقافة الاحترام والاعتماد على النفس وحب العمل والتفاني فيه والإخلاص والأمانة كما انهم ينموا عقولهم من خلال توفير بعض أجهزة الذكاء والتفكير.
إن مفهوم 'الكـم' في عملية التعليم والتعلم يجب ألا يرتبط فقط بحجم المعلومة، بل أيضاً بالوقت الذي يُستغرقه المتعلم في الحصول على تلك المعلومة والأسلوب الذي يكتسب المتعلم فيه المعرفة.
بالنسبة للمعلم فينبغي أن تكون لديه قناعة تامة بأهمية هذه الوظيفة وممارسة دور المخطط والمشرف والموجه في آن واحد لإحداث التغيير عند الطلاب، وعليه ان ينطلق عمله من تطوير تصورات المتعلمين وإدراكهم لمفهوم التعلم وتعرف أدوارهم، وفي اكتشاف معنى الأشياء وفهم الواقع، لذا على المدرسين أن يوجهوا المتعلمين إلى استخلاص معنى الأشياء في عملية التعلم، بمعنى التوجه لتشكيل وخلق اتجاهات إيجابية عند الطلبة نحو توظيف المعرفة بما يحقق زيادة فهم العالم المحيط فالمهمة الرئيسة للمعلم هي إجراء حوار يقوم من خلاله الطالب بإعادة تنظيم معرفته السابقة من هنا فإن عليه ان يثق بنفسه وان لا يكتفي فقط بحفظ مادته وتلقينها للطلبة بل عليه ان يوسع مداركه وان يفهم احتياجات الطلبة ورغباتهم والأهم من ذلك ان لا يجعل من التعليم مهنة فحسب وانما يجب ان يقتنع ان التعليم هي رسالة سامية كما قال الشاعر "كاد المعلم ان يكون رسولا "فعلى المعلم ان يضحي من اجل الطالب ومن اجل تبليغ رسالته السامية وان يتحلى بالصبر والرحمة في التعاطي مع العملية التعليمية والتي تعتبر اشرف مهنه وأهمها على اعتبار أن المدرس سوف يتخرج على يده المهندس والطبيب والمخترع والنجار والكهربائي وغيرهم وسوف يرفد سوق العمل بالكفاءات المطلوبة وحديثنا مازال متواصلا.

سالم العبدلي
تابعونا على صفحتنا في الفيس بك https://www.facebook.com/salim.alabdali.39