ـ 70 إلى 80% من منتجات المصافي يتم بيعها في السلطنة بالسعر العالمي وتحسينات مصفاة صحار تسير بوتيرة جيدة

ـ تجاوزنا المشاكل الفنية لمصفاة صحار والتشغيل يفوق الـ90% خلال السنوات الثلاث الماضية

ـ هناك مبادرة لوزارة النفط والغاز تعنى بتطوير "القيمة المضافة" فهناك عمل منظم لتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

ـ النمط الاستهلاكي غير الصحي يشجع على عملية الإسراف والتبذير الأمر الذي يجعل التخوف من عملية رفع الدعم عن المحروقات

كتب ـ مصطفى المعمري:
قال مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية "أوربك" إن مصفاة صحار تعمل بطريقة تجارية، حيث تشتري الخام من الحكومة بالسعر العالمي وفي المقابل تبيع منتجاتها للحكومة بالسعر العالمي وبالتالي فنتائج الشركة وأرباحها مرتبطة بالأسعار العالمية، مشيرا إلى أن تقلبات أسعار النفط الخام تؤثر بدورها على أسعار المنتجات وينعكس سلبا على المصافي بالسلطنة، ومصافي العالم أيضا.
وقال المحروقي في تصريح صحفي إن قطاع المصافي في العام الجاري 2014 يعاني من صعوبات كبيرة على مستوى العالم وان سعر نفط الخام لا يستطيع أي أحد أن يتحكم في سعره وانما هي اسعار عالمية وتتأثر السلطنة بها، مؤكدا ان نسبة ما بين 70 إلى 80 في المئة من منتجات المصافي يتم بيعها في السلطنة بالسعر العالمي، وليس هناك سعر خاص أو تفضيلي.
وأضاف في السياق ذاته، انه خلال الثلاث السنوات الماضية كان انتاج المصفاة جيد جدا، والآن تشهد المصفاة دورة الانخفاض وهذا ليس فقط على مستوى شركتنا وانما كل شركات العالم في هذا القطاع، ونتعامل مع هذه الموجه على أنها عارض وليس هناك خطأ أساسي في عملياتنا ونحن مستمرون في عملية التطوير وتوسعة الإنتاج من أجل ان نوازي حجم الاستهلاك المحلي الذي يتصاعد كل سنة.

مشاكل فنية
وعن المشاكل الفنية المتكررة التي تواجهها مصفاة صحار قال المحروقي إن مصفاة صحار كانت تعاني من مشاكل فنية في بداية أيام التشغيل من العام 2007 ولغاية 2010 تقريبا وكانت تمر بمراحل صعبة في التشغيل ولكن في الأعوام الثلاثة الماضية، كان التشغيل يفوق الـ90 في المئة وهذا يعتبر مقياسا جيدا للمصفاة والحمد لله الآن الأمور تسير إلى الأفضل.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية أن تكلفة مشروع تحسينات مصفاة صحار تبلغ بليونين و700 مليون دولار أميركي مشيرا إلى ان العمل يسير بوتيرة جيدة ويتوقع أن يتم تشغيل المشروع بنهاية العام 2016، وتوقع ان تصل اسعار النفط خلال العام المقبل ما بين 70 إلى 80 دولارا أميركي للبرميل واستبعد ان يصل سعر البرميل إلى 50 دولارا أميركي ودعا إلى الاستعداد إلى تلك المرحلة التي تشهد انخفاض الأسعار.
وقال المحروقي في تصريح له إن الشركة متصلة باستمرار بالسوق لمعرفة التغيرات في الأسعار، وإنها ملتزمة في توفير منتج وقود السيارات والديزل للاستهلاك المحلي، على مدار الساعة في مختلف محافظات السلطنة.
وعن رأيه في رفع الدعم للمحروقات قال ينبغي إن يكون هناك نمط استهلاك جيد وموازي لنمط الاستهلاكي في العالم، ويعتبر الفرد في منطقتنا من أكبر المستهلكين للطاقة على مستوى العالم، بسبب الاستهلاك غير المقنن وبالتالي اصبح نمطا غير صحي وصعب ان يتعود عليه الشخص، وذلك بسبب توافر المنتج بكثرة وبسعر منخفض جدا، مشيرا إلى ان النمط الاستهلاكي غير الصحي يشجع على عملية الإسراف والتبذير وعدم الموازنة في الاستهلاك الأمر الذي يجعل التخوف من عملية رفع الدعم للمحروقات.

مشروعان هامان
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ"أوربك" ان لدى الشركة حاليا مشروعين ذو أهمية المشروع الأول، ربط مصفاتي ميناء الفحل وصحار بخط أنابيب وسيتم عمل في منطقة الجفنين خزانات جديدة، آملا أن يتم توقيع اتفاقيات في الشهر المقبل لإرساء مناقصة المشروع الذي تقدر مدته سنتان.
أما المشروع الثاني، "لوى للبلاستيك" ويعد مشروعا ضخما وإضافة لقطاع الصناعة المعتمد على النفط الخام والغاز الطبيعي في البلاد، وتقدر تكلفته ما بين 3 إلى 4 بلايين دولار أميركي تقريبا، وسوف ينتج مادة البلاستيك "البولى افلين" لأول مرة في السلطنة من نفط الخام والغاز الطبيعي، وسيتم تشغيله في نهاية العام 2018، مشيرا إلى ان مدة المشاريع تأخذ من خمس إلى ست سنوات من تبدأ الأعمال الهندسية إلى أن يبدأ الإنشاء وحتى تنتهي، والمشاريع التي تقوم الشركة بإنشائها ضخمة ويحتاج لها وقت طويل في الإعداد والتحضير والمتابعة والتركيز.

صعوبة تصفية النفط الثقيل
وعن صعوبة تصفية النفط الثقيل ذكر مصعب المحروقي أن شركة تنمية نفط عمان المنتج الرئيسي للنفط الخام وهناك شركات أخرى، وتقوم بدورها بعمل دراسات دورية سنويا تبين من خلالها توقعاتها من ناحية جودة النفط الخام للمستقبل بعد خمس سنوات وعشر سنوات وبالتالي تقوم شركة "أوربك" بأخذ هذه الدراسات والتوقعات لتصميم المشاريع التوسعية والمستقبلية حتى يتم التمكن من معالجة النفط الخام العماني بالذات موضحا ان في المستقبل كحل آخر ونقوم حاليا بدراسة استيراد جزء من النفط الخام وخلطه بالنفط الخام العماني وبالتالي سيكون مناسبا للمصافي في عملية المعالجة .
وأشار إلى أن قيمة المنتجات افضل من سعر النفط الخام من ناحية المكونات فعندما يتم تكريرالنفط الخام في المصفاة لونه اسود وبعد تصفيته يكون لونه مثل لون الماء وبالتالي تتم فيه تصفية كثيرة ويبقى منه جزء لا يمكن ان يصفى ولكن نعمل حاليا على زيادة تصفيته بحيث يبقى جزءا جدا ضئيلا.
وقال إن سعر نفط الخام مابين 400 إلى 600 دولارأميركي للطن، وبالتالي يفضل ان نبيع منتجات ذات قيمة مضافه حيث ان سعر المنتجات التي يتم تصنيعها تتراوح ما بين 800 إلى 6 آلاف دولار للطن، وبالتالي الأفضل للسلطنة ان تنوع في انتاج منتجات اضافية للمصانع .

تصدير وفوائد
وعن فوائد تعدد المصافي وجودتها الاقتصادية قال نحن في السلطنة حبانا الله عزوجل بنعمة النفط الخام والغاز الطبيعي وأغلب الصناعات او المشاريع الاقتصادية تعتمد على قطاع النفط والغاز تظل دائما في تطور من خلال توفر الوقود الأحفوري، مؤكدا أن السلطنة تصدر حوالي 80 في المئة من انتاج النفط الخام واقل من 20 في المئة يستخدم في المصافي وبالتالي إذا ما رغبنا في تطوير القطاع الصناعي والأنشطة الاقتصادية المتعددة وتوزيع الاستثمارات حول البلد، فالمصفاة هي اول محطة يحتاجها النفط الخام ولا استغراب عندما يتم إنشاء مصفاة جديدة.

القيمة المضافة
وعن استفادة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من المشاريع التي تنشئها الشركة قال نفتقد في السلطنة إلى الأرقام والإحصائيات الدقيقة حتى يمكن ان نبني عليها، وليست على آراء شخصية ولدى قطاع النفط والغاز مبادرة ممتازة من قبل وزارة النفط والغاز "لجنة القيمة المضافة المحلية"، وهذه المبادرة تشارك فيها كل شركات النفط العاملة في السلطنة وشركة أوربك من ضمنها وبالتالي هناك عمل منظم في عملية تطوير وتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الشركات الأخرى التي لديها الرغبة في تصنيع بعض من المواد الكيماوية أو قطع الغيار التي نستخدمها في السلطنة، موضحا ان مشروع القيمة المضافة يجري حسب ما مخطط له برعاية سعادة وكيل وزارة النفط والغاز وهناك اجتماعات شهرية يحضرها الرؤساء التنفيذون لشركات القطاع.

التدريب والتوظيف
وعن التدريب والتوظيف توقع المحروقي ان يتم توظيف في الشركة ما بين العام 2014 و2017 نحو 1400 شخص، وقال خلال العام الجاري قامت الشركة بتوظيف وتدريب 330 شخصا وفي العام 2013 حوالي 100 شخص، والعام 2011 تم توظيف 110 اشخاص، وخلال العام المقبل 2015 نتوقع ما بين 150 إلى 250 شخصا، وذلك حسب قدرتنا على التدريب ، والتركيز على رفد المشاريع الضخمة بالكفاءات المدربة الذي تقوم الشركة بإنشائها في صحار كمشروع تحسين مصفاة ص0حار ومشروع لوى البلاستيك بحيث تكون لبنة عمانية تستطيع أن تعمل في تشغيل تلك المنشآت عندما تكون جاهزة.