ذاكرة الصقلاوي تعيده لبداية النهضة .. وصور المطروشي تتسم بالبهاء والولاء والانتماء .. و"قوافي قراطاس" تناشده في "ليلة الأربعين" .. ومعاني التلاحم تتجلى في أبيات الصقري

كتب ـ إيهاب مباشر تصوير: عيسى الرئيسي
احتفالا بالإطلالة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وهو يبشر شعبه الوفي بصحته وعافيته، وتزامنا مع الاحتفالات التي تشهدها السلطنة من أقصاها إلى أقصاها بالعيد الوطني الرابع والأربعين المجيد، أقام بيت الزبير ليلة أمس أمسية شعرية وطنية حملت عنوان "تحية للقائد" تحت رعاية معالي عبد العزيز الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، وذلك على مسرح بيت الزبير بمسقط. وقد شارك في هذه الأمسية الشعراء سعيد الصقلاوي وحسن المطروشي ومحمد قراطاس وهشام الصقري بمجموعة من النصوص الشعرية الوطنية التي تغنوا بها بمشاعر فياضة تجاه عمان وقائدها المفدى ـ أبقاه الله ـ. حيث قدمت الأمسية الإعلامية حوراء الفارسية، وبصحبة عازف العود يعقوب الحراصي الذي أضاف بموسيقاه مع قصائد الشعراء وهجا لمعاني الشعر وشغفا على آذان الحضور.

سلمت وتسلم
البداية كانت مع الشاعر سعيد الصقلاوي، حيث قدم مجموعة من القصائد بعد أن أعادته الذاكرة إلى بداية النهضة العمانية الحديثة وإلى القصائد التي كتبها في حب الوطن والسلطان على طول مسيرة النهضة في مختلف الاحتفالات والمناسبات الوطنية، وكان من بين نصوصه التي ألقاها:
لمّا تراءت لعين الحب طلعته
استبشر الطفل والامّات والرجلُ
وزغرد النخل من كلماته فرحًا
أنْعِمْ بها كلماتٌ روحها المثلُ
يا قلب كل عماني نبضه وطنٌ
إنَّا بحبك حب الشعب يكتملُ
ومن قصيدة أخرى بعنوان سلمت وتسلم يقول فيها:
لك النصر آيهْ
لك الأرض غايهْ
لك العز مغنمْ
سلمت وتسلمْ
صلاة الشموعِ
دعاء الدموعِ
بربك تُقْسِمْ
سلمتَ وتَسْلَمْ

سلام إلى قابوس
ثم ألقى الشاعر حسن المطروشي مجموعة من القصائد التي اتسمت صورها بمعاني الجمال والبهاء والولاء والانتماء لهذه الأرض الأبية ولقائدها البار الوفي، حيث يقول في أحد نصوصه التي كانت بعنوان "سلام إلى قابوس":
هنا سَطَعَ الزمانُ، هنا السلامُ
هنا خُلِقَ الكرامُ، هنا أقاموا
هنا العَلْياءُ، حيث يطولُ نَخْلٌ
وتبتدئُ الجهاتُ، هنا الأمامُ
هنا خَفَقَتْ حكاياتُ الصواري
مواويلاً، هنا عَبَرَ الحَمامُ
هنا تَقِفُ اللغاتُ إذا رَفَعْنا
بَيارِقَنا، ويَعْتَذِرُ الكلامُ
هنا أرْضٌ تُضيءُ بِكَوْكَبَيْها
عُمانُ هنا وقابوسُ الهُمامُ
كما شارك المطروشي بمجموعة أخرى من النصوص ومنها "وطن وقابوس".

معزوفات وطنية
بعد ذلك قدم العازف أمير عوض بيت مبروك فاصلا موسيقيا على آلة القانون لمعزوفات وطنية تناغم معها الجمهور وتفاعل حاملا إياهم إلى بدايات النهضة والفرحة التي عمت أرجاء البلاد بانطلاقة النهضة العمانية الحديثة بقيادة جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.

همة شعب
بعد ذلك قدم الشاعر محمد قراطاس قصيدة حملت عنوان ليلة الأربعين قال فيها:
قليلا من الليلِ كان ينامْ! "
قال القمرْ
يعالجُ ما أنتجته السنينُ العجاف
ويحملُ هم البلاد على كتفيه ولا ينحني
ويرفعُ همةَ شعبٍ أبيٍ بكلتا يديه ولا ينثني
يقولُ عمانُ تريدُ اعتلاءً لكل المحافلِ
هيا انفروا إذا ما انقضى محفلٌ نرتقيه أتى محفل
ومرت عقودٌ تقوس فيها الزمان لهذا الطموحِ
وأطلق للمجد ما لا تطيق العقولُ
بناءً من النور طيناً وشعبا.
كما أهدى قصيدة "قوافي مثقلات" إلى المقام السامي ـ حفظه الله ورعاه ـ، حيث يقول فيها:
جنون الشعر أغراني أُعِـــدُّ
فكاد يـَــهدُّ ما أبدعــتُ سرْدُ!
عليٌّ أنت عن منوال شعري
ولكــــن الكريــــــم عليه جهدُ
لكل قصيدة مدٌ وجـــــــــزرُ
وفيك قصـــيــدتي مــــــدٌ فمدُّ
فكم من مطلعٍ أفنيــتُ خلفـــي
جفاهُ محـــــــــاذرٌ وطواهُ بُعْدُ
وكم لبنات فكري من ضريحٍ
حكى بترابـــها المدفـون وأْدُ
تناشدني القوافي مثقــــــلاتٍ:
بهذا الحــمل! إن القـــتل عمْدُ
فنحبو ساعةً ونســيرُ أخـرى
وإن عنّـت خيوطُ الأفق نـعدو
فلا أدري أيهماءٌ أمــــــــامي
إذا أقصيــــــــتُ حدا بان حدُّ!

أجمل ما نَطَقتَ محبَّةً
وكان ختام الأمسية عند الشاعر هشام الصقري حيث ألقى مجموعة من القصائد الوطنية تجلت فيها معاني التلاحم الذي ظهر بها العمانيون خلف قائدهم، ومن عناوين تلك القصائد "لأنك للأوراح قابوس، حملتك بين صدري، قبلة" كما أشار إلى خطاب جلالته حفظه الله الأخير الذي وجهه إلى شعبه الوفي مطمئنا إياهم بصحته وعافيته، يقول الشاعر في إحدى قصائده:
في رُوحِ صوتِكَ للقلوبِ أمانُ
لَمَّا نَطَقْتَ تَنَفَّسَ الإنسانُ
الحَرْفُ في شَفَتَيْكَ قصَّةُ نَبْضَةٍ
تَحكي فَيُصغي الدمُّ والشِريانُ
وعُمانُ .. أجملُ ما نَطَقتَ محبَّةً
حَنَّتْ لِصوتِكَ ـ إذ نطقتَ ـ عُمانُ
صُبْحٌ ويُشرقُ في المساءِ، تَفَرُّدًا
في شَمسِهِ يَتَفَرَّدُ البُرهانُ
مَرَّتْ بِنا الأصواتُ، لا أوتارُها
رَنَّتْ، ولكنْ صوتُكَ الرنَّانُ

شعور وطني
وفي ختام الأمسية سلم راعي الأمسية معالي عبد العزيز الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية الشعراء والمشاركين في الأمسية هدايا تذكارية وشهادات تقدير، كما قدم معالي محمد بن الزبير باسم بيت الزبير هدية تذكارية لراعي الحفل، حيث اختتمت الفعالية بعد ذلك والجمهور في غاية سعادته بالشعور الوطني الذي عم الأمسية.