[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]


ما زالت فرصة لوفد الدولة السورية في جنيف .. ومع ان المكان أشبه بمنتجع إلا ان اعضاء الوفد كافة مارسوا من الكلام ما لم يمارسوه عن اسابيع وربما شهور، تحدثوا إلى الصحافة وإلى الإعلام عموما ما لم يتحدثوه خلال فترة الأحداث كلها ..
ومثلما كانت فرصة للوفد، كانت ايضا لمجموع الإعلام المتربص في جنيف من أجل الاطلاع اكثر على افكار يراد ايصالها إلى آخر نقطة في العالم كي لا يبقى من لا يعرف حقيقة الوضع في سوريا. ومن هم الإرهابيون، وكيف تسير الأمور على الصعد كافة في ظل حرب يشنها العالم قاطبة على سوريا منذ ثلاث سنوات، فيما تصنع الدولة المعجرة تلو الأخرى بصمود شعبها، ونضال جيشها وكفاحه المميز.
وفي جنيف فرصة أخرى لوفد الدولة السوري ان يجري ما هو الأهم بالنسبة إليه، وهو لقاءات ومصافحات ما تحت الطاولات بينه وبين أصحاب الشأن مباشرة. اذ يعرف هذا الوفد أن المعارضة ظل لقوى مثلما هي ممسكة بالواقع العسكري للعصابات فهي ممسكة برقاب وفدها المعارض في جنيف .. القيمة الحقيقية اذن تكمن في تمكن الوفد الحكومي من النفاذ إلى الأساسي في المعادلة، أي إلى من هم داعمو وممولو المعارضة .. والكلام مع الرأس المدبر من باب ان اقصر الطرق هو الطريق المباشر، فلماذا اللف والدوران مع من لا يملك سوى ثيابه، واما افكاره ومواقفه وكل انماط حياته فموقوف على ذلك الرأس الذي يدير العملية، والذي بات يرى كما تقول المعلومات انه من المستحسن تغيير طاقم المعارضة المقيمة في جنيف بآخرين بعدما فشل هؤلاء حتى في ادوار هي الأقل من ثانوية.
فرصة اذن للوفد السوري ان تملأ صوره الشاشات العربية والغربية وان تفتح له الأبواب الإعلامية التي كانت مغلقة عليه، وان يقدم للعديد من الذين حاصروه اعلاميًّا في السابق افكارا لشاشاتهم ..
هي فرصة لا تعوض ان تقدم للعالم كل ما كان يرفض سماعه عنك، او يحاول ان يختزل ما يجري في سوريا ببعض العمليات العسكرية من جانب واحد، وان يتناسى بالتالي ان هنالك طرفا آخر يقدم عرضا مثيرا عبر جيشه العربي السوري وسيظل أمينا على مواقفه التي بدأها منذ السنوات الثلاث ومنذ ان ظنوا ان آخر ايام الرئيس الأسد قادمة لا محالة وحددوا لها تواقيت ومواعيد.
وجود وفود الدولة في جنيف اذن بدد اشياء كثيرة وصنع حقائق جديدة لمن يريد ان يسمع أو يرى. فرصة قد لا تعوض اذا ما كسبها الوفد على الأقل اعلاميًّا، فكيف لو تمكن من اختراقات ما يجري تحت الطاولات وان يوفق في بعضها ان لم يكن كلها.
بات العالم يتفهم وجود قوة مركزية اسمها الدولة السورية والنظام السوري ممثلا في وفد يتقن دوره بجدارة، ستكون نتائج عودته إلى سوريا مختلفة تماما عما كان قبل جنيف. يصرف الاميركي جل ما يملك على الإعلام ويشبهه بصوت الطلقة التي تضج فتنبه الجميع إليها، بل صار بالإمكان دوما ان تنتصر في الإعلام كي تنتصر في المعارك الأخرى. وهو ما وصل إليه الوفد السوري، وما زال امامه ما تبقى من وقت كي يقدم عروضه الرابحة ضد قوى معارضة خفيفة الوزن لا تملك ما يملكه من قوة حضور ومن مساحة حركة ومن تمثيل حر، فيما وفد المعارضة أقل ما قاله فيه أحد الوفود الإعلامية انه مسخرة.