[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كان يضع أمامه حاسوبه يشرح من خلاله صورا ليست بالجديدة لكنها دامغة .. ففي أحد البرامج التي بثتها إحدى الفضائيات العربية، كان الحديث عن جبهة "النصرة" التي يقيم أفرادها على بعد عشرة أمتار تقريبا عن الحد الفاصل بين إسرائيل وسوريا في منطقة القنيطرة، بل هم بالأحرى بحماية الكيان الصهيوني، يرفعون علمهم قرب علمه، وثمة من يركب الدراجة في مهمة على مرأ من جنوده، وآخر ينظف مهجعه، وثالث ينشر غسيله على سطح بناية صغيرة، وأمام هؤلاء جميعا بولدوزر اسرائيلي ينظف الطرقات من اجلهم ولأجلهم.
كان الضيف يشرح ويستفيض، فالكاميرا التي تقوم بالتصوير بشكل سري هي من الجانب الإسرائيلي أي الأرض الفلسطينية، عمل مغامر في رحلة البحث عن العلاقات الأخوية بين ’النصرة" واسرائيل، تلك العلاقة التي ارتقت إلى مستوى التأشير على ابوة اسرائيل للتنظيم الإرهابي.
وليس هذا كله، فهنالك مستشفى ميداني عند الحدود ايضا، اكثر من سبعمائة جريح من "النصرة" تطببوا فيه، وبعضهم سمح له بالإقامة المؤقتة داخل اسرائيل بعد اصابته كنوع من الدلال و"الرأفة".. جل هؤلاء من السوريين، لكن المعلومة الأكثر شيوعا، ان هذا التنظيم يحضر للعملية التي يعتبرها فاصلة في تلك المنطقة تحت الرعاية الاسرائيلية المباشرة وبتغطية عسكرية ولوجستية من قبلها، وهي احتلال قرى سورية من اجل الإشراف على قرى لبنانية بغية التمدد إليها لاحقا، واهمها قرية شبعا اللبنانية الموضوعة تحت عيون وآذان كثيرين.
بمثل هذه البساطة يسرح ويمرح مسلحو احد أبرز التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية في حضن الاسرائيلي .. ذلك التعريف المباشر عن العلاقة بين الطرفين، تؤكد الجزم بانتماء مثل هذا التنظيم منذ نشأته للكيان الصهيوني والاسترشاد بتطلعاته والعمل من خلال خططه وبتغطية مباشرة منه. وليس بعيدا، فتنظيم آخر كـ "داعش" يعيش حالة لا وطن له، مكنه الأتراك وبرعاية صهيونية ايضا ودعم اميركي من ان يتخذ ارضا اما ان تكون مؤقتة اذا شنت عليها الحروب واسقطتها، واما دائمة اذا لم يتمكن صاحب الأرض من الحفاظ عليها.
اسرائيل نعيم التنظيمات، كل التنظيمات التي تقاتل الجيش العربي السوري والجيش العراقي والجيش اللبناني وكذلك المصري، ومثلهم أولئك الإسلاميون الذين يرفضون اقامة دولة في ليبيا فيقاتلونها بلا هوادة، فتقع الواقعة على رؤوس الليبيين وكل المكونات الليبية من حجر وشجر وبناء وغيره.
لا نسمي علاقة تلك التنظيمات بإسرائيل تطبيعا، بلا هي ولادة من رحم الصهيوني، وبالتالي فلا يبايعه التنظيم الارهابي لأنه يتلقى دائما مباركة ابوته له واستعداده من اجله. لكن الإرهابي كأي من لا عقل له، ينسى ان من يشتري يمكنه ان يبيع عند اول صفقة تجارية رابحة .. فهل يتذكر هؤلاء عملاء اسرائيل في جنوب لبنان الذين ما زال قسم كبير منهم يعيش في الكيان رذيلا، وكيف تم بيعهم عندما قرر العدو الاسرائيلي ان مصلحته تقتضي انسحابه من جنوب لبنان دون اية اهمية التفكير بمصيرهم، فكان ان تركهم في العراء ولولا ثورتهم عليه، لما استجاب لهم.
وقديما قيل ان صاحب رأس المال هو الرابح في النهاية.