ما صحة التداوي بأسماء الله الحسنى؟
(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) (الأعراف ـ 180)، فالإنسان يدعو الله بأسمائه الحسنى ويسأل الله تعالى الشفاء، ويسأل الله الرحمة، ويسأل الله تعالى رفع البلاء.

المشعوذ رجل يأتي المنكر عندما يأتي الغيب، ما هو واجب المسلمين تجاه؟
الواجب ردعه بقدر المستطاع، بالنسبة إلى أولياء الأمر فإنهم يردعونه بما يرونه من الوجوه الشرعية الرادعة لمثله، وبالنسبة إلى عامة المسلمين وخاصتهم لكن الذين لا يملكون من الأمر شيئا عليهم أن يقاطعوه وأن يحاولوا بأن يمنعوا الناس من الاتصال به.

رجل تحدث في بيته أمور غريبة كأن يكون التلفاز مشغلاً فيزداد صوته دون سبب، أو أن الأواني تسقط من خزانة المطبخ أو تنكسر دون سبب، وأمور كثيرة تحدث لهم في المنزل، ذهب هذا الرجل إلى بعض الذين يقولون بأن لهم علم الحكمة فأمره أحدهم أن يأتي بشاة ويضع فيها بعض الأمور بعد ذبحها ثم يدفنها في بستان متصل بالبيت، ففعل ذلك وذهب ما كانوا يجدونه في البيت من العجائب، فما حكم ذلك؟
نقول هذا من التقرب إلى غير الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز للإنسان أن يذبح لغير الله، لأن الذبح لغير الله سبحانه كالصلاة لغير الله، إذ الذبح عبادة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر ـ 2)، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام 162 ـ 163) ، ولذلك أُمر بذكر اسم الله سبحانه وتعالى على الذبح لأجل الإيذان بأن يقدم على هذا الشيء بحكم من الله سبحانه الذي هو مالك هذا الحيوان والذي أباح ذبحه من أجل الانتفاع بهذه الطريقة، أما أن يُذبح الحيوان ويُحمل إلى قبر ليدفن حول ذلك القبر أو إلى بستان ليدفن في ذلك البستان ، من أجل ميت أو من أجل جني أو من أجل شيطان أو أجل أي شيء من هذا النوع فذلك من التقرب إلى غير الله، وقد كان هؤلاء أحرياء أن يلجئوا إلى الله تبارك وتعالى، أن يلجئوا إلى الله بقراءة كتابه الكريم وبدعائه بأسمائه الحسنى، فإن الله تعالى يقول:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة ـ 186)، قد كانوا أحرياء بأن يلجأوا إلى الله تعالى، لا أن يلجأوا إلى العرّافين والكهنة والدجالين الذين يأمرون بهذه الأشياء، أما ما حصل فإن ذلك من الإملاء الذي يحصل للإنسان وهو يجانب طريق الحق، فقد يُملى لمن يجانب طريق الحق ويُستدرج ، والناس قد قالوا بأنه قد تحصل أشياء قد تعد خوارق للعادات ولكنها تحصل لغير المستقيمين، هذه إنما تُعد استدراجًا، ذلك لا يسمى كرامة إنما يُعد استدراجاً، فالله تبارك وتعالى يقول:(سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) (الأعراف ـ 182) و(القلم ـ 44)، الإستدراج متنوع، قد يكون الاستدراج بأن يُمهَل للإنسان في حياته وهو على الخطأ، وقد يكون الاستدراج بأن يكثر رزقه وهو على الخطأ، وهو يكون الاستدراج بمثل هذه الأمور التي قد يطمئن الإنسان فيها إلى خطأه، ويركن إلى ضلاله ويميل إلى غيه، ولذلك نقول بأن هذا استدراج، وقد كان هؤلاء أحرياء بأن يذكروا اسم الله تبارك وتعالى، وأن يتلو كتابه، كأن يتلوا آية الكرسي والمعوذتين وسورة الإخلاص، وكذلك جاء في بعض الروايات عن السلف عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وعن غيره تلاوة عشر آيات من سورة البقرة في مثل هذه الأحوال أربع آيات من أول السورة إلى قوله تعالى:(المفلحون)، وثلاث آيات هي آية الكرسي والآيتان بعدها إلى قوله تعالى:(خالدون)، والثلاث الأخرى هي آخر السورة من قوله تعالى:(لله ما في السماوات وما في الأرض ..) إلى نهاية السورة، فينبغي للإنسان أن يستمسك بهذا، وأن يدع عنه هذه الأوهام.