[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كل الشعب أينما كان مطلوب منه ان يكون خفيرا لوطنه .. تلك المسؤولية في الزمن غير العادي شجاعة وحس انتماء وطني. مايجب فعله ان لايهرب المواطن العربي من مسؤولياته الوطنية ليصبح لاجئا في مكان ما، او هاربا من التزام عليه تنفيذه اتجاه بلاده.
من يذهب الى منطقة البقاع في لبنان، وخصوصا ابان الليل سوف يشعر بأن جميع القرى خرجت لحماية أرضها، ليس من شاب يمكنه حمل السلاح الا وحمله، لافرق بين المسيحي والمسلم بكل طوائفه .. الكل قرروا ان لايتركوا أرضهم نهبا لغزاة جدد قادمين على حد السيف، يريدون سحق الناس وأفكارهم ومستقبلهم، يريدون الاعتداء على الأرض وعلى العرض ..
اليوم نتطلع بأسى للقرى المسيحية في العراق التي خرجت لاهثة من أماكن وجودها وكان الأحرى بها ان تبقى على سلاحها، وان لم يوجد في تلك اللحظة، كان عليها ان توجده قبلها، وهي تعرف كيف يتربص الإرهاب بها، ولماذا جاءت " داعش " الى تلك الأمكنة واسباب حراكها .. كما كان على الطائفة الايزيدية ان تحمل السلاح هي الأخرى، فحالة الدفاع عن النفس تكون هي الأخرى دفاعا عن الوطن .. وماذا ينفع المرء ان هو ترك أرضه وهرب بحثا عن مأمن يعتقد انه طارئ، فإذا بكل المآمن المؤقتة تتحول الى ثابتة، واذا بمن فكروا انها ايام او اسابيع ويتلاشى الخطر، عليهم ان يعرفوا ان الصراع مع الإرهاب طويل، وأولى مستلزماته اخذ السلاح باليد والسهر على مكان الإقامة والتنسيق مع كل آخر لديه الدواقع ذاتها.
هذا العالم الإرهابي المتربص بوقائع الأمور، لم يعد افتراضيا، انه الآن واقعي وموجود ويمارس إرهابه، يقتل ويذبح، ينشر الذعر على الملأ، المستسلمون له هم ضحاياه، اما من قاتله فقد نال جوائز البقاء حيث مكانه. ثم بات معلوما، ان الجيش العراقي دخل مرحلة اللاعودة في قتال " داعش " حتى ان بعض المعلومات تشير الى ان معركة الموصل باتت قريبة، فلا يظنن احد ان ماحط يده عليه " داعش " خرج من المساحة الوطنية ومن مقوماتها، مايحصل ان التدريب في العراق قائم على قدم وساق، لقد تم تخريج دفعة مهمة من المقاتلين الاشاوس، كما تم تغيير قيادات في الجيش تم استبدالها بآخرين الجزء الاكبر منه من منطقة الانبار وذلك حال وزير الدفاع الذي كان من كبار قادة الجيش ابان صدام حسين، وهؤلاء لديهم الخبرات الكافية في رسم الخطط والمعارك, وبالاعتقاد فانه لم يعد ينقصهم مايحتاجونه من اجل خوض معارك فاصلة مع الإرهاب الداعشي، مبشرا هذا الوزير بان اقتلاع التنظيم الإرهابي لن يأخذ خمسة شهور على اكثر تقدير.
كل مواطن خفير اذن، المطلوب من كل شخص قادر على حمل السلاح ان يتزين به في هذه الظروف وخصوصا في العراق وسورية ولبنان، في تلك البلدان التي يطل دائما حلم الإرهابيين لها باعتبارها المعنى المتوفر لبلاد الشام التي تتكرر في ادبيات الإرهاب ان كانت لهم مايسمى بالادبيات ..
وهذا السلاح زينة الرجال الذين قرروا رمي الخوف وراء ظهورهم ، اذ لاشيء يخيف طالما هنالك امتلاك للإيمان بالأرض والوطن والقدرة الذاتية.