لقاء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بعدد من شيوخ ولايات محافظة ظفار بقاعة الحصن بحي الشاطئ بولاية صلالة، يعد من الأهمية بمكان، وذلك لما تضمنته محاور اللقاء والموضوعات التي تفضَّل جلالته ـ أيده الله ـ بطرحها ومناقشتها، والاستماع إلى آراء الشيوخ ورؤاهم والتي تصب في مجملها في خدمة المحافظة وأهلها الكرام خاصة، وخدمة مسيرة البناء والتنمية في السلطنة عامة والتي جاءت من أجلها النهضة المباركة بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ ويكتسب اللقاء حيويته وأهميته كذلك لجهة ما تمثله محافظة ظفار من مكانة كبرى وما تقدمه من إسهامات ملموسة وما تبديه من أدوار في مسيرة النهضة التنموية التي تشهدها السلطنة جنبًا إلى جنب بقية محافظات السلطنة الأخرى.
من ربوع صلالة أرض الأصالة بمحافظة ظفار الغالية، أكد اللقاء بين جلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ وعدد من الشيوخ بالمحافظة على النهج الحكيم الذي أرسى ركائزه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس ـ رحمه الله ـ وذلك بالاستماع المباشر بين جلالة القائد المفدى وشعبه دون حواجز، والحرص على تلمس احتياجات ولاياتهم ومتطلباتها التنموية، وإبداء الاقتراحات والآراء التي تهدف إلى تحقيق مصالح ولاياتهم وأهاليها، والمشاركة في وضع ركائز ومنطلقات العمل الوطني في الحاضر والمستقبل، حتى تتراكم منجزات النهضة المباركة في عهدها المتجدد في جميع مجالاتها، وتشمل بثمارها أجيال الحاضر والغد الآتي، بصيغة حضارية تضمن الحفاظ على الهوية الوطنية، وتمسك بزمام الانفتاح الواعي على العالم، لكي تتمكن من التفاعل مع ثقافاته ومخترعاته وحضاراته دون أي إخلال بالثوابت.
من المؤكد أن محافظة ظفار وعن بكرة أبيها تتملكها مشاعر الود والاحترام والتقدير، والولاء والانتماء وهي تتدفأ بحرارة اللقاء، خصوصًا وأنه يعد اللقاء الأول، فضلًا عن الأهمية التي تمثلها المحافظة؛ لذلك بدت حميمية اللقاء واضحة في تفاصيله التي عبَّرت عن حرص جلالة عاهل البلاد المفدى ـ أبقاه الله ـ على الالتقاء بالمواطنين ليطلع على احتياجاتهم ومتطلبات ولاياتهم عن قرب، ويستمع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم بشأن الخدمات التنموية وتطويرها، وتعزيز دور الجهات الحكومية في إيصالها لمختلف أرجاء البلاد في إطار الخطط التنموية الشاملة والمستدامة، واهتمام جلالته الكبير بأن تتواصل عطاءات النهضة المباركة، وتواصل مراكمة إنجازاتها بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن، ويحقق الطموحات والتطلعات للمواطنين كافة نحو حاضر ومستقبل مفعمين بالرخاء والاستقرار المعيشي والاجتماعي.
إن اللقاء بما حمله من مشاعر جياشة وحميمية بين جلالة القائد وشيوخ ولايات محافظة ظفار ـ لا ريب ـ سوف تنعكس نتائجه الطيبة وثماره الوافرة لتعطي مسيرة التنمية الشاملة في المحافظة بصورة خاصة، وفي السلطنة بصورة عامة، زخمًا أكبر بما يضمن سلامة وتنفيذ الخطط التنموية والاقتصادية وتحقيق أهدافها.
حفظ الله جلالة السلطان المعظم، وسدد على طريق الخير خطاه، وأيده بفيض عزته ورعايته، وجعله فخرًا وذخرًا لهذا الوطن المعطاء وأبنائه الأوفياء.