أخطاء بارزة مطلوب تصحيحها قبل نهائيات كأس أمم آسيا

رسالة الرياض : صالح البارحي ويحيى المعمري :
غادر منتخبنا الوطني إلى الرياض للمشاركة في خليجي 22 بجانب أشقائه المنتخبات الخليجية الأخرى ... التفاؤل لم يصل إلى درجة كبيرة من الإقناع بالنسبة لمحبي اللون الأحمر خاصة بعد الإصابات التي طاردت أبرز نجومه قبل التنافس الخليجي المنتظر ... نتائج متقلبة بين إيجابي وسلبي خلال الفترة الاستعدادية ... أخطاء بارزة في الخطوط الخلفية للفريق الأحمر الذي ذهب وهو محمل بجراحات خليجي 20 و 21 على وجه الخصوص بعد أن غادر منتخبنا أروقة البطولة من الدور الأول دون أي جديدي في تاريخ السجل الذهبي للبطولة الخليجية التي اشتقنا أن نسجل اسمنا فيها من جديد في سجل الذهب ... بقت الأماني والدعوات بأن الله يوفق منتخبنا في هذه المهمة ويخرج منها بنتائج إيجابية مستفادة تخدمه في مسيرته الآسيوية القادمة فقط دون الالتفات لصراع اللقب الذي كانت الترشيحات لا تدخل منتخبنا طرفا فيها ...
مشهد أول جيد
المشهد الأول للأحمر في خليجي 22 جاء عبر مواجهة حامية الوطيس مع شقيقه المنتخب الإماراتي من ساحة ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز ... أداء مقنعا للغاية رغم الظروف الصعبة المحيطة بالأحمر ... شكل وعطاء إيجابي بكافة دقائق المباراة التي شهدت ضياع فرص كانت كفيلة بأن تضعنا في مقدمة المجموعة الثانية (الموت) دون خلاف ...
مؤشر أعطى المتابعين لمسيرة المنتخب العماني وبالأخص الوسط الرياضي المحلي بأن منتخبنا سيكون رقما صعبا في البطولة رغم التكهنات بأنه سيكون عكس ذلك ... نتيجة سلبية في الميدان لكنها معنوية أكبر في نفوس اللاعبين والجهازين الفني والاداري وأفراد البعثة العمانية في العاصمة (المزدحمة) الرياض ... مؤشر تلاشى معه القلق والخوف الذي كان يحيط بالجميع بأن يتذيل منتخبنا مجموعته ويستمر في الخروج المبكر من الدور الأول للبطولات الخليجية كما حدث في خليجي 20 ومن بعده 21 على التوالي ...
الفريق يعود لمقر إقامته بفندق (ماريوت) وعلامات الرضا بادية على وجوه اللاعبين وقبلهم الجهاز الفني رغم ضياع فرصة الفوز على الإمارات في أول مواجهات الفريقين بخليجي 22 ... على أمل أن يستكمل ما بدأه الأحمر في مواجهته القادمة أمام العراق وبالتالي حسم أمر صعوده للمربع الذهبي الذي غاب عنه لبطولتين متتاليتين على غير عادته منذ انطلاق نظام المجموعتين ... تدريبان خاضهما الأحمر استعدادا لمهمة وطنية جديدة أمام العراق أحدهما (استشفائي) والثاني حصة تدريبية لتطبيق خطة اللعب أمام العراق ... جماهيرنا الوفية وقبلها السيد رئيس الاتحاد والزملاء الإعلاميون يتواجدون في التدريب الأخير ليشكلوا دعما إضافيا للكتيبة الحمراء قبل لقائه الهام جدا أمام العراق ... ليخرج الجميع وعلامات التفاؤل بادية على محياه قبل لقاء أسود الرافدين !!
الهدف يتأجل!!
الأحمر يخوض لقاء صعبا للغاية أمام المنتخب العراقي بهدف التأكيد على أفضليته في لقاء الإمارات ... لقاء لا يقبل القسمة على اثنين ... فهدف الفريقين واحد وهو النقاط الكاملة فقط حتى تكبر الطموحات وتتجدد الآمال بالصعود للمربع الذهبي ... العراقيون خسروا لقاء الكويت بهدف نظيف ليتذيلوا المجموعة ... منتخبنا حصد نقطة ثمينة من أمام بطل خليجي 21 بتعادل سلبي ... الهدف واحد فلا مجال للخسارة الجديدة للطرفين ..
منتخبنا يبدأ متراجعا في نصف الساعة الأول ... تضرب شباكه بهدف ياسر قاسم في خطأ دفاعي رفقة حارس مرمانا لتصعب المهمة على الأحمر في المباراة ... فهو مطالب بالعودة للقاء وبعدها التفكير في الوصول للنقطة الرابعة بتحقيق الفوز ... شوط أول عراقي قبل أن تنطلق صافرة الشوط الثاني ليفرض منتخبنا إيقاعه وأسلوبه ليأتيه الفرج عبر ركلة جزاء نفذها أحمد كانو هدفا أول للأحمر في خليجي 22 وقبلها هدف التعادل الذي أعاد المباراة لنقطة البداية ...
عطاء متجدد للفريق الشاب لم ترهبه خبرة أسود الرافدين ورغبتهم في الانتصار ... فرص ضائعة وصلت لعشرات الفرص السهلة السانحة للتسجيل ... لكن قاسم والمقبالي وبقية الرفاق يختارون الطريق الآخر الذي لا يهز شباك العراقيين رغم أفضلية الأحمر الكبيرة على مجريات الأحداث ... الوقت يمر والوضع لا يتغير والحكم يطلق صافرة النهاية بنقطة جديدة لسامبا الخليج ساهمت في تأكيد عطاءاتنا الإيجابية لكنها عقدت المهمة أمام الكويت الذي يدخل اللقاء وهو في صدارة المجموعة وبات بحاجة إلى نقطة وحيدة حتى يصل للمربع الذهبي بعيدا عن حسابات معقدة في نهاية مواجهات الدور الأول لخليجي 22 عقب نهاية مباراتي المجموعة بطبيعة الحال ...
انفجار الأحمر
دخل أحمرنا لقاء الكويت الحاسم تحت عنوان واحد وهو الفوز بالنقاط الكاملة دون نقصان إن أراد البقاء في دائرة الضوء بخليجي 22 ... فيما الكويت (زعيم الخليج) يدخل بفرصتي الفوز والتعادل فكلاهما يصلان به إلى المدرج القادم في المربع الذهبي للبطولة ... بداية متوازنة للطرفين ... دقائق تمر وجماهير الأحمر تنتظر الفرج ... فإما (الفوز) وإما (الوداع) ... السيابي يخرج للإصابة ... الرزيقي بديلا وهو آخر المنضمين للكتيبة الحمراء ... دقيقة واحدة فقط والمقبالي يسجل هدفا أول (44) ... والرزيقي يخرج ما في جعبته ويدك شباك نواف الخالدي بهدف ثان سريع ينتهي عليه الشوط الأول من اللقاء المخيف ...
بداية نموذجية للشوط الثاني بدأها منتخبنا ... هدف الرزيقي الثالث أحبط كل محاولات الكويتيين ... وبعده الرابع لذات اللاعب الذي سجل اسمه كصاحب أول هاتريك في خليجي 22 وهو الذي جاء من بعيد في تشكيلة الأحمر ... قبل النهاية يعود المقبالي لتسجيل هدف خامس طارت معه (كميم) و (مصار) العمانيين في مدرجات ملعب الأمير فيصل بن فهد ... قبل أن يطلق الاسترالي (بنيامين) صافرة النهاية لتعلن فوزا تاريخيا على الكويت أطاح بالأزرق خارج المربع الذهبي فيما الأحمر العماني واصل مشواره للبقاء بالبطولة لوقت أطول قادم ...
أفراح عاشتها البعثة العمانية في الرياض ... وأخرى شبيهة في مسقط ... وقبل كل ذلك ثقة كبيرة في الوصول للمباراة النهائية بعد أن تخطى الأحمر عقبة الضغط النفسي الكبير الذي كان على كاهل لاعبيه وجهازيه الفني والاداري على حد سواء ... فالقادم هو منتخب قطر الذي لم يقدم شيئا في البطولة إطلاقا سوى ثلاثة تعادلات ساهمت في وصوله للمرحلة التالية من بطولة أبناء الخليج ... ليعطي المتابعون للبطولة المنتخب العماني فرصة الوصول للنهائي دون جدال كبير ..
العودة للأخطاء
لقاء قطر ضاعت معه كل الأماني ... لم يكن القطريون افضل منا ... ولكن عودتنا للأخطاء الفردية بكافة الخطوط ساهمت في خروج منتخبنا من المباراة بخسارة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف مقابل هدف ... فضياع فرصة إضافة الهدف الثاني عن طريق عبدالعزيز المقبالي عند الدقيقة (30) أرهقت تفكير الجميع ... بات من المقلق أن يعود القطريون على حساب منتخبنا عبر الأسلوب الذي شاهدناه مختلفا في مباراة منتخبنا ... ليخطئ (الحبسي) ويهدي ركلة جزاء للعنابي القطري سجل منها (الهيدوس) هدف التعادل في مشهد محزن للجميع بعد أن كان منتخبنا لديه القدرة أن يصل بالنتيجة في نهاية الشوط الأول إلى 2/صفر ... لكن التعادل 1/1 هي النتيجة التي اختارتها أخطاؤنا الفادحة أن ينتهي عليه رغم الأفضلية النسبية للأحمر ..
شوط ثان للتركيز والبحث عن الانتصار ... لكنه كان مخيبا للآمال تماما بعد أن تواصلت الأخطاء تباعا في الخطوط الخلفية للكتيبة الحمراء .. فكان عقابنا هدفين آخرين لم يكن القطريون ذوي بأس شديد في صناعتهما أو تسجيلهما بقدر ما هي الأخطاء الساذجة والغريبة من الخط الخلفي وحارس المرمى علي الحبسي ليخرج منتخبنا من سباق الوصول للنهائي وتكرار إنجازاته السابقة ليكتفي باللعب على مركز الترضية والميداليات البرونزية أمام الشقيق الإماراتي الذي خسر لقاءه أمام السعودية في غمضة عين ...
ضياع الفرص وتكرار الأخطاء
في لقاء الترضية الذي جمعنا مع الشقيق الإماراتي ... دخل لوجوين بتشكيلة جديدة ظهر من خلالها علي الجابري وحسن مظفر وعلي سالم وجمعة درويش وفهد الجلبوبي وسعيد الرزيقي أساسيين للمرة الأولى في البطولة ... قدم الفريق بالرغم من هذه التغييرات شكلا جيدا لم نشعر بهذا التغيير الجذري في الأسماء بتشكيل منتخبنا ... فحصلنا على فرص كثيرة جدا أمام المرمى الإماراتي لكنها ضاعت تباعا كسابقاتها ليعاقبنا (المبخوت) علي مبخوت بهدف صاروخي من خارج منطقة الجزاء ساهم فيه قلة تركيز (الحبسي) الغريبة في هذه البطولة ليعود منتخبنا لأرض السلطنة مقتنعا بالمركز الرابع بعد أن كان أبرز المرشحين عقب فوزه على الكويت للوصول للمباراة النهائية عن جدارة واستحقاق ..
مكاسب كبيرة
عدنا لأرض السلطنة رابع الخليج ... وهو عامل معنوي جيد للاعبينا قبل التوجه لأستراليا للمشاركة في نهائيات آسيا 2015 ... عدنا لأرض السلطنة وقد كسبنا الكثير من المغانم لعل أبرزها عودة منتخبنا للأداء الممتع الذي غاب عنه طويلا ... وقبله هوية الفريق البطل الذي كنا نتمنى عودته سريعا ... عدنا لأرض الوطن وقد اكتشفنا حلولا كثيرة نستطيع العمل على تفعيلها بشكل أكبر في الوصول للمرمى ... وقبلها تنويع السبل لتهديد مرمى المنافسين ... فتارة عن طريق رائد ابراهيم ومرة هناك قاسم سعيد وعبدالعزيز المقبالي وفهد الجلبوبي وسعد سهيل ومحمد السيابي ... عدنا وقد أيقنا بأن اللاعبين البدلاء لديهم القدرة على تقديم ذات الشكل للفريق الأحمر متى ما سنحت لهم الفرصة بالتواجد بأرضية الميدان ... عدنا وقد أدركنا بأنه آن الأوان لعلي الحبسي أن يعود لمستواه المعهود قبل فوات الأوان ... وعدنا ونحن نعلم تماما بأن عودة فايز الرشيدي لحراسة مرمى منتخبنا بات أمرا لا مناص منه في ظل التراجع الكبير لمستوى أبو ريناد والذي فاجأنا كثيرا في هذه الفترة ... عدنا وزادت قناعتنا بأن استمرار الأخطاء الساذجة في الخط الخلفي بهذا الشكل هي من أحبطت كل تطلعاتنا بالإيجابية في البطولات ... عدنا وقد أيقنا كذلك بأن ضياع الفرص بهذا الشكل لا يجب أن يطول ... فلابد من مراجعة الأمور من قبل اللاعبين أولا والجهاز الفني ثانيا والعمل على إصلاحها ... فليس من المعقول أن يصنف منتخبنا أكثر فريق بالبطولة يصل للمرمى لكنه أكثر فريق يضيع الفرص بشكل غريب وغير متوقع ... وللأمانة لو وفق السيابي والمقبالي وقاسم سعيد في تسجيل نصف تلك التهديدات للخصوم لكان منتخبنا بطلا لخليجي 22 بلا منافس ... فقد رشحه النقاد ومعهم نجوم الكرة الخليجية بأن منتخبنا هو الأحق بالنهائي ومعه المنتخب الاماراتي الشقيق ... لكن كرة القدم لا تعترف إلا بتسجيل الأهداف ... دروس وعبر آن الأوان لتجاوزها بكل شفافية ... فلا مجال للإبقاء على ذات الاسباب طويلا ... فقد استعدنا (سامبا الخليج) مجددا في خليجي 22 !!!

كلمة شكر
كلمة شكر تصل لأبعد مدى في ربوع عماننا الحبيبة ... أعلنها من الرياض ... وقد رأيتها بأم عيني وعشتها لحظة بلحظة ... كلمة شكر تتجه بكل ما فيها من معان وأبجديات لرابطة جماهيرنا الوفية التي كانت خير سفير للجماهير العمانية في خليجي 22 ... فقد ضربت أروع الأمثلة في كافة الجوانب ... فهي المحفز رقم (1) للأحمر بتواجدها خلفه في التدريبات واستمرارها في التشجيع بالمباريات من بدايتها وحتى النهاية ... وهي التي ظهرت في الرياض بشكل رائع للغاية في أسلوب تعاملها الراقي خارج الملعب ... فلها منا كل الشكر والتقدير ... فقد قدموا لنا أروع الأمثلة في نكران الذات وتغليب مصلحة الوطن من أجل رفعة اسمه عاليا ... شكرا للجماهير الوفية التي جاءت عبر طائرات تبرع بها أشخاص مخلصون من الوطن الغالي ... شكرا للجماهير الوفية التي حضرت عن طريق البر عبر الحافلات المخصصة أو سياراتها الخاصة ... شكرا لكل من هتف باسم السلطنة في ملاعب الرياض ... فقد كنتم السند وستبقون كذلك للأبد ... فقد رسمتم لوحات لا تضاهى في مدرجات ملعب الامير فيصل بن فهد وإستاد فهد الدولي ... شكرا لكم
شكرا للسيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم ورئيس البعثة العمانية في خليجي 22 ... شكرا لكافة أعضاء البعثة ... شكرا لزملائي الإعلاميين في وفد السلطنة من صحفيين ومذيعين ومصورين ومخرجين وكل من ينتمي لهذا القطاع ... فقد قدمتم دروسا كثيرة في كيفية إدارة الأمور لخدمة المنتخب ولاعبيه ... شكرا من الأعماق ... والقادم أجمل بإذن الله ... فقط ثقوا بالمنتخب ورجالاته !!!

منتخبنا يخالف القاعدة في خليجي 22
منذ تغيير نظام كأس الخليج إلى المجموعتين منذ خليجي 17 في الدوحة عام 2004 ووصولاً لهذه البطولة فإننا عايشنا هذا النظام في ست بطولات، وكان المنتخب الوطني قبل خليجي 22 الحالية عندما يصل لقبل النهائي فإنه لابد أن يصعد للنهائي وحصل ذلك في ثلاث مناسبات، ففي خليجي 17 تغلب منتخبنا على البحرين بثلاثة أهداف لهدفين وتأهلنا للنهائي، ثم في خليجي 18 بأبوظبي أيضاً تغلبنا على البحرين بهدف وحيد عن طريق بدر الميمني وصعدنا للنهائي، ثم في خليجي 19 بمسقط استطاع منتخبنا من إحراز اللقب بعد التغلب على قطر بهدف نظيف في المربع الذهبي والصعود للمباراة النهائية، ولم يصعد منتخبنا في خليجي 20 و21، وعندما عاد الأحمر للتواجد في المربع الذهبي مجددا في خليجي 22 الحالية فإن المشوار لم يكتمل بعد خروجنا على يد المنتخب القطري الذي كسر تلك القاعدة ورمى بالأحمر العماني خارج حسابات البطل وجعله يكتفي فقط بخوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع !.