كجزء من مشروع كبير لتغطية معظم مدن البلاد
ـ مدير المركز لـ(الوطن):(3) هزات أرضية يتم تسجيلها يوميًا بالسلطنة أغلبها غير محسوسة والمركز سجل (50) هزة محسوسة منذ 2001م
ـ الزلازل عامل من عوامل بناء الجبال وجبال السلطنة مصدر لزلازل معظمها خفيفة
ـ هزة بهلاء ذات منشأ تكتوني نتيجة للضغوط الكبيرة داخل القشرة الأرضية
ـ نزوى سجلت في عام 1883م زلزال تاريخي بقوة تقدر بـ(5.1) على مقياس رختر تسبب في دمار لبعض القرى المجاورة
ـ السلطنة تتأثر بزلازل إيران بسبب تلاقي الصفيحة العربية بالصفيحة اليورو آسيوية بجبال زاجروس
ـ من الضروري الاسراع في إنشاء شبكة الرصد للحركة الزلزالية القوية وتوزع على المناطق الحضرية والمدن لتعطي مقدار الاهتزاز الفعلي

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:

أعلن مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس عن شراء 10 محطات لرصد الحركة الزلزالية القوية من أصل 62 محطة، حيث تم استلام العشر محطات في مارس من العام الجاري، وذلك لنشرها في المناطق الحضرية المأهولة والمدن الشمالية بالسلطنة، حيث لم يتمكن المختصون من تركيبها في الأماكن المخصصة بسبب الوضع الوبائي المتعلق بفيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، حيث تأتي هذه المحطات جزءًا من مشروع كبير لتغطية معظم مدن السلطنة.

صرح بذلك الدكتور عيسى الحسين مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس .. وقال: يسجل المركز بمعدل 3 هزات يوميًا في السلطنة والمناطق القريبة منها مثل: جنوب ايران، وأغلبها غير محسوسة من قبل البشر، كما تم تسجيل أكثر من 50 هزة محسوسة بالسلطنة تتراوح قواها بين 2.0 إلى 5.1 على مقياس رختر منذ إنشاء المركز في عام 2001 الى الآن.

* زلازل بعيدة ومحسوسة
وأوضح مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس في حديث خاص لـ(الوطن): إنه تم تسجيل زلازل بعيدة وكبيرة مثل الذي حدث على الحدود الجنوبية بين إيران وباكستان وذلك بتاريخ 16 ابريل 2013م بقوة 7.8 وكان محسوسًا بشكل واسع في السلطنة، كذلك الزلزال الذي حدث بتاريخ 24 سبتمبر 2013م في باكستان وبقوة 7.7 وشعر به العديد من السكان في السلطنة وغيرها من الزلازل الكبيرة في جنوب إيران وبالتحديد في جزيرة قشم الإيرانية.

* هزة بهلاء
وحول الهزة الأرضية التي وقعت في ولاية بهلاء قبل أيام قال مدير مركز رصد الزلازل: الهزة التي حدثت في بهلاء يوم السبت 12 سبتمبر الجاري في الساعة (9:23) ليلًا هي كمعظم الهزات الأرضية ذات منشأ تكتوني أي نتيجة للضغوط الكبيرة داخل القشرة الأرضية وعندما يختل توازن الضغوط على الصدوع تنكسر الصخور مسببة هزة أرضية، ومن المعلوم أن الزلازل هي عامل من عوامل بناء الجبال وتعتبر جبال عُمان هي مصدر من مصادر الزلازل ومعظمها خفيفة ولله الحمد.

* زلزال تاريخي
وأشار عيسى الحسين الى الزلزال التاريخي الذي حدث في ولاية نزوى وقال: هناك زلزال تاريخي حدث بالقرب من نزوى في عام 1883 بقوة تقدر بـ(5.1) على مقياس رختر حسب المصدر وقد تسبب في دمار لبعض القرى المجاورة حسب المصدر، وكما هو معروف هناك زلازل ضخمة ومدمرة تحدث في السلاسل الجبلية مثل: جبال الهمالايا وجبال زاجروس على سبيل المثال.

* صلابة الطبقات
وحول صلابة الطبقات الارضية ومدى تغيرها في السلطنة قال مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس: صلابة الطبقات الصخرية تبقى ثابتة تقريبًا لكن الضغوط الداخلية تتغير مع الزمن نتيجة لحركة الصفائح التكتونية، وليس بمقدور أحد منع تغير الضغوط الداخلية أو منع حركة الصفائح الأرضية وبالتالي منع حدوث الزلازل لكن بإمكان البشر الحد من تأثيراتها والتقليل من خسائرها بشكل كبير جدًا بإجراء الدراسات المتخصصة وتثقيف المجتمع بهذه الظاهرة الطبيعية وباتباع طرق وأساليب بناء مقاوم للزلازل كما هو متبع بكثير من البلدان المتقدمة التي تحمي سكانها ومنشآتها ومكتسبات تقدمها وثروتها العقارية.

* دراسات وبحوث
وأشار عيسى الحسين إلى أن المركز يقوم بالعديد من الدراسات التي تقييم المخاطر الزلزالية على السلطنة والتي نتج عنها دليل تصميم المباني المقاوم للزلازل في السلطنة في عام 2013م بشكل عام والتي تبنى على قاعدة صخرية صلبة أو شبه صلبة، وجرى تحديث لهذه الدراسة في هذا العام 2020م، وأيضًا كما يقوم بالعديد من الدراسات لمنشئات عامة وخاصة لتحديد تأثير الموقع على الحركة الزلزالية المتوقعة من ثم اعطاء خصائص التصميم المرن اللازمة للموقع لتصميم المنشأة الهامة عليه.

* معدل ثابت
وأوضح الحسين بأن الهزات الارضية الطبيعية ستستمر بالحدوث وبمعدل ثابت تقريبًا ولا يوجد ما يوحي بتزايدها، وهناك بعض العوامل التي قد تنشط حدوث الزلازل قبل نضج الضغوط الطبيعية التي تنتجها وهي على سبيل المثال إزالة الجبال أو كتل صخرية ضخمة من الجبال بالقرب من الصدوع أو بناء السدود وحجز كميات ضخمة من المياه خلفها أو استخراج السوائل أو النفط من الطبقات الصخرية دون تعويضها بسوائل مماثلة مما يسبب خللًا بالضغوط الارضية التي ينتج عنها الهزات.

* تلاقي الصفيحة
وبيّن مدير مركز رصد الزلازل بأن السلطنة السلطنة تتـأثر بزلازل إيران وذلك بسبب القرب الجغرافي من تلاقي الصفيحة العربية بالصفيحة اليورو آسيوية في جبال زاجروس الوقعة في إيران.

* الاسراع بإنشاء الشبكة
وأكد الدكتور مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس على أنه وإضافة إلى تدعيم عملية الرصد بالمحطات القائمة وصيانتها، فإنه يمكن أن تركز السلطنة بشكل كبير على الاسراع في إنشاء شبكة الرصد للحركة الزلزالية القوية وهي شبكة رصد توزع على المناطق الحضرية والمدن وتعطي مقدار الاهتزاز الفعلي والحقيقي على الموقع وبشكل آني يستفيد منه فرق الاستجابة والدفاع المدني والمهندسين والانشائيين والمسؤولين عن الخطيط العمراني في المدن، وقد تم تخصيص الموازنة لذلك وبدا العمل والتحضيرات الاولية لإنشائها لكنه توقف بسبب الازمة المالية. وهي حتمية ضرورية لحماية المكتسبات المواكبة لرؤية عُمان 2040.