[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/nawafabohyga.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]نواف أبو الهيجاء[/author]
حكاية (اعرف عدوك) مقولة تاريخية وقديمة وهي نصيحة غالية. واعرف عدوك ببساطة شديدة تعني: أن تشخصه أولا، أن تفهمه ثانيا، أن تتهيأ له ثالثا .. أن تحدد طريقة مجابهتك له ولنياته رابعا. وأن تضع في حساباتك (أسوأ الاحتمالات) قبل (أحسن الأحتمالات) خامسا. فهل نحن العرب نعرف عدونا؟ هل نجابهه؟ هل نخطط لإحباط ما يزمع فعله ضدنا .. ضد حقوقنا وأوطاننا ومستقبلنا؟
هل عرفنا حقا من عدونا؟ أهو بيننا أم هو هناك يحتل المقدس من وطننا؟ أم هو جار لنا ربما لا يضمر لنا شرا أو سوءا؟ وهل من مصلحتنا أن نغير البوصلة وحسب الرياح ومجرياتها؟ أليس واضحا أن ثمة من اعتدى علينا منذ عقود وسلب أرضنا ومقدساتنا وشرد أهلنا واستباح الوطن كله من المحيط إلى الخليج وأن له حلفاء ومن يدعمه بكل وسائل قهر إرادتنا وتهديد وجودنا أيضا؟
ما الكيان الصهيوني؟ أليس هو من فعل ما فعل ومن ينوي الأكثر ويستهتر بنا وبقدراتنا ويهددنا ويهدد أوطاننا وأمتنا؟ وهل هو وحده من يفعل ذلك؟ أم أن هناك من ييسر له سبل إنفاذ مؤامراته؟ فلماذا يتحالف بعضنا مع حلفاء العدو الصهيوني الغاصب؟ ولماذا محاولة حرف الهدف وخلق أعداء غير من اغتصب الوطن ويهدد بالمزيد؟
عدونا هو (الكيان الصهيوني) الذي احتل كامل فلسطين ويحتل الجولان وأجزاء من جنوب لبنان؟ وهو في سبيله إلى طرد وتشريد المزيد من أبناء شعبنا الفلسطيني وإلى هدم الاقصى وإلى تهويد كامل الثرى الفلسطيني، ومن ثم القفز إلى سوى فلسطين من أرضنا العربية – قريبة من فلسطين كانت أم كانت عن فلسطين بعيدة.
ليس من مصلحتنا أن نفتش عن أعداء آخرين فعدونا ومن يسنده (كفاية وزيادة) وإذا كنا قد حددنا من هو العدو فهل حددنا سبل مواجهته؟ أليست وحدة موقفنا منه قوة لنا وقد تقف سدا أمام أطماعه التي لا حدود لها؟ ماذا أعد العرب لمواجهة العنصرية الصهيونية الجشعة والبشعة والمدمرة؟ بل ماذا أعد الفلسطينيون لهذا العدو وهم يتصارعون على الكراسي والمنافع والمناصب؟ ماذا أعدوا وهم بين من يقف في خندق اسمه (حماس) وآخر اسمه (فتح) وثمة مشاريع خنادق صغيرة تعد نحو خمسة عشر؟
الشعب الفلسطيني يدفع من دمه ومن أمنه ومن حقوقه وفي كل يوم. لم يقصر هذا الشعب ولكنه في مواجهة العدو ومن يسند العدو لا يجد من أشقائه ما يدعمه ويساعده، كما أن الانشقاق والانقسام يهددان حتى ما تبقى لهذا الشعب من أرض يقف عليها لمواجهة محاولات إفنائه أو إلغائه من خريطة العالم والوجود؟
اعرف عدوك: نحن نعرفه ونعاني منه منذ أكثر من ستة وستين عاما، ولكن على أصحاب القرار ـ من الفلسطينيين والعرب والمسلمين ـ أن يعرفوا معنا من هو العدو وأن يدرسوا سبل مواجهته ليس فقط دفاعا عن فلسطين والأقصى، بل أيضا من منطلق الدفاع المشروع عن النفس والعرض والأرض والمقدسات. الحذر من حرف البوصلة وتضييع الهدف بتضييع (العدو) .. وافهموا أيضا مقولات (عدو عدوي صديقي) و(حليف عدوي أيضا عدوي) وعلينا ألا نمد أيدينا إلى صانعي (إسرائيل) وإلى مبدعي ومباركي انتهاكاتها والذين يحمونها في المحافل الدولية وفي رأسهم الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الفلسطينيين مغادرة الخلافات والتقسيم والضعف .. ليتذكروا فقط وعلى الأقل أن وحدتهم كانت سر قوتهم وحافز ولادة موقف عربي يسهم معهم في قهر العدو وإحباط مخططاته.