محمود عدلي الشريف:
لا يزال حديثنا موصولًا عن حكمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في عام الرمادة من اتخاذ القيود والتدابير والخطوات الجادة التي سار عليها في التعامل مع هذه الأزمة، الحد من تفاقم الأزمة والقضاء عليها وضبط تصرفات الناس، ومن ذلك:

سادسًا ـ التعداد والإحصاء: أخرج ابن سعد عن أسلم قال:(لمَّا كان عام الرمادة تجلَّبت العرب من كل ناحية فقدموا المدينة، فكان عمر ـ رضي الله عنه ـ قد أمر رجالاً يقومون عليهم ويقسمون عليهم أطعمتهم وإدامهم، فكانوا إذا أمسَوا اجتمعوا عند عمر فيخبرونه بكل ما كانوا فيه، وكان كل رجل منهم على ناحية من المدينة، ومنهم طائفة بناحية بني سَلِمة، هم محدقون بالمدينة، فسمعت عمر يقول ليلة ـ وقد تعشَّى الناس عنده ـ أحصُوا من تعشَّى عندنا، فأحصَوهم من القابلة فوجدوهم سبعة آلاف رجل، وقال: أحصوا العيالات الذين لا يأتون والمرضى والصبيان فأحصَوا فوجدوهم أربعين ألفًا، ثم مكثنا ليالي فزاد الناس، فأمر بهم، فأُحصوا، فوجدوا من تعشَّى عنده عشرة آلاف الآخرين خمسين ألفاً)،(حياة الصحابة 2/462 باختصار)، وأخرج ابن سعد:(كان ـ رضي الله عنه ـ ينحر كل يوم على مائدته عشرين جزورًا من جُزُر بعث بها عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه) (منتخب الكنز).

سابعًا ـ جلب الإمدادات: وقد كانت الإمدادات على كل المستويات، فكانت على (المستوى الأسري): ومن ذلك قصة عمر ـ رضي الله عنه ـ مع أهل البيت الجياع، أخرج الدِينَوَري، وابن شاذان، وابن عساكر عن أسلم (أن عمر ـ رضي الله عنه ـ طاف ليلة، فإذا هو بامرأة في جوف دار له وحولَها صبيان يبكون، وإذا قِدْر على النار قد ملأتها ماءً، فدنا عمر من الباب فقال: يا أمةَ الله، ما بكاء هؤلاء الصبيان؟ قالت: بكاؤهم من الجوع، قال: فما هذا القدر التي على النار؟ قالت: قد جعلت ماءً هو ذا أعلِّلهم به حتى يناموا وأوهمهم أن فيها شيئًا، فبكى عمر، ثم جاء إلى دار الصَّدَقة، وأخذ غِرارة، وجعل فيها شيئًا من دقيق وشحم وسمن وتمر وثياب ودراهم حتى ملأ الغِرارة، فحمله حتى أتى به منزل المرأة، فأخذ القدر فجعل فيها دقيقًا وشيئًا من شحم وتمر وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القِدْر، فلم يزل كذلك حتى لعب الصبيان وضحكوا)، (منتخب الكنز)، وذكر في البداية وأخرجه الطبري بمعناه مع زيادات.

أما (المستوى العام): قَالَ الشَّافِعِيُّ:(وَقَدْ رُوِّينَا أَنَّ عُمَرَ عَسَّ الْمَدِينَةَ ذات ليلة عَامِ الرَّمَادَةِ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَضْحَكُ، وَلَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ فِي مَنَازِلِهِمْ عَلَى الْعَادَةِ، وَلَمْ ير سَائِلًا يَسْأَلُ، فَسَأَلَ عَنْ سَبَبٍ ذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ السُّؤَّالَ سَأَلُوا فَلَمْ يُعْطَوْا فَقَطَعُوا السُّؤَالَ، وَالنَّاسُ فِي هَمٍّ وَضِيقٍ فَهُمْ لَا يَتَحَدَّثُونَ وَلَا يَضْحَكُونَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى بِالْبَصْرَةِ أَنْ يَا غَوْثَاهُ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنْ يَا غَوْثَاهُ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِقَافِلَةٍ عَظِيمَةٍ تَحْمِلُ الْبُرَّ وَسَائِرَ الْأَطْعِمَة، وَوَصَلَتْ مِيرَةُ عَمْرٍو فِي الْبَحْرِ إِلَى جُدَّةَ وَمِنْ جُدَّةَ إِلَى مَكَّةَ، وَهَذَا الْأَثَرُ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ)، (البداية والنهاية، ط: الفكر7/ 90).

ثامنًا ـ طمأنة الناس وإصلاح دينهم:(لما اشتد القحط وعزَّت لُّقمة العيش، وهرع الناس من أعماق البادية إِلى المدينة، يقيمون فيها، أو قريبًا منها، ويلتمسون لدى أمير المؤمنين حلًّا يطمئنون به)، كما يقول صاحب (الكامل في التاريخ 2/ 374): فَقَالَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ مُزَيْنَةَ لِصَاحِبِهِمْ، وَهُوَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ: قَدْ هَلَكْنَا فَاذْبَحْ لَنَا شَاةً، قَالَ: لَيْسَ فِيهِنَّ شَيْءٌ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَبَحَ فَسَلَخَ عَنْ عَظْمٍ أَحْمَرَ، فَنَادَى: يَا مُحَمَّدَاهُ! فَأُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَتَاهُ فَقَالَ: أَبْشِرْ بِالْحَيَا، إِيتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ إِنِّي عَهِدْتُكَ وَأَنْتَ وَفِيُّ الْعَهْدِ شَدِيدُ الْعَقْدِ، فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ يَا عُمَرُ! فَجَاءَ حَتَّى أَتَى بَابَ عُمَرَ فَقَالَ لِغُلَامِهِ: اسْتَأْذِنْ لِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَفَزِعَ وَقَالَ: رَأَيْتَ بِهِ مَسًّا؟ قَالَ: لَا، فَأَدْخَلَهُ، وَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ فَنَادَى فِي النَّاسِ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ الَّذِي هَدَاكُمْ هَلْ رَأَيْتُمْ مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُونَ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، وَلِمَ ذَاكَ؟ فَأَخْبَرَهُمْ فَفَطِنُوا وَلَمْ يَفْطَنْ عُمَرُ، فَقَالُوا: إِنَّمَا اسْتَبْطَأَكَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَاسْتَسْقِ بِنَا، فَنَادَى فِي النَّاسِ، وَخَرَجَ مَعَهُ الْعَبَّاسُ مَاشِيًا، فَخَطَبَ وَأَوْجَزَ وَصَلَّى ثُمَّ جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَجَزَتْ عَنَّا أَنْصَارُنَا وَعَجَزَ عَنَّا حَوْلُنَا وَقُوَّتُنَا وَعَجَزَتْ عَنَّا أَنْفُسُنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، اللَّهُمَّ فَاسْقِنَا وَأَحْيِ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ! وَأَخَذَ بِيَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَإِنَّ دُمُوعَ الْعَبَّاسِ لَتَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَبَقِيَّةِ آبَائِهِ وَكُبْرِ رِجَالِهِ، فَإِنَّكَ تَقُولُ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ:(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) (الكهف ـ 82)، فَحَفِظْتَهُمَا بِصَلَاحِ آبَائِهِمَا، فَاحْفَظِ اللَّهُمَّ نَبِيَّكَ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي عَمِّهِ، فَقَدْ دَلَوْنَا بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينَ مُسْتَغْفِرِينَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:(اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا) (نوح ـ 10)، وَكَانَ الْعَبَّاسُ قَدْ طَالَ عُمُرُهُ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ وَلِحْيَتُهُ تَجُولُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّاعِي فَلَا تُهْمِلِ الضَّالَّةَ، وَلَا تَدَعِ الْكَسِيرَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ، فَقَدْ صَرَخَ الصَّغِيرُ وَرَقَّ الْكَبِيرُ وَارْتَفَعَتِ الشَّكْوَى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُمَّ فَأَغْنِهِمْ بِغِنَاكَ قَبْلَ أَنْ يَقْنَطُوا فَيَهْلِكُوا، فَإِنَّهُ لَا يَيْأَسُ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. فَنَشَأَتْ طَرِيرَةٌ مِنْ سَحَابٍ، فَقَالَ النَّاسُ: تَرَوْنَ تَرَوْنَ! ثُمَّ الْتَأَمَتْ وَمَشَتْ فِيهَا رِيحٌ ثُمَّ هَدَأَتْ وَدَرَّتْ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَوَّحُوا حَتَّى اعْتَنَقُوا الْجِدَارَ وَقَلَّصُوا الْمَآزِرَ، فَطَفِقَ النَّاسُ بِالْعَبَّاسِ يَمْسَحُونَ أَرْكَانَهُ وَيَقُولُونَ: هَنِيئًا لَكَ سَاقِيَ الْحَرَمَيْنِ.

تاسعًا ـ عدالة التوزيع: عن أسلم، قال: لمَّا كان عام الرَّمادة كان عمر قد أمر رجالاً يقومون بمصالح أهل المدينة، ورأيت عمر قد وكَّل بهم من يخرجونهم إِلى البادية، ويعطونهم قوتًا وحملانًا إِلى باديتهم، وَذَكَرَ سَيْفٌ عَنْ شُيُوخِهِ:(أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَمَعَهُ أَرْبَعَةُ آلَافِ راحلة تحمل طعاما، فأمره عمر بتفريقها فِي الْأَحْيَاءِ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذلك أمر له بأربعة آلاف درهم فأبى أن يقبلها، فلح عليه عمر حتى قبلها)، (البداية والنهاية، ط: الفكر 7/90).

عاشرًا ـ إحياء روح الوحدة والاتحاد والمشاركة الفعالة: يقول ابن الأثير:(وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ يَسْتَغِيثُهُمْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَيَسْتَمِدُّهُمْ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ رَاحِلَةٍ مِنْ طَعَامٍ، فَوَلَّاهُ قِسْمَتَهَا فِيمَنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، فَقَسَّمَهَا وَانْصَرَفَ إِلَى عَمَلِهِ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ وَاسْتَغْنَى أَهْلُ الْحِجَازِ، وَأَصْلَحَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بَحْرَ الْقُلْزُمِ، وَأَرْسَلَ فِيهِ الطَّعَامَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَصَارَ الطَّعَامُ بِالْمَدِينَةِ كَسِعْرِ مِصْرَ) (الكامل في التاريخ 2/374).

حادي عشر ـ التسوية بين الجميع: كان الفاروق يضرب المثل من نفسه، جيء لعمر بن الخطاب في عام الرَّمادة بخبزٍ مفتوت بسمن، فدعا رجلًا بدويًّا ليأكل معه، فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك في جانب الصفحة، فقال له عمر: كأنَّك مقفرٌ من الودك، فقال البدوي: أجل، ما أكلت سمنًا، ولا زيتًا، ولا رأيت أكلًا له منذ كذا، وكذا إِلى اليوم، فحلف عمر أن لا يذوق لحمًا، ولا سمنًا حتى يحيا النَّاس!، وجيء (أنَّ عمرًا لمَّا قدمت إِلى السُّوق عكةُ سمنٍ، ووطبٌ من لبن، فاشتراها غلامٌ لعمر بأربعين درهماً، ثمَّ أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! قد أبرَّ الله يمينك، وعظَّم أجرك، وقدم السُّوق وطبٌ من لبنٍ، وعكَّةٌ من سمنٍ ابتعتهما بأربعين درهمًا، فقال عمر: أغليت فتصدَّق بهما، فإِنِّي أكره أن أكل إِسرافًا! ثمَّ أردف قائلًا: كيف يعنيني شأن الرَّعية إِذا لم يمسني ما مسَّهم؟!)، وعن عياض بن خليفة، قال:(رأيت عمر عام الرَّمادة، وهو أسود اللون، ولقد كان يأكل السَّمن، واللَّبن، فلمَّا أمحل النَّاس حرَّمهما، فأكل الزَّيت حتَّى غيَّر لونه، وجاع، فأكثر) (تاريخ الرسل والملوك للطبري 4/96).

ثاني عشر ـ اتخاذ القرارات الاستثنائية: لقد وضع ـ رضي الله عنه ـ تعديلات استثنائية، فقيل (أنه أوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة، ويرجع السبب في ذلك أن السارق لم يكن يجد ما يسرقه، فلم يعطل تنفيذ الحد، وإنما حال الناس لم يكن لديهم ما يُسرق)، (تاريخ الرسل والملوك للطبري 4/ 96)، وجاء عن عمر ـ رضي الله عنه ـ في عام الرمادة ليس من باب تعطيل حد السرقة، بل هو من باب درء الحدود بالشبهات، وهذه قاعدة في إقامة الحدود أنها تدفع بالشبهات، لأنه في عام الرمادة عمت المجاعة، وكثر المحاويج والمضطرون، فيصعب التمييز بين من يسرق من أجل الحاجة والضرورة، ومن يسرق وهو مستغن، ولهذا أسقط عمر ـ رضي الله عنه ـ القطع عن السارق في عام المجاعة، كما أخرج ذلك (عبدالرزاق برقم: 18990) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال: قال عمر ـ رضي الله عنه:(لا يقطع في عذق، ولا عام السنة)، والعذق هو: النخلة أو الغصن من النخل فيه ثمره، وعام السنة: المراد بالسنة: الجدب، والقحط،
وانقطاع المطر، ويبس الأرض، قال السعدي:(سألت أحمد عن هذا الحديث فقال: العذق النخلة، وعام سنة: المجاعة، فقلت لأحمد: تقول به؟ فقال: إي لعمري، قلت: إن سرق في مجاعة لا تقطعه؟ فقال: لا، إذا حملته الحاجة على ذلك، والناس في مجاعة وشدة. قال ابن القيم: "ومقتضى قواعد الشرع إذا كانت السنة سنة مجاعة وشدة، غلب على الناس الحاجة والضرورة، فلا يكاد يسلم السارق من ضرورة تدعوه إلى ما يسد به رمقه.. اه). (خرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 521، كتاب الحدود: باب في الرجل يسرق التمر والطعام، حديث: 28586)، و(عبد الرزاق في "مصنفه" 10/ 242، كتاب اللقطة: باب القطع في عام سنة، حديث: 18990)، وقيل: مثله في الزكاة .. والله أعلم، ونسأل الله تعالى أن يرفع البلاء والوباء، وأن يبدلنا بهما خيرا ورخاء .. آمين يا رب العالمين.

*[email protected]