فرجسون ـ وكالات: قد يثير شريط فيديو جديد يظهر ضابطا في الشرطة يقتل صبيا اسود عمره 12 عاما كان يلعب بمسدس وهمي الغضب في الولايات المتحدة في حين عاد الهدوء الى شوارع فرجسون مع عيد الشكر بعد أيام من التظاهرات والاضطرابات.
وتبين من شريط الفيديو الذي صورته كاميرا مراقبة وتم بثه أمس، أن الفتى تمير رايس قتل نهاية الاسبوع بعد ثوان من وصول شرطيين في سيارة شرطة الى حديقة في كليفلاند، اوهايو.
وأفاد تسجيل صوتي بثه التلفزيون أن رجلا اتصل بالشرطة بعدما رأى طفلا يلوح بسلاح أوضح أنه قد يكون "وهميا" على الأرجح.
لكن الضابطين اللذين وصلا الى المكان لم يتبلغا تلك التفاصيل.
واعتبر الفرع المحلي لجمعية الدفاع عن السود ان عملية القتل هذه "تعيد طرح مسألة اختيار وتدريب وإعداد ضباط الشرطة".
وأضافت أن "ضباط الشرطة ينبغي ان يتحضروا لمواجهة اناس من كل الاصول الاتنية وكل الثقافات وأن لا يلجأوا إلى القوة القاتلة الا كملاذ اخير".
من جهة أخرى اعتقل سبعة اشخاص أمس في نيويورك اثناء العرض الذي ينظم بمناسبة عيد الشكر حيث كانوا يتظاهرون بعد تبرئة شرطي ابيض قتل شابا اسود في فرجسون، كما افاد مصدر امني.
واعتقل هؤلاء الاشخاص السبعة بتهمة "الاخلال بالنظام العام"، كما اوضحت متحدثة باسم شرطة المدينة لوكالة الانباء الفرنسية.
وتوقعت السلطات تظاهرات جديدة في يوم عيد الشكر للاحتجاج على القرار الذي اتخذته هيئة المحلفين في ميزوري (وسط) مساء الاثنين بوقف الملاحقات بحق الشرطي الابيض دارن ويلسون الذي قتل الشاب الاسود مايكل براون (18 عاما) في التاسع من أغسطس في فرجسون في حين ان الشاب الاسود لم يكن يحمل سلاحا.
وفي نيويورك، كان اعتقل عشرة أشخاص اثناء تظاهرات للتنديد بقرار هيئة المحلفين في فرجسون. واتهم ستة منهم بجنحة واربعة بانتهاكات، واخلي سبيل الجميع مع امر بمثولهم لاحقا امام قاض.
ومساء الاثنين، اعتقل شخصان اثناء تظاهرات أولى، احدهما محتج القى بطلاء احمر على قائد شرطة نيويورك بيل براتون.
وفي الجهة الاخرى في لوس انجلوس، اعتقل اكثر من 180 شخصا في احتجاجات مماثلة.
في حين عاد الهدوء الى شوارع فرجسون بعد ان اثارت تبرئة دارن ويلسون، الشرطي الذي قتل مايكل براون الشاب الاسود في هذه المدينة من ولاية ميزوري (وسط)، تظاهرات في كافة الأنحاء.
وخشية ان يؤدي شريط الفيديو عن مقتل ابنهم الى تسميم وضع متوتر اصلا، دعا والدا تمير رايس في بيان الى "التظاهر سلميا وبطريقة مسؤولة".
وترددت اصداء الغضب حتى بلغت لندن حيث تظاهر آلاف الأشخاص امام سفارة الولايات المتحدة، وهتفوا شعارات ترددت في فرجسون "حياة السود غالية" و "ارفع يديك لا تطلق النار".
وعشية العشاء التقليدي لعيد الشكر الذي يجمع العائلات الاميركية كل سنة في رابع خميس من نوفمبر، وصلت عائلة مايكل براون الى نيويورك للصلاة مع عائلتي شابين اسودين آخرين قتلتهما الشرطة في الفترة الأخيرة.
وانضموا الى زوجة ووالدة اريك جارنر، أب العائلة البالغ الثالثة والأربعين من العمر وقتل في ستايتن ايلند في يوليو خلال عملية اعتقال وحضرت ايضا صديقة أكاي جورلي، الاسود البالغ الثامنة والعشرين من العمر وقتل بطريق الخطأ الاسبوع الماضي في غرفة الدرج المظلمة في بروكلين برصاص شرطي مبتدئ.
واعلن اهل مايكل براون للسي ان ان انه سيكون عيد شكر "صعب جدا" هذه السنة، هذا العيد التقليدي العائلي هو الاهم في الولايات المتحدة.
وقال والد الضحية مايكل براون سينيور "وهذا ليس العيد الوحيد، ستاتي اعياد اخرى"، داعيا الى "محاكمة اخرى" لدارن ويلسون.
وأعلنت شرطة منطقة سانت لويس من جهة اخرى انها تبحث عن بندقية هجومية من نوع آي.ار-15 سرقت من إحدى آلياتها خلال تظاهرات الاثنين، كما ذكرت الصحافة المحلية.
وتعاطف مع غضب سكان فرجسون عدد من المشاهير منهم نجم الهيب هوب راسل سايمونز، الذين ايدوا دعوة الى مقاطعة "الجمعة الأسود"، اليوم السنوي للتسوق غداة عيد الشكر، للاحتجاج على تبرئة الشرطي.
ومساء الثلاثاء، تظاهر الاف الاشخاص في 170 مدينة في الولايات المتحدة للمطالبة بانصاف مايكل براون.
وكانت التظاهرات سلمية اجمالا لكن شرطة لوس انجلوس اعتقلت أكثر من 180 شخصا اغلقوا طريقا سريعا. واعتقل ايضا عشرات الأشخاص في نيويورك.
وفي مركز "اولتيمايت ديفانس فايرينغ رانج اند ترايننج سنتر" في سانت بيتر قرب سانت لويس بولاية ميزوري، بات عدد قطع الأسلحة التي تباع يوميا يتراوح بين 20 و30، في مقابل ثلاث الى خمس قطع يوميا في السابق.
وقد تستأنف التظاهرات بعد عيد الشكر، بعدما دعا الناشط الشعبي للحقوق المدنية آل شاربتون الى يوم من الاحتجاجات في جميع الأحاء اليوم.