[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
وراء الأبواب المغلقة في مدينة سوتشي الروسية الساحرة، جرت محادثات الأبعاد المهمة بين الرئيس الروسي بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم .. خمس وخمسون دقيقة بين الرجلين كانت كافية للقول مجددا بتلك العلاقة المميزة والتاريخية بين دولتي روسيا وسوريا، وين ارثين، بوتين ذو العقل القيصري والقلب الشيوعي، وبين بشار الأسد ابن المهندس الكبير للعلاقات الروسية ـ السورية حافظ الأسد.
وراء تلك الأبواب التي كثيرا ما يختم رسامو الديكور الروس بتضخيمها من أجل إضفاء المعنى الرمزي للقوة والمهابة على المكان، قال اللقاء للعالم إن الروس والسوريين ليسوا فقط في حالة مشاركة بل أشبه ما هو الاندماج من معنى. فما يخص روسيا في سوريا، هو ما يخص سوريا في سوريا أيضا، وأفكار الحنين إلى التقليد الكامن في العلاقة بين الطرفين، وصلت إلى من يهمه الأمر وانتهى الأمر.
سوريا تبحث عن مخرج لأزمتها، هي عنوان عريض في كل ما تقوم به، حتى وحين يقاتل جيشها على عشرات الجبهات دفعة واحدة، يكون بحثها قائما أيضا، والروسي يبحث هو الآخر عن هذا المخرج .. لقاء المخارج ذاك، له حساباته الخاصة لدى الدولتين اللتين لا تتفاهمان فقط عن قرب، بل عن بعد يظل اللقاء قائما حتى وإن ذهب كل إلى ذاته، فالأزمة عميقة، لكنها تبدو وكأنها صارت في قبضة اليد، ومن حق الروسي أن يعرض على شريكه ملامحها .. فإذا كان كل أشكال جنيف قد اضمحل، فلا بد من إعادة تعزيز اللقاءات الضرورية، وقد يكون ما تريده موسكو لقاء موسعا بين أطراف المعارضة وأطراف الحكم، عندها تحديدا، أو قد لا نغالي القول، إن سوريا متسع أكبر له.
في كل الأحوال الأمور على الأرض في سوريا على خير ما يرام، الجيش أصبح على قاب قوسين أقرب إلى النيل من حلب وإعادتها برمتها إلى الشرعية .. يقال إن البحث يدور عن مخرج شبيه بما جرى في حمص، أن يخرج المسلحون من المدينة إلى الأرياف وبعدها لكل حادث حديث، وإلا ستكون مقبرتهم الجماعية قد فتحت لهم في المدينة الثانية السورية.
أما آخر ما يجري من مشاورات ومن وساطات، فهو يكون عودة "الجيش الحر" إلى الحضن الدافئ للجيش العربي السوري .. فهذا "الجيش" (الحر) تقاتله كل الأطراف من "داعش" إلى "النصرة" إلى آخرين، وهو في الوقت نفسه يقاتلهم، موقف كهذا يتطلب النظر بواقعية إلى معنى التواجد الذي يستدعي مجرد الدفاع عن النفس ضد كل آخرين.
عوامل الحسم عديدة في أرض المعركة، وعوامل النصر الذي يحرزه الجيش العربي السوري يكاد أن يكون على شتى الجبهات. البعض من المحللين يسمي المرحلة المقبلة المعارك الكبرى التي لا بد منها من أجل الإطباق على المسلحين، سواء في ما تبقى في محيط دمشق أو في أماكن أخرى .. لكن، وهو ينتصر الجيش العربي السوري هل سيكون له أن يخرج منتصرا تماما من أرض المعركة.
ثمة مخطط يقول إن الأميركي الذي سلم ببقاء الرئيس الأسد، يرفض الهزيمة الكاملة كأن يضاف إلى ذلك، انتصارات محققة للجيش في كل المواقع والأماكن .. إن نظرية لا غالب ولا مغلوب قد تكون الغالبة على أفكار الأطراف الداعمة للمسلحين والممولة لهم والتي يراد تسويقها لعلها تكون مقبولة، وإلا فالحرب طويلة مقابل ذلك.