إكرام بنت الوليد الهنائية:
كلنا نعلم أن مخاوف الأفراد بسبب الفيروس المستجد "كوفيد 19" متفاوتة، فهناك من الأفراد الذين يتمتعون بالمخاوف المحمودة وهي التي تجعل منهم ملتزمين وأخذ التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة من الإصابة بالفيروس، وغيرهم من الأفراد من هم مخاوفهم تعدت الحد الطبيعي فأصبح الخوف يسيطر على طبيعة حياتهم. ومما لا شك فيه أن هذا الفيروس غيَّر كثيرا من طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لكثير من الدول، كما تغيَّرت الحياة الاجتماعية الترفيهية لدى بعض الأفراد في المجتمع الواحد، لا سيما في مجتمعاتنا العربية التي تحكم سلوكها العادات والتقاليد النابعة من ديننا الحنيف الذي يحث على التواصل والتراحم والتكافل الاجتماعي، جاء هذا الفيروس "كوفيد 19" وفرض علينا بعض القيود والضوابط التي تحد من الاختلاط الاجتماعي، وأصبحت الحكومات ممثلة في المؤسسات الصحية تدعو إلى التباعد الاجتماعي وذلك من أجل سلامة الجميع، والأخذ بالإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى المجتمعية. وبطبيعة الحال الأخذ بالأسباب التي من شأنها الوقاية هي مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، وقد تناول الكثير من الدراسات الجانب النفسي للفيروس المستجد "كوفيد 19" حول الضغوطات النفسية الناجمة من هذا المرض الوبائي وآلية التعامل مع هذه الضغوطات، إلا أننا هنا نسلط الضوء حول أهمية الاستعداد النفسي والتقبل لأخذ اللقاح المنتظر، وكلنا نعلم أن الأشياء المبهمة وغير المعروفة تسبب لنا القلق حيالها، وهذا أمر طبيعي، ويمكنك تقنين مخاوفك وقلقك بجمع المعلومات حول الأمر الذي يقلقك، ولكن عندما نعرف أن هذا اللقاح ما صنع إلا بعد عدة دراسات وتجارب من مختصين ساهموا في البحث وإعداد التجارب لمرات عديدة لمعرفة الفائدة المرتجاة من هذا اللقاح والأضرار الجانبية له واعتماده من الجهات والمؤسسات الدولية المختصة، حتما سيجعلك تبدد مخاوفك وقلقك، خصوصا أن هؤلاء العلماء والأطباء والبروفيسورية المخضرمين أخضعوا هذا اللقاح لتجارب خرجت لنا بنتائج آمنة وفعالة، ومن المهم لتحافظ على استقرارك النفسي وأن تكون نظرتك منطقية تجاه قراءة الحدث يجب أن تبتعد أولا عن المشتتات مثل تجنب الشائعات وكذلك الابتعاد عن متابعة الأخبار السيئة التي تصدر بعضها من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي من شأنها أن توجد لنا مزيدا من المخاوف والضغوطات النفسية حول هذا اللقاح، وقد يكون بعض هذه الأخبار الهدف منها الإزعاج، ونقل ما هو مخالف للواقع، لذلك يجب أخذ الأخبار من المصادر الموثوقة والمعتمدة ومن المصادر الرسمية في الدولة، ويجب أن يكون مبدؤنا هو التفاؤل، ماضين بذلك حسب المنهج المحمدي الذي علمنا إياه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، الذي يدعو دائما إلى النظرة الإيجابية والتفاؤل حيال أي أمر يقصده المؤمن، فكيف إذا كان هذا الأمر متعلقا بصحة الإنسان والأخذ الأسباب في تصنيع هذا اللقاح حتى يصل إلينا بأقل الأضرار الجانبية. عليه، فإن المعرفة تبدد الخوف، فإذا ما علمنا أن هذا اللقاح ليس به أضرار جانبية، وأنه يساعد البشرية في تخطي هذه الأزمة الوبائية حتما هذا بدوره سيساعدنا على تبديد مخاوفنا والقلق النفسي حيال هذا اللقاح المرتقب، ومن الرائع أن نبحث عن أسباب مخاوفنا النفسية تجاه هذا اللقاح، ومعرفة هذه المخاوف حتى نتمكن من تخطيها.
وتذكر أن كلمتك لها أثر نفسي على من حولك، فكلما عززت كلامك بالإيجابية والنظرة التفاؤلية كان لها صدى في نفوس الأفراد من حولك، سواء في أسرتك أو في عملك أو بين أصحابك وأصدقائك، والعكس صحيح؛ فكلما كانت كلماتك سلبية ونظرتك للقاح تعتريها المخاوف النفسية سيكون صداها ووقعها في النفوس سلبيا، وهذا يُوجد حالة من التذبذب والقلق.
الجدير بالذكر أن الأفراد في المجتمع لديهم الثقة العالية بقيادتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة التي همها بناء الإنسان، وبناء صحته النفسية والجسدية ممثلة بوزارة الصحة الموقرةـ وهذا بدوره يجعلنا نبدد جميع المخاوف والهواجس تجاه هذا اللقاح، (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) الآية (64) سورة يوسف.

أخصائية إرشاد وصحــة نفسيـة