في اليوم الذي تحول فيه التويتر العماني إلى اللون الأحمر وهو اليوم الذي لعب فيه المنتخب العماني أولى مبارياته في خليجي 22 ضد نظيره الإماراتي، كانت كل التغريدات تحلل وتعلق وتتوقع وتنشر صور الأحمر العماني، في نفس اليوم الذي انتشرت فيه هذه التغريدة، حدث موقف آخر يدل على التأثير الذي تحدثه هذه الوسائل حول العالم خلال ساعات أو حتى دقائق، حيث كان أحد المعارف في محل رياضي بالعاصمة الألمانية برلين يبحث عن قميص أحمر ليرتديه عندما يذهب لمشاهدة مباراة كرة القدم في مطعم لبناني، وطلب من البائع أن يطبع على القميص اسم (عُمان) باللغتين الإنجليزية والألمانية فقال البائع الألماني: هل تنوون الاحتفال بسلامة قائدكم؟ وبشيء من الدهشة رد عليه وكيف عرفت ذلك؟ ، قال البائع: امتلأ تويتر بالحديث عن قائدكم وصوره كانت تملأ الفيس بوك ونحن فخورون بأن الأطباء الألمان استطاعوا أن يعيدوا البسمة لشعبكم، لذلك سأطبع لك الاسم بنصف السعر.
لا أعتقد أن هذا الموقف وغيره من المواقف كان سيحدث لو كان اعِتمادُنا فقط على وسائل الإعلام التقليدية التلفزيون والإذاعة والصحافة، لو لم تساندها وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت سببا في انتشار الخطاب عالميا وغيره من المواضيع التي كانت تتبناها وسائل التواصل الاجتماعي وليس أدل على ذلك من الأرقام حيث وصل عدد التغريدات في هاشتاج كلمة السلطان قابوس خلال الثماني ساعات الأولى إلى ثمانية وأربعين ألف ومائة تغريدة عززت بأربعة عشر مليونا وأربع وسبعين (14.74) إعادة لتلك التغريدات قام بها ستون مليون حساب، وهذا يؤكد أن الانتشار كان عالميا فعدد سكان السلطنة يقارب الأربعة ملايين، أي أضعاف أضعاف المقيمين على أرضها.
وأيضاً لم تكن لتصل مشاهدات الخطاب السامي لمولانا صاحب الجلالة ـ أبقاه الله ـ إلى أكثر من مليون مشاهد خلال أسبوع لو لم تبث على اليويتوب وما تبعها من زيادة عدد مثبتي تطبيق الإذاعة والتلفزيون العماني حيث تم إنزال التطبيق في ثلاثمائة وأربعة عشر ألف جهاز في يوم الخطاب السامي لمشاهدة الخطاب، ليصل إلى أربعمائة وثلاثة وخمسين ألفا، في أقل من أسبوعين من بث الخطاب، وهذا يدل على التوجه إلى وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي لتكون بديلا عن الوسائل التقلدية، إذن على المؤسسات الإعلامية أن تبذل مزيدا من الجهد على قنواتها ومواقعها في هذه الوسائل لأنه وكما يبدو أن التوجه المستقبلي سيتوجه إليها كما هو الحال مع الكتاب الورقي والإلكتروني فعلى الرغم من أن هناك فئة ما زالت مرتبطة بالورق والحبر لكن العدد الأكبر بدأ يتجه إلى الكتاب الإلكتروني.
هذه الوسائل تعدت من كونها وسائل تواصل ترفيهية إلى وسائل مؤثرة وضرورية وخطيرة في نفس الوقت، قد تساهم في نقل شائعة خلال دقائق وليس من السهل نفي الشائعات إذا انتشرت وهي مهمة في إيصال المعلومة بسرعة وسهولة.
وكما يقال لكل زمان رجاله، فإن لكل وسيلة زمانها.

خولة بنت سلطان الحوسنية @sahaf03