نساء يروين حكايتهن حتى بلوغ المجد ويؤكدن: للمرأة العمانية بصمة واضحة أينما وجدت

■■ المشهد مستمر في سرد الانجازات، مشهد تم بناؤه سنوات عديدة، ورُسخت مبادئه بقيادة حكيمة للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ في شتى المجالات وفي كافة حقوقها، لتستمر عجلة البناء ويستمر المشهد في انتاج كل ما يليق بالمرأة العمانية سندًا مع أخيها الرجل، لم تستثن هممها وإرادتها يومًا عن مواصلة العطاء، استطاعت أن تقول (هذه أنا) أينما وجدت، فتوصيات القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالاحتفاء بالمرأة العمانية وتوثيق حقوقها وواجباتها جعلت منها منبرا لعطاء لا يتوقف، يوم المرأة العمانية بصمة في قلب كل امرأة وفخر لنا جميعا أن نحتفي ليس بهذا اليوم فقط وإنما أيامنا في سلطنتنا الحبيبة كلها أعياد، المرأة العمانية قصة كفاح وحكاية نجاح تروي ما وصلت إليه من مكانة. ■■

أديت الاختبار وابنتي في يدي
في البدء تقول محفوظة بنت راشد المشيقرية كاتبة وموظفة بوزارة التربية والتعليم: تزوجت في عمر مبكر وبالرغم من الظروف المحيطة أكملت دراستي وابنتي في يدي وكان وضعي الصحي صعبًا إلا أنني جازفت بحياتي لأذهب إلى مقاعد الامتحانات في الكلية، تخرجت وعملت معلمة في إحدى المناطق البعيدة وكانت بدون خدمات، وكان أكبر تحدٍّ كوني أواجه ثقافة مختلفة عن مسقط رأسي (مسقط) إلا أنني أثبت وجودي في المدرسة وأنشأت جمعية للمرأة لنساء القرية وعلمتهن بعض المشغولات اليدوية وأصبح لديهن صنعة خاصة بهن ووصلت جهودنا لوزارة التنمية الاجتماعية حينها ووفرت لنا معدات الخياطة، وبالفعل شاركن في معارض، ثم انتقلت إلى وظيفة مشرفة ومنها رئيس قسم في الوزارة حتى الآن، وهناك أنشطة وبرامج أخرى أعمل عليها بعد فترة الدوام الرسمي، لأستمر في استكمال دراسة البكالوريوس عام ٢٠٠٦م ومنها إلى الماجستير الذي درسته دون تفرغ والآن أنا في المرحلة النهائية من الدكتوراه، وفي عام ٢٠١٢ قررت أن ألتحق بمجال التدريب، وكانت أسرتي معارضة بسبب ضغط المهام وبالإصرار حصلت على المركز الأول على مستوى الدفعة وكنت أول مشاركة في مشروع سفراء التنمية ولأنتقل في التدريب إلى تركيا على نفقة المشروع كاملة وتم تكريمي بالميدالية الذهبية لحصولي على المركز الأول على مستوى السلطنة وحصولي على درع التميز للمركز السابع عربيًّا وأصبحت عضوة دائمة في مجلس إدارة أكاديمية سفراء التنمية، وفي عام ٢٠١٣ حصلت على الميدالية الذهبية على مستوى السلطنة ودرع التميز والمركز السادس عالميًّا وتم تكريمي في ماليزيا، كما حصلت على جائزة المرأة للإجادة في المجال التربوي عام ٢٠١٣م، وتم ترشيحي لتمثيل السلطنة في وضع المحتوى المنهجي لمشروع (افتح يا سمسم) بالرياض، وألفت إصدارين عام ٢٠١٤م، كما تم تكريمي في عدد من المحافل داخل السلطنة وخارجها، وشغلت رئيسة مجلس إدارة للعديد من اللجان وشاركت في عدد من المؤتمرات الداخلية والخارجية، وأصبحت أمينة السر ومشرفة أنشطة طالبات وعضوة في جمعية الطلبة العمانيين في ماليزيا.
من محو الأمية
إلى مشرفة تعليم
وقالت فضيلة بنت علي الشكيلية: تزوجت في سن مبكرة، وكنت أحب الدراسة كثيرًا وأنجبت 3 أطفال والدراسة تشغل بالي وتحديت البيئة المحيطة وظروفي التحقت بمركز محو الأمية لأكمل مسيرتي العملية عامًا بعد عام، وكنت أعيش مع عائلة زوجي في نفس البيت والعائلة كبيرة جدًّا ولا يوجد عاملات وكنت أقوم معهم بأعمال المنزل والمزرعة ورعاية الأطفال ولا يوجد معي وقت للمذاكرة وخصصت ساعتين قبل أن أنام أذاكر فيها فقط حتى وصلت إلى الثاني عشر بدأت بتكثيف ساعات الدراسة قليلًا والحمد لله أكملت دراستي الثانوية (دبلوم التعليم العام) دراسة حرة إلى أن حصلت على نسبة تؤهلني للدراسة بالجامعة، وكان زوجي في مهمة استكمال تعليمه ببريطانيا وبعد أن أنجبت طفلًا رابعًا قلت لا بد من ترك التعليم وبتشجيع والدتي عدت من جديد إلا أن والدتي توفيت لأعول أخي من ذوي الإعاقة مع أطفالي وفقدت الأمل في كل من حولي.
وأضافت: ومن جامعة السلطان قابوس إلى جامعة نزوى قررت إكمال دراستي تخصص طفل ما قبل المدرسة، وقد شجعني زوجي وأخي محمد وأولادي، فتابعت دراستي وكان المشوار صعبا جدًّا، حيث كنت أقطع مسافة ٥٠ دقيقة للذهاب إلى الجامعة ونفس المسافة للرجوع إلى البيت وأولادي في مراحل دراسية مختلفة، وفي السنة الخامسة أنجبت طفلًا وكان مريضًا سافرت للخارج لعلاجه، ولم توافق ـ حينها ـ الدكتورة المشرفة على توقيع أوراقي بسبب تفوقي في الدراسة على الانسحاب وكوني آخر سنة وتخرجت وتم تعييني في محافظة ظفار وبسبب ظروفي العائلية تم انتدابي بمديرية الداخلية كمشرفة للمدارس الخاصة وبعدها بسنة تم تثبيتي بمسمى مشرفة التعليم قبل المدرسي، أما عن طموحي اليوم فهو أن أخلص في عملي وأرد الجميل لهذا الوطن الذي أتاح للمرأة أن تتعلم وتنافس شقيقها الرجل، ورحم الله جلالة السلطان قابوس الذي جعل للمرأة العمانية حقوقًا كثيرة تتميز بها عن جميع نساء العالم وخصها بيوم المرأة العمانية ليوضح مكانة المرأة وأنها لا تقل عن الرجل مكانة.
الإرادة تولد المستحيل
وقالت فاطمة المعمرية ـ كاتبة ومديرة مساعدة في مدرسة جنوب الباطنة: بعد أن اجتزت مرحلة الشهادة العامة بمعدل 93% أكملت مسيرتي العلمية في جامعة السلطان قابوس بكلية الآداب تخصص تاريخ، ليتم تعييني في مدرسة بعيدة مختلطة، وكان الواقع صعبًا نوعًا إلا أن التدريس بالنسبة لي كان حلمًا وتحقق وانتقلت في الكثير من المدارس إلى أن تم نقلي مرة أخرى لنفس المدرسة الجبلية البعيدة، ولكن اختلفت الأوضاع بفضل النهضة العمرانية والتطويرية في الدولة أصبحت المدرسة خاصة بالإناث فقط وعملت بوظيفة معلمة مع وظيفة اخصائي إعلامي لأصبح بعدها أنشر أخبارًا في الصحف وأكون كاتبة ليصدر لي كتاب بعنوان:(الصمت)، وحاليًّا أشغل منصب نائبة مديرة بالإضافة إلى استكمال شهادة الماجستير في جامعة نزوى تخصص إدارة تعليمية، لذا للمرأة العمانية بصمة واضحة أينما تواجدت.
أفتخر بما أنجزته
المرأة العمانية
أما عتاب الحراصية ـ خبيرة التجميل فقالت: يوم المرأة العمانية هو فخر واعتزاز لكل امرأة حققت بكل عزيمة واقتدار إنجازات لهذا البلد، وأنا واحدة من هؤلاء النساء أفتخر بما وصلت له بفضل من الله سبحانه وتعالى، حيث أنني اجتهدت في فتح مشروع صالون تجميل لكي أعتمد على نفسي وأساهم في خدمة المجتمع وأقدم كل جديد يختص بجمال المرأة وأناقتها وبالإصرار والعزيمة تمكنت من الحصول على الدبلوم المعتمد من ايطاليا في فن التجميل والتزيين، كما أنه يسعدني تخصيص يوم للمرأة العمانية الذي أعتبره تكريمًا لنا وتشجيعًا من حكومتنا الرشيدة بما قدمته المرأة من أعمال متعددة في الكثير من المجالات.
الهندسة لم تعرقل مسيرتي التشكيلية
وقالت نورة البلوشية ـ فنانة تشكيلية: من تخصص الهندسة إلى شغفي في تنمية موهبتي الفنية فقد التحقت بمرسم الشباب في ذات الفترة التي كنت بها على مقاعد الدراسة الجامعية، واستطعت بإرادتي وعزيمتي أن أحقق طموحي في دراسة الهندسة وتعلم الفن التشكيلي من خلال تنظيمي لوقتي وتحديدي للأولويات في حياتي، وخلال مسيرتي الفنية كفنانة تشكيلية حظيت باهتمام بالغ من الجهات التي أشرفت على رعاية الفنانين في السلطنة، فقد حظيت بدعم كبير وحصلت على فرص عدة للمشاركة في معارض وحلقات علمية وفنية في الفن التشكيلي داخل السلطنة وخارجها ما مكننا في الالتقاء والتواصل مع مدارس فنية وفنانين من مختلف دول العالم كتركيا وتايلند والنمسا، وقد جاء تكريم جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ المرأة العمانية تأكيدًا لدورها الفاعل في السلطنة فخصص لها يوما من أيام العام يحتفى بإنجازاتها ورسالتها هو السابع عشر من أكتوبر من كل عام.
المرأة عظيمة أينما وجدت
وقالت سلوى الشكيلية ـ مخرجة تليفزيونية: المرأة سند للرجل فهي الأم والزوجة والعامل، فيوم المرأة العمانية غيَّر العديد من الأفكار فقصتي صعبة، بدأت من الطابور الصباحي في الإذاعة المدرسية، فكانت رسالتي عن طريق الإذاعة والمسرح والإخراج إلى أن حظيت بمشاركة في مسرحية وفازت على مستوى السلطنة، وأهلتني لمنحة دراسية في دولة الكويت تفوقت في اختبارات القبول واجتهدت وتخرجت، وما أن عدت إلى السلطنة عملت في شركات إخراجية كثيرة بالرغم من الصعاب الكثيرة من مجتمع مغلق إلى عالم الإخراج وتدريجيًّا والكل يعلم المطبات في تلك الفترة ـ ولله الحمد ـ تفوقت في وظيفتي في التليفزيون العماني وحاليًّا لدي الكثير من الأعمال الإخراجية، فيوم المرأة عظيم بالنسبة لكل امرأة عمانية، فأمي وقفت معي كثيرًا فكانت سندي معنويًّا وماديًّا لاستكمال تعليمي ومساندة عائلتي وأخص بالشكر زوجي فقد وقف معي في عملي وقدر عملي ووظيفتي بالرغم من تأخري في العمل إلا أنه شجعني وفخور بي كثيرًا كوني مخرجة عمانية، كما حصلت على الكثير من الشهادات التقديرية من السلطنة ودولة الكويت.
الوطن يستحق الكثير منا
أما الشرطية ابتسام بنت علي الرجيبية فقد سردت مشهدها قائلة: يوم مجيد لكل امرأة عمانية 17 من اكتوبر ترسيخًا للكثير من المبادئ والإنجازات التي حظيت بها المرأة في السلطنة وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها وأنا أشق طريقي في سبيل خدمة وطني، فرض علينا التحدي في هذا القطاع ما أتذكره وفاة والدتي ـ رحمها الله ـ وتربية إخواني وبين وظيفتي في جهاز الشرطة والقبول تمكنت من التوفيق بين كل تلك المعطيات وتلبية نداء وطني واستكمال ما بدأت به والدتي ـ رحمها الله ـ في تربية إخوتي مع والدي، ولله الحمد أنا فخورة بما وصلت إليه من تحدٍّ وإنجاز بالرغم من تلك الصعوبات استطعت استكمال دراستي، تماشيًا للمبادئ التي أرساها جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ لنستكمل المسيرة مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
النجاح بصمة للجميع
وقالت خالصة بنت سيف الصلتية ـ أخصائي أول تثقيف صحي بوزارة الصحة: الظروف القاهرة تولد القناعة الذاتية تخطيت مرحلة اليأس إلى النجاح الباهر لأفتخر بيوم السابع عشر من أكتوبر فقد كنت أساعد أمي في تربية إخوتي وأسترق الوقت في الرابعة فجرًا لأكمل واجباتي المنزلية، فالمدرسة كانت مكان صناعة حلمي، ثم تفاجأت بفكرة زواجي وأنا في سن مبكرة إلا أن المثابرة في طلب العلم أوصلتني جامعة السلطان قابوس، وكان حلمي دراسة الإعلام إلا أن الرفض العائلي واجهني من كل صوب لأتحول للتثقيف الصحي بنشر المعلومات الصحية وهي رسالة شبيهة بالإعلام وتم تعييني عام 1996 في دائرة التثقيف الصحي بوزارة الصحة، وعملت في خدمات التبرع بالدم 12 عامًا بالرغم من أنني أعول 11 فردًا من أسرتي بعد وفاة والدي وحياتي مع أسرتي وأولادي إلا أنني قلت للمستحيل تنحى جانبًا، فأنا المرأة العمانية معطاءة وقادرة على تذليل الصعاب.
نقلت قصصهن ـ ليلى بنت خلفان الرجيبية: