[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
لم يشهد جيش في الدول الحديثة تحولات كبيرة بالاتجاه السلبي كما حصل للجيش في العراق خلال السنوات الماضية، هذا الجيش الذي كان من أوائل الجيوش التي تأسست في المنطقة، حيث كانت بدايته مع فوج موسى الكاظم عام 1921 ، أي مع بداية الدولة العراقية.
لا نريد الاسهاب في المراحل التي مرّ بها الجيش العراقي ومشاركاته الفاعلة في العديد من الحروب، 1948 ضد إسرائيل وحرب 1973، وخوض الحرب مع إيران (1980-1988) ، ثم حرب الخليج عام 1991، وأخر حرب كانت حرب غزو العراق عام 2003، التي انتهت بقرار أمريكي بحلّ الجيش العراقي.
الولايات المتحدة التي انسحبت من العراق أواخر عام 2011 ، بعد توقيع الاتفاقية الأمنية مع حكومة بغداد في الثامن والعشرين من نوفمبرعام 2008، تضع الخطط هذه الايام – كما كشفت ذلك صحيفة الواشنطن بوست – لاعادة هيكلة الجيش في العراق.
المشكلة، أن ما حلّ بهذا الجيش قد حصل بفعل سياسة الأميركيين وقراراتهم التي بدأت بعد الغزو مباشرة. فكان الخطأ الكارثي الأول بعد استماع قادة البيت الأبيض والبنتاجون لما قدمه رجالهم من السياسيين العراقيين الذين جاءت بهم قواتهم بعد الحرب، إذ قدم لهم أحد السياسيين الذين كانوا في الخارج دراسة تقع بمائتي صفحة، تتضمن آليات انهاء الجيش العراقي، وبدلا من الشروع في ذلك الوقت ببناء قوات مسلحة جديدة يقبل المنخرطون فيه بالعمل مع الأميركيين، قرروا دمج ميليشيات الأحزاب التي ساعدت الأميركيين وعملت معهم بعد الغزو، وكانت الخطيئة الاولى بحق العراق وجيشه، ولم يتوقف الأمر عند هذه الخطوة الكارثية، بل تم تعزيزها بالتقسيم الطائفي في هذا البلد.
بعد ذلك، تم تدريب الجيش في العراق من قبل الأميركيين على أمرين خطيرين، أولهما، توفير الحماية للقوات المحتلة في كل مكان تتحرك فيه تلك القوات التي يمقتها العراقيون، لأنها قوات محتلة وترتكب الجرائم بحق العراقيين وتحتل أرضهم، وثانيهما، تم تدريب الجيش في العراق على اعتقال العراقيين وتعذيبهم بطرق غالبا ما تكون بذات بشاعة أساليب الجيش الأميركي أو يتجاوز ذلك، لدرجة أن الكثير من شباب العراق ورجاله قد قتلوا تحت التعذيب في زنازين وسجون الجيش.
بعد 13 عاما من الضياع، تطرح الإدارة الأميركية مشروعها الجديد لاعادة هيكلة الجيش العراقي بعد الكارثة التي حلّت بهذا الجيش، بعد أن انهارت القطعات العسكرية باعدادها الكبيرة وعدتها الهائلة خلال ساعات في العاشر من يونيو الماضي في الموصل.
هل يقتنع العراقيون بالخطط الأميركية؟
إن الأميركيين سوف يبثون بين العراقيين الكثير من الكوارث والتجارب القريبة تثبت ذلك.