[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fawzy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]فوزي رمضان
صحفي مصري[/author]
”.. يعلم الله ونحن نعلم أنها صراع ارادات وثورات مصالح ومكاسب وتمكين ولو كانت النية خدمة الدين ورفع راية الإسلام ما كان منعهم أحد من ذلك وكان الله أعانهم على الخير. والثورات مقدره بارادة الله ( ينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير) أليس فيكم عاقل وحكيم؟ إن عقارب الساعة لن تعود للخلف،”
ــــــــــــــــــــــــــــ
أليس فيهم حكماء ..أليس بينهم عقلاء؟ وماذا بعد أكثر من 140 مظاهرة ومليونية والمحصلة تساوى صفرا ولم يتغير فى الأمر شيء وآخر الحديث دعوة فاصلة للنهاية السلمية وبداية الثورة المسلحة وثورة الهوية وانتفاضة الشباب المسلم وتعالت أصوات مشايخ الفتنة الذين ينعمون برغد العيش خارج الحدود بالجهاد ورفع المصاحف على أسنة المولوتوف والقنابل المدمرة حتى يخضع المصريون لدين الإسلام والنتيجة الموت والهلاك لشباب غيور على دينه أو مغرر به وتسيل الدماء وتقطع الأوصال ويهدم المعبد على من فيه، وتمت الدعوة للنفير العام وتجييش الأنصار والأحباب والمريدين ومعهم المخربون والعملاء وتجهيزالثورة الإسلامية بإعلام داعش والقاعدة بل واستمالة المشاعر الدينية لجموع المصريين للمشاركة فى هذا الحدث الجلل ولانخفى سرا فقد ارتعدت فرائص المصرين وتلحفهم الخوف والهم والقلق مما دفع بالقيادات الأمنية الى رفع أقصى درجات الاستنفار والتعبئة والانتشار فى كل أركان المحروسة ومنذ فجر 28 نوفمبر جلس كل فى بيته يشاهد يوم الجحيم فى مصر كما أعلنوا رافعين الأكف الى السماء أن ينجى مصر من هول الفتن وينجيهم من بطش فيل أبرهة الحبشى الذى أراد هدم الكعبة وظن المصريون أن يفعل بهم كمثل ما يفعل داعش فى خصومه بل ويدعون الله أن يخلص مصر منهم ويجنبهم السوء واستجاب الله للمصريين، فقد تمخض الجبل فولد فأرا أجرب فعندما ترك لهم الشارع لم تظهرلهم قوة ولاعتاد ولا ناصر ولا معين ولا مؤيد ولامتعاطف بل ناقم وكاره ولم تتخط ساعات حتى تخبطت قيادتهم وباتوا يكيلون الاتهامات بعضهم البعض فتيار منهم يصدر الآخر كواجهة للمشهد ليستفيد من حشد أنصاره والتيار الآخر يغمس الآخر فى الوحل أكثر حتى يلوذ بمقاعد البرلمان نعم إنه شبق السلطة. وأصابتهم الخيبة والدهشة من خواء الشوارع فأين الحشود وأين الثورة الاسلامية التى لم تشاهد إلاعلى فضائيات معينة ولم يرها إلا المؤمنون فقط كما قال أحد الدعاة، وتحول رعب المصريين الى ضحكات هيستيرية وقفشات حتى علق أحدهم أن عدد (البوستات) على مواقع التواصل الاجتماعى أكثر من عدد المتظاهرين وتبدل الشارع فنزل الشعب المصرى وبدلا من إعلام القاعدة وداعش تزينت الميادين بأعلام مصر وصور جمال عبد الناصر والسيسى وبدا يهزم خوفه بالرقصات والموسيقى رافعا الشكر والامتنان لله أولا ولجيشه وشرطته على تلك الجهود الجبارة لينعم هذا الشعب بالأمان المفقود.
ولكن ماذا بعد ؟ والله غالب على أمره، ويعلم الله ونحن نعلم أنها صراع إرادات وثورات مصالح ومكاسب وتمكين ولو كانت النية خدمة الدين ورفع راية الإسلام ما كان منعهم أحد من ذلك وكان الله أعانهم على الخير. والثورات مقدرة بارادة الله
( ينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير) أليس فيكم عاقل وحكيم؟ إن عقارب الساعة لن تعود للخلف، وعليكم أدراك حجمكم فى الشارع المصرى فلماذا العند والتكابر ”ولوعلم الله فيهم خيرا لمكنهم فى الأرض وقضى الأمر” وقد تغير الزمن وانتهى عصر الشعارات والكذب والدجل باسم الدين فقد ارتضى كل من على وجه الأرض بدينه ومعتقده وتفتحت العقول ولن تستطيع فئة أو قوى بكل ما أوتيت من قوة أن تغير الهوية أو المعتقد مهما فعلت.
انتهى عصر الفتوحات والغزوات فقد اكتمل الدين وأتم نور الله. نحن فى زمن العلم والاقتصاد إنها معركة البقاء.