الأربعاء القادم بجامعة نزوى
مسقط ـ (الوطن):
تنظم جامعة نزوى ممثلة بكلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات وبالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومنظمة المرصد العالمي لريادة الأعمال، ندوة دولية افتراضية لتدشين التقرير الوطني الأول لمرصد ريادة الأعمال الخاص بالسلطنة لعام (2019 ـ 2020).
يشارك بهذه المناسبة المقرر انعقادها الأربعاء القادم أبرز الداعمين لبيئة ريادة الأعمال في السلطنة محليا وعالميا.
وقال الدكتور عبدالله بن محمد بن عبدالله الشكيلي، أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات ورئيس الفريق البحثي لمرصد ريادة الأعمال العماني العالمي: المرصد العالمي لريادة الأعمال أحد أكبر مصادر المعلومات عن أنشطة ريادة الأعمال ومؤشراتها وطرق قياسها على مستوى العالم، إذ تغطى هذه البيانات مجموعة من أنشطة ريادة الأعمال ومجالاتها وجوانبها المختلفة فيما يتعلق بسلوك الأفراد وأنشطتهم في المراحل المختلفة لريادة الأعمال بداية من مرحلة الفكرة والتوجه لتأسيس مشروع ريادي والدوافع الريادية مرورا بمرحلة نمو وتطوير المشروعات القائمة إلى مرحلة إغلاق المشروع والأسباب المؤدية لذلك. أضف إلى ذلك فإن التقرير يسلط الضوء على ثقافة ريادة الأعمال لدى السكان وطموحاتهم، كما يوفر التقرير أيضا بيانات عن الإطار الوطني لدعم بيئة ريادة الأعمال، إذ يوفر هذا المرصد معلومات وتقارير شاملة وتجارب ونجاحات عن ريادة الأعمال على المستوى الوطني والمستوى العالمي، فيتم جمع بيانات هذا التقرير من طريق استبانتين: الأولى بشأن "السكان البالغين" والأخرى متعلقة باستبانة "الخبراء المحليين".
وأضاف: يقوم المرصد بنشر بياناته وتقريره سنويا لتستعمل هذه البيانات لدى واضعي السياسات في الحكومة، ولكثير من المؤسسات التي لها علاقة بريادة الأعمال. مشيرا إلى أن مرصد ريادة الأعمال العالمي تأسس في عام 1999م مشروعا بحثيا مشتركا بين كلية بابسون وكلية لندن للأعمال، وأضحى حاليا بعد مرور 20 عاما من تأسيسه إحدى أكبر مؤسسات الأبحاث المعنية بريادة الأعمال في أكثر من 100 دولة حول العالم.
وأشار الدكتور عبدالله الشكيلي إلى أن جامعة نزوى، بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، استطاعت تكوين شراكة بحثية؛ فالفريق البحثي بكلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات بالجامعة، تمكن من الانضمام إلى المرصد العالمي لريادة الأعمال، وتمثيل السلطنة في هذا المرصد بداية من العام الماضي. موضحا بأن هذا المؤشر يهدف إلى قياس بعض المؤشرات الخاصة ببيئة ونشاط ريادة الأعمال بالسلطنة؛ وفقا لمنهجية علمية معتمدة دوليا من طريق عمل دراسة ميدانية تستهدف عينّة من الأفراد وعينّة من الخبراء من واضعي السياسات والأكاديميين ورواد الأعمال والمعنيين بقطاع ريادة الأعمال بالسلطنة؛ وذلك للوقوف على كامل التفاصيل المتعلقة بهذا القطاع الحيوي الواعد في السلطنة، واستشعار نموه وتحدياته؛ بغية إيجاد مقترحات علمية من بعض النظراء حول العالم. كما يعد هذا المشروع منصة فريدة من نوعها؛ إذ تجمع باحثين وأكاديميين بصناع القرار لمناقشة سبل تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من منظور علمي. وتأتي أهميته أيضا في الحصول على البيانات التي يمكن أن تعود بالفائدة للأكاديميين والباحثين ورواد الأعمال العمانيين، وكذلك للمؤسسات الحكومية المختلفة ذات العلاقة بمنظومة ريادة الأعمال. ونسعد بتدشين تقرير السلطنة لأول مرة خلال هذه الاحتفالية حيث يرصد هذا التقرير مختلف مكونات وعناصر ريادة الأعمال داخل السلطنة.
واوضح الأستاذ مساعد في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات ورئيس الفريق البحثي لمرصد ريادة الأعمال العماني العالمي أن هناك نموا في عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة لدى هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ إذ بلغت أكثر من 42 ألف مؤسسة مسجلة لدى الهيئة بنهاية عام 2019 مقارنة بـ 37 ألف مؤسسة بنهاية عام 2018م؛ وفقا للتقرير السنوي؛ علما أن معظم هذه المؤسسات تصنف على أنها صغرى. ويقدر إسهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي بالسلطنة أقل من 20%، ويعد -في الحقيقة- منخفضا مقارنة مع بعض الدول بالمنطقة أو في العالم ، علما أنهذه المؤسسات تستوعب حوالي حوالى 40% من إجمالي عدد العمانيين العاملين.
وقال الدكتور عبدالله الشكيلي: سعت جامعة نزوى ممثلة بكلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات إلى طرح مقرر مادة ريادة الأعمال: (إبداع وابتكار) متطلبا جامعيا لجميع التخصصات؛ بهدف غرس ثقافة ريادة الأعمال وتعزيز بعض المهارات العملية لدى الطلبة؛ لتأسيس مشروع ريادي، والتحول للتوظيف الذاتي، مثل: مهارة البحث عن الفرص، وكيفية عمل دراسات الجدوى، واستطلاع السوق، وعمل خطة المشروع، واستضافة مجموعة من روّاد الأعمال والناجحين؛ وذلك لتبادل أفكارهم وتطلعاتهم مع الطلبة، ويتم أيضا تنسيق بعض الزيارات العلمية لعدد من المشاريع الريادية والمراكز المتخصصة المعنية بريادة الأعمال. ونشير إلى أن مقرر (ريادة الأعمال :إبداع وابتكار) يشهد فصليا تسجيل قرابة 350 طالبا من كافة الكليات الأربع بالجامعة.
وقال الدكتور عبدالله الشكيلي: إن من أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه منظومة ريادة الأعمال في السلطنة نشر ثقافة ريادة الأعمال والابتكار، وعدم وجود مناهج تهتم بهذا الجانب في مقاعد الدراسة، وضعف الدعم المادي والمعنوي في مجال البحوث والابتكارات ودعم الموهوبين، إضافة إلى التشريعات الحكومية وبرامج الداعم، وعدم وجود مصادر تمويل ابتكارية، وقلة دعم القطاع الخاص لأفكار ومشاريع الشباب الريادية، وعدم وجود خطة استراتيجية لنقل الأفكار الريادية خارج نطاق الجامعات والمختبرات البحثية. مؤكدا بأن مشروع البحث مع المرصد العالمي لريادة الأعمال سيساعد على استنتاج ووضع التوصيات والحلول للتغلب على مثل هذه التحديات.