جوبا ـ عواصم ـ وكالات: بدأت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس زيارة الى جنوب السودان حيث تهدد ازمة انسانية واسعة النطاق بالحاق الضرر بالناس، فيما يواصل طرفا النزاع القتال على رغم وقف لاطلاق النار وقع الخميس.
وتهدف زيارة آموس التي تستمر ثلاثة ايام الى جنوب السودان الى لفت الانتباه الى الاوضاع الانسانية المتردية حيث اسفرت المعارك بين الجيش الحكومي الموالي للرئيس سالفا كير والقوات الموالية للنائب السابق للرئيس رياك مشار، عن الاف القتلى منذ منتصف ديسمبر وادت الى تهجير اكثر من 700 الف شخص من منازلهم.
وستلتقي الامينة العامة المساعدة للشؤون الانسانية "مندوبي الحكومة والمنظمات الانسانية لمناقشة مسألة زيادة المساعدة الانسانية وتحسين ظروف الوصول الى المجموعات المحتاجة"، كما جاء في بيان للامم المتحدة.
وقد ادى مرض الحصبة الى وفاة 30 طفلا في مخيم مرتجل مكتظ للمهجرين في قاعدة بور للامم المتحدة عاصمة ولاية جونقلي (شرق) حيث يتكدس اكثر من 10 الاف شخص هربوا من اعمال العنف، كما ذكرت منظمة يونيسيف.
وحذر نائب رئيس برامج الحالات الطارئة في صندوق الامم المتحدة للطفولة ديرمو كارتي ان "الاطفال لم ينج من نزاع عنيف الا ليواجهوا في ما بعد ظروفا مروعة". واضاف "اذا لم نتمكن من الوصول اليهم بالمساعدة الانسانية فان الخطر سيزداد بشكل كبير"
وقالت الامم المتحدة في بيانها ان آموس "ستؤكد اهمية تأمين الحماية للمدنيين وللعاملين في القطاع الانساني".
وتقدر الامم لمتحدة عدد الذين لجأوا الى قواعدها بـ76 الف شخص.
وترافقت المعارك التي اندلعت في 15 ديسمبر في جوبا بين فصائل متنافسة في الجيش ثم امتدت الى مختلف الانحاء، مع اعمال وحشية ارتكبها الطرفان اللذان قاما بمجازر عرقية ضد المدنيين، وعمدا احيانا الى تصفية حسابات قديمة ترقى الى ايام الحرب الاهلية ضد الخرطوم.
والى التنافس السياسي السابق بين كير ومشار، تضاف الاحقاد القديمة بين شعبي الدينكا والنوير اللذين ينتمي اليهما كير ومشار، المسؤولين السابقين المتنافسين في التمرد الجنوبي ضد الخرطوم (1983ـ2005) الذي ادى الى تقسيم السودان واستقلال جنوب السودان في يوليو 2011.
ويتبادل الطرفات التهم بانتهاك وقف اطلاق النار الذي وقع مساء الخميس في اديس ابابا بعد ثلاثة اسابيع من المفاوضات المثمرة. وتحدثت الامم المتحدة عن "معارك متفرقة" لدى بدء تطبيق الهدنة مساء الجمعة.
وتحدث الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير أمس عن "انتهاكات كثيرة" لوقف اطلاق النار من قبل الفريق الخصم وعن "هجومات واسعة النطاق" ضد مواقع الجنود الحكوميين.
وقد تعذر الاتصال بأي مسؤول في فريق مشار امس ولم يكن ممكنا التحقق من هذه الاتهامات من مصدر مستقل.
وتحدث الناطق باسم المتمردين لول رواي كوانج عن "انتهاكات واضحة" لاتفاق وقف اطلاق النار متهما القوات الحكومية بمهاجمة مواقع المتمردين في ولاية الوحدة النفطية (شمال) وكذلك في ولاية جونقلي (شرق).
واضاف هذا المتحدث في بيان "امام كل هذه الهجمات من الجيش الحكومي ردت قواتنا دفاعا عن النفس".
ورفض الجيش من جهته هذه الاتهامات منددا بخرق المتمردين للهدنة. واتهمت الحكومة السبت المتمردين بانتهاك وقف اطلاق النار.
ويؤكد كل من الجانبين التزامه وقف اطلاق النار بينما تبدو المواجهات على الارض التي يتحدثا عنها لا تتجاوز المناوشات على نطاق محدود وليس هجمات واسعة.
وستزور آموس ولاية اعالي النيل التي تناوب الطرفان في السيطرة عليها الى ان سقطت بايدي الجيش في 20 يناير.
وقد اعتبر وزير الخارجية النروجي بورج برندي ان اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب السودان الذي كان يفترض تطبيقه منذ يومين "هش للغاية"، وذلك بعد ان تبادلت الحكومة في جنوب السودان والمتمردون الاتهامات بانتهاكه.
وفي بيان مشترك أمس، عبرت 55 منظمة انسانية غير حكومية أمس عن "قلقها العميق لحجم المعاناة الانسانية في الاسابيع الستة الاخيرة" في جنوب السودان ودعت الجانبين الى "حماية المدنيين وتجنب استهداف مناطق مدنية والتمييز بين المدنيين والمقاتلين".
كما دعت الطرفين المتحاربين الى "شمان امن وحرية تنقل العاملين" في المجال الانساني.