الوفد التجاري يصل أسبانيا

رجال الأعمال: تنظيم الزيارات يفتح فرصا واعدة أمام المستثمرين والاطلاع على فرص وتجارب الدول

مدريد ـ من مصطفى المعمري:
وصل مساء أمس وفد غرفة تجارة وصناعة عمان الى العاصمة الأسبانية مدريد على رأس وفد رفيع من رجال الأعمال يمثلون عددا من القطاعات الاقتصادية والشركات الحكومية برئاسة سعيد بن صالح الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان و 20 من رجال الأعمال.
وكان في استقبال الوفد لدى وصوله أسبانيا عدد من أعضاء سفارة السلطنة في أسبانيا حيث سيبدأ الوفد اليوم برنامج الزيارة من خلال لقاء الوفد بعدد من المسئولين في غرفة التجارة والصناعة الأسبانية ورجال الأعمال هذا بجانب عقد لقاءات ثنائية فيما بين رجال الأعمال العمانيين ونظرائهم الأسبان وذلك لبحث مجالات التعاون والشراكة فيما بين الجانبين واستعراض الفرص الاستثمارية المتنوعة.
وأكد عدد من رجال الأعمال المشاركين ضمن الوفد على أهمية الزيارة التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة عمان لأسبانيا مؤكدين على أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يفتح أمام القطاع الخاص ورجال الأعمال فرصة لتعزيز مجالات التعاون والتنسيق على كافة المستويات الرسمية والخاصة.
وثمن رجال الأعمال المشاركون الجهد الذي تقوم به غرفة تجارة وصناعة عمان في تنظيم زيارة لوفود تجارية للعديد من العواصم العالمية سواء بالنسبة لرجال الأعمال من أصحاب المؤسسات الكبيرة أو بالنسبة لرواد الأعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مما يفتح أمام القطاع الخاص العماني بمختلف مستوياته فرصا استثمارية مشجعة مع العديد من الشركات المعروفة كما يتيح لرواد الأعمال فرص الاطلاع على العديد من التجارب والخبرات في مجالات متنوعة مؤكدين على ضرورة تنظيم هذه الزيارات لتشمل دولا اخرى في أوروبا وأفريقيا وآسيا كونها أسواقا واعدة ولديها فرص ومجالات تفتح للمنتجات العمانية فرصا للتواجد والمنافسة مع العديد من المنتجات بهذه الدول.
من جانبه أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة على حرص الغرفة واهتمامها بتنظيم هذه الزيارات مؤكدا أن الغرفة تستعد خلال الفترة القادمة لتسيير العديد من الوفود التجارية لعدد من الدول هذا مع الوفود التجارية التي يتم تسييرها عبر فروع الغرفة في محافظات السلطنة.
وحول النتائج التي حققتها هذه الزيارات قال الكيومي قبل تنظيم أي زيارة فالغرفة تقوم بإعداد برنامج يشتمل على العديد من اللقاءات والزيارات والندوات مع المسئولين ورجال الأعمال بتلك الدول لضمان تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والحمد لله فهناك اليوم نتائج جيدة تمخضت من زيارة هذه الوفود عبر عقود وشراكات اقتصادية ومبادلات تجارية ونحن نطمح أن نرتقي بهذه الشراكات وتعزيزها من خلال ابتعاث وفود تجارية تمثل كافة الجهات الحكومية والخاصة.
واوضح الكيومي أن هذه الزيارة تندرج في هذا الإطار الذي يتطلب أن يضطلع به القطاع الخاص العماني في رفد الجهود التي تبذلها الحكومة في جذب الاستثمارات للمشاريع الاقتصادية الكبيرة المزمع تنفيذها في السلطنة، والإسهام الفاعل في جذب الاستثمارات وإيجاد شراكات اقتصادية مع الشركات الأجنبية للمزيد من الاستثمار ونقل الخبرات والتكنولوجيا، مشيرا سعادته إلى أن التجربة الأسبانية في الاستثمار والخبرات ثرية ونتطلع إلى الاستفادة منها ونقلها للسلطنة.
واشار سعادته إلى أن العلاقات العمانية الأسبانية علاقات متميزة على كل المستويات السياسية والاقتصادية بفضل حكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في بناء علاقات مع كافة دول العالم بما يسهم في الاستفادة منها في ايجاد شراكات اقتصادية وتجارية معها، مؤكدا أنه من الأهمية استثمار هذه العلاقات من القطاع الخاص العماني وتسخيرها في البحث عن المزيد من فرص الاستثمار في البلاد وإيجاد شراكات اقتصادية فاعلة مع نظرائه في دول العالم.

جذب الاستثمارات
يأتي تنظيم الغرفة لهذه الزيارة في إطار الجهود التي تبذلها لتعزيز التعاون بين رجالات الأعمال في السلطنة ونظرائهم من الدول الشقيقة والصديقة، بجانب الإطلاع على فرص الاستثمار المتبادلة والتجارب المتقدمة في دول العالم والاستفادة منها في تطوير مجالات العمل الاقتصادي في البلاد.
وستوقع غرفة تجارة وصناعة عمان مذكرة تفاهم للتعاون مع غرفة تجارة وصناعة أسبانيا تتعلق بأوجه التعاون بين القطاعين في البلدين وسبل تطويرها، كما سيبحث سكرتير الدولة للشؤون التجارية الأسبانية مع الوفد التجاري العماني مجالات التعاون بين السلطنة وأسبانيا وكيفية تفعيلها لتحقيق المزيد من المكاسب الهادفة إلى المزيد من التعاون وسبل تسخير العلاقات بين البلدين في تسهيل التبادلات التجارية والاقتصادية الهادفة إلى الاستفادة من إمكانيات البلدين في البحث عن أطر أفضل ومجالات أكبر من التعاون.
ويتضمن البرنامج كذلك اجتماع رجال القطاع الخاص العماني مع نظرائهم الأسبان للتباحث في سبل الشراكة بين الشركات العمانية والأسبانية، والتعرف على مجالات وفرص الاستثمار في البلدين وإيجاد شراكات اقتصادية فاعلة تهدف إلى إنشاء وتأسيس مشاريع اقتصادية.
وسيتم على هامش الزيارة تعريف رجال الأعمال الأسبان بالمشاريع الاقتصادية التي سوف تنفذ في السلطنة وسبل الاستثمار فيها والتسهيلات التي تقدمها السلطنة لجذب الاستثمارات الأجنبية، والأطر والتشريعات المنظمة لمجالات العمل الاقتصادية والضمانات المتوفرة لممارسة الأعمال التجارية.
كما يتضمن برنامج الزيارة عقد جلسة عمل بعنوان "أجواء وفرص الاستثمار في أسبانيا والسلطنة" يتحدث فيها عدد من رجال الأعمال العمانيين والأسبان عن فرص الاستثمار في البلدين وإمكانية الاستفادة منها.
وسوف يقيم سعادة سفير السلطنة في مملكة أسبانيا حفل استقبال لوفد غرفة تجارة وصناعة عمان على هامش الزيارة، وسوف يقوم الوفد بزيارة لعدد من الشركات الأسبانية للاطلاع على تجاربها وكيفية تطورها، ومركز التحكم المترو في مدريد العاصمة الأسبانية.

التعاون التجاري
ومن واقع الميزان التجاري يظهر وجود عجز في الميزان التجاري العماني خلال عامي 1999 و2000م قبل تصدير الغاز الطبيعي المسال، وبعد ما شرعت السلطنة في تصدير الغاز الطبيعي مالت كفة الميزان لصالح السلطنة ابتداء من عام 2001 وحتى نهاية العام الماضي
2005م ، إلا أن التغير الحاصل في الميزان التجاري المرتكز على سلعة واحدة غير مضمون الاستمرارية وعليه يجب البحث عن وسائل وآليات أخرى لتسويق المنتج العماني دوليا، واقترحت دراسة أعدتها دائرة الدراسات بغرفة تجارة وصناعة عمان إلى أهمية زيادة تبادل الزيارات بين الوفود الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال للتباحث والإطلاع على المستجدات على الساحة الاقتصادية والمالية لدى البلدين والمشاركة في المعارض الدولية المقامة في البلدين وتنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين خاصة صادرات السلطنة من البتروكيماويات والأسمنت والملابس الجاهزة والصناعات الغذائية والكابلات ويتأتي ذلك بتبادل المعلومات المتعلقة بمنتجات البلدين القابلة للتصدير والفرص التجارية المتاحة بالبلدين وفتح الأسواق الأسبانية أمام السلع العمانية وتخفيف الرسوم الجمركية وزيادة فرص الاستثمار بين البلدين في مختف المجالات.
وأشارت الدراسة حول التعاون الاقتصادي مع أسبانيا إلى أن أسبانيا تعتبر من الدول المتقدمة في شتى المجالات الاقتصادية لذلك فإن مجال استفادة السلطنة يتمثل في الحصول على المعونـات الفنية لدعم وتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وتدريب الكوادر العمانية في أسبانيا في مختلف الأنشطة الإنتاجية والاستثمار المشترك في المجال السياحي في السلطنة والاستفادة من الخبرة الأسبانية في المجال السياحي كتدريب الكوادر العمانية. وقيام مشاريع عمانية أسبانية مشتركة في المجالات الصناعية. والاستفادة من الخبرة الأسبانية في مجال التصنيع الغذائي ودراسة إمكانية توقيع اتفاقيات ذات طابع اقتصادي تحفيزا للمستثمرين والتجار وإقامة أسبوع للسلطنة في أسبانيا يشمل معرضا تجاريا للصناعات العمانية وندوة حول الفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة في السلطنة وتسويق السلطنة سياحيا ونوهت الدراسة فيما يتعلق بالتعليم والتدريب إلى إمكانية تقديم منح دراسية لدورات قصيرة في المجالات الاقتصادية والفنية والإحصائية.