مسقط ـ الوطن:
نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية جلسة حوارية افتراضية بعنوان "دور التراث الثقافي في تعزيز السياحة المحلية"،للتعريف بالمكون الثقافي وإبراز عناصره وأهميته وطرق استدامته وآليات تعزيز الاستثمار فيه.
استضافت الجلسة الدكتور يعقوب البوسعيدي، أستاذ مساعد بقسم السياحة بجامعة السلطان قابوس، وعبدالله الذهلي، مدير عام مساعد دائرة تطوير المواقع والمنتجات بوزارة التراث والسياحة، وأيوب البوسعيدي، مدير دائرة الآثار المغمورة بوزارة التراث والسياحة، وبدر الذهلي، أكاديمي ومدير دائرة الدراسات بكلية عمان للسياحة، وفهد الحسني، مدير متحف بيت الزبير. وحاور الضيوف الدكتور حمد المحرزي، رئيس قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس.

وفي بداية الجلسة تحدث الدكتور يعقوب البوسعيدي عن ماهية وأهمية المكون الثقافي، وعرّف المكون الثقافي بقوله "هو نتاج أفراد مجتمع أو جماعة في بيئة محددة عبر العصور المختلفة سواء أكان ماديا أم غير مادي". وبين بعدها بعض العناصر المختلفة منها المادي كالقلاع والأفلاج وغيرها، وغير المادي كاللغات والعادات والتقاليد. وذكر البوسعيدي أن أهمية التراث الثقافي له عدة جوانب أهمها الجانب البحثي، وله أهمية تعليمية واجتماعية ونفسية واقتصادية. ولخّص البوسعيدي استدامة المكون الثقافي ووضعها في 4 جوانب، هي: الجانب البيئي من حيث حماية البيئة الثقافية، والجانب الاجتماعي الثقافي من خلال توثيق التراث كي لا يفقد، والجانب الاقتصادي وهو ضمان العائد المادي لصيانة مكونات السياحة الثقافية، وأخيرا جودة التجارب السياحية لنيل رضا السائح وضمان عودته للموقع.

كما تحدث البوسعيدي عن عناصر المكون الثقافي في سلطنة عمان، وفصّلها بشقيه المادي وغير المادي، حيث يتفرع المادي للمنقول وغير المنقول، فالمنقول هو ما يمكن نقله مثل التحف والأسلحة القديمة، وغير المنقول هو ما يستحيل نقله من القلاع والحصون والأفلاج. وتطرق عبدالله الذهلي لمحور تحويل المكون الثقافي من مصدر ثقافي إلى منتج ثقافي سياحي، وذكر أن لوزارة التراث والسياحة خطط طويلة الأمد لتحويل المواقع الأثرية من قلاع وحصون وغيرها إلى مواقع منتجة سياحيا ولها عائد مادي. ومثل الذهلي لجهود الوزارة بإطلاق مشروع تطوير القلاع والحصون في عام 2000، يهدف لتحويل المنتج الثقافي لموقع منتج اقتصاديا، وتم خلال المشروع تطوير 9 مواقع. كما تحدث الذهلي عن الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 وإطلاق مبادرة التجارب السياحية التي تهدف لتقديم تجارب سياحية عمانية. وأكد الذهلي على أهمية إشراك المجتمع في بناء التجارب السياحية كما حدث في مسفاة العبريين.

وفي أهمية السياحة الثقافية للمنتج الثقافي وللمجتمع قال الذهلي أن السياحة الثقافية تمثل ما يقارب 10% كعنصر جذب من المجمل العام لعدد السائحين على مستوى العالم. وذكر أن السياحة الثقافية تعد أداة تنموية، حيث مثّل الذهلي بإعادة تنمية حارة العقر في نزوى التي يقدر عمرها بـ400عام بالسياحة الثقافة التي جمعت جميع العناصر حتى نتجت الآن حارة متكاملة فيها حركة سياحة كبيرة.
وتحدث فهد الحسني عن دور وأهمية المتاحف في تعزيز الثقافة للسائح المحلي وعرّف أولا المتحف بأنه مقر دائم لخدمة المجتمع وتطويره ومكان مفتوح لحفظ وجمع المقتنيات وعرض التراث الإنساني. وذكر الحسني أهمية الفعاليات المرتبطة بالمناسبات العامة في جذب السائح المحلي وتعزيز السياحة الثقافية من خلال المتاحف مثل فعالية اليوم العالمي للمتاحف.