أحمد بن سعيد الجرداني:

الأمة الإسلامية تحتفل بذكرى ميلاد خير البرية الحبيب المصطفى محمد ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ وشمس الكون تشرق على البشرية بميلاد جديد لخير البرية، فقد آن الأوان لهذه الأمة أن تفيق من سباتها العميق مندفعة نحو حياة أجمل ومستقبل أفضل قائلة:(نحن خير أمة أخرجت للناس) لأننا نحن من نشرنا العدل والأمان في هذا الوجود وسنظل دومًا كذلك مقتدين بما كان عليه الصحابة والتابعون الأخيار، مصححين المسار نحو المجد والازدهار، مستلهمين من هذه الإشراقة النبوية النور الذي بدد ظلمات الجهل ليكون واقعًا ملموسًا في حياة كل مسلم.
ففي هذه الأيام المباركة نستذكر ميلادًا عظيمًا لخير البرية سيد الكونين والثقلين محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم)، فحياته (عليه أفضل الصلاة والسلام) قبس من نور ازدان به الكون كله وأضاء وعمَّ به الأمن والأمان معززًا بوحي من السماء جبريل (عليه السلام).
والاحتفال بسيرته يجب أن يكون أنموذجًا وواقعًا ملموسًا في حياتنا حتى يقوم الاعوجاج ويرجع لهذه الأمة مسارها التي كانت عليه، فهي بحاجة إلى من يقوّم هذا المسار ويرجع لها هيبتها ومكانها، إلى طريق الاستقامة والتقدم لتكون خير أمة في هذا العالم، ولا يتأتى ذلك إلا بالترابط والوحدة التي كان عليه المسلمون في زمن الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) وصحبه الأخيار، وهذه الوحدة والترابط يجب أن يكونا مواكبين لتطور العالم وتقدمه الذي أساسه الإيمان بالله وما يشمله من عدل وعدة عسكرية متطورة واقتصاد وحنكة سياسية، عندها ستكون لنا العزة والغلبة والنصر والتمكين في هذه الأرض بإذن الله، ويكون لنا اعتبار من قبل دول العالم أجمع وسترجع عزة المسلمين وما كانوا عليه في زمن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
أخي الكريم .. من هذا الموضوع ليس سردًا لميلاده فقط، فميلاده يحتاج منا إلى وقت طويل وصفحات كثيرة، ولكن المغزى من هذا كله بث رسالة تذكير لأنفسنا وللأمة الإسلامية جمعاء للأخذ بسيرته (صلى الله عليه وسلم) وما كانت عليه من قوة، فعندما تولى الرسول (صلى الله عليه وسلم) إمارة المدينة المنورة، وقام بتأسيس الدولة الإسلامية وتوحيد صفوفها بالمواخاة بين المهاجرين والأنصار وتكوين العدة العسكرية والاقتصادية والسياسية، ومواكبة التطور في ذلك الوقت حينها استطاع التغلب على قريش وقوى الكفر والشرك المعروفة بقوتها وعدتها وغيرها آنذاك.
فما أحوجنا أخي الكريم أن نرجع إلى ما كان عليه رسولنا الكريم والسلف الصالح حتى نكون دوما في مقدمة الأمم.
أيها القارئ .. أعيد وأكرر الاحتفال بميلاد الرسول (عليه الصلاة والسلام) ليس ترانيم بل هو تجديد لحياة المسلم وتذكير له لعل الله تعالى يمنُّ على هذه الأمة برجال يعيدون لها مجدها ورقيها بإحياء ميلاد الرسول الكريم وتطبيق نهجهه القويم، ويكون ذلك واقعًا ملموسًا في حياة كل مسلم، ونكون في مقدمة الأمم دائمًا وانتشالها من هذا المستنقع والضياع والضعف.
وخلاصة القول: علينا العودة إلى سيرة الرسول الكريم دائمًا وفي كل وقت، وأخذ العبر والعظات منها حتى تكون لنا زادا نتزود به في الدنيا والآخرة، ونقول للعالم اقرأوا الإسلام الصحيح المستمد من القرآن الكريم وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) لأنه العدل والحياة.