بهدف وضع الإطار النهائي للخطة التشغيلية
وخلال الحفل أكد الدكتور سيف بن راشد الشقصي المكلف بأعمال المدير التنفيذي للمركز الوطني الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني في كلمته أن بناء المؤسسات الحديثة وفق المعطيات العصرية لا بد أن يكون من خلال خطط مدروسة وفق منهجيات قابلة للقياس والتطبيق، تتوافق مع الرؤية المؤسسية والرسالة التي تسعى المؤسسة لتحقيقهما ومنذ صدور المرسوم السلطاني السامي (54/2009) القاضي بإنشاء المركز، دأب المركز على تأسيس قاعدة مؤسسية تحقق الأهداف التي أنشي المركز لتحقيقها بما يتوافق مع النظم والقوانين المعمول بها، وقد بدأت البذرة الأولى لذلك من خلال حلقة العمل التي أقيمت في نهاية العام 2011م لبناء استراتيجية عمل المركز والتي جاءت نتيجة لخبرات دولية ومحلية ذات العلاقة بالشأن البيئي ، وأوضحت هذه الاستراتيجية الأطر الأساسية لعمل المركز والمجالات التي يرتكز عليها ، بتناغم كبير مع المؤسسات المحلية ذات العلاقة.
وأشار الدكتور سيف الشقصي إلى أنه ومع التقدم الكبير لبناء القاعة المؤسسية للمركز التي نتج عنها وضع الاستراتيجية والقوانين والتشريعات المرتبطة بها، جاء دور تفعيل هذه الاستراتيجية ووضعها في موضع التنفيذ والقياس ، الأمر الذي استدعى الاستعانة بإحدى بيوت الخبرة لوضعها في خطة تشغيلية ممنهجة ومقسمة إلى مشاريع تنفيذية موزعة على فترات زمنية ليسهل تنفيذها ومتابعتها وتقييمها.
وأضاف بأن المنهجية استندت في إعداد الخطة الاستراتيجية إلى بعض النظريات الحديثة في بناء الاستراتيجيات التي اعتبرت التخطيط الاستراتيجي الأداة الفاعلة في إحداث التغييرات الجذرية التي تقود إلى تحقيق الطموحات والأهداف المؤسسية الكبرى وعلى كافة الفترات الزمنية، والتي تعنى أيضا بضبط الجودة والوصول بالمؤسسة إلى درجات عالية من الكفاءة والأداء. وقد اشتملت الاستراتيجية على أربعة محاور استراتيجية، تتفرع منها عدة أهداف إستراتجية وهذه الأهداف الاستراتيجية تتفرع إلى أهداف تشغيلية. والمحاور الاستراتيجية هي إجراء وتشجيع ودعم البرامج والمشاريع البحثية الميدانية في مجال حفظ البيئة بما في ذلك وضع معايير السلامة الميدانية للباحثين وزوار المشاريع ، تطوير وتنفيذ خطط وبرامج تخص التوعية والإرشاد المتعلقة بالبيئة والمحافظة عليها وحمايتها، التدريب والتعليم البيئي ، دعم السياسات والتشريعات المساندة في الحفاظ على البيئة وتطوير نشاطات المركز وتكامل خدماته.
وأكد الشقصي أنه من خلال عدة جلسات نقاشية طوال الثلاثة أيام سوف يناقش المشاركون الأربعة المحاور التي اشتملت عليها الاستراتيجية بتفاصيلها، كل محور تتم مناقشته عن طريق فريق من المختصين الدوليين والمحليين و بحضور مختصين من المؤسسات المحلية المعنية بالبيئة كشركاء أساسيين في تنفيذ هذه الاستراتيجية . وانه من المتوقع من خلال فعاليات الحلقة إثراء المناقشات بمزيد من الآراء والمداخلات وسد الثغرات التي قد تكون موجودة، والخروج بنتائج ملبية للطموح لتكون متوائمة ومنسجمة مع خطط المؤسسات الشريكة في الشأن البيئي، والانتهاء بخطة متكاملة، مرضية للجميع تظهر على أرض الواقع.
بعد ذلك ألقى الدكتور عقيل جاسم خبير دولي في مجال الاستراتيجيات عرض ملخص عن منهجية ومحتويات مشروع الخطة الاستراتيجية للمركز ، وأهم المحاور التي ستتناولها هذه الاستراتيجية ، والأهداف المحورية لها ، والأهداف التفصيلية ، وإيضاح الطرق العلمية والدولية لوضع الاستراتيجيات الدولية في المجال البيئي . بعدها تم عرض فيلم توثيقي عن المركز وأهدافه ومجالات وأنشطة عمله .
بعدها تم تقسيم المشاركين الى أربع حلقات عمل لمناقشة أربع محاور تضمها الاستراتيجية ، حيث ناقش المحور الاول إجراء وتشجيع ودعم البرامج والمشاريع البحثية الميدانية في مجال حفظ البيئة بما في ذلك وضع معايير السلامة الميدانية للباحثين وزوار المشاريع ، وقد أدار الجلسة : البروفيسور ستيف هول ، وكان مقررا لها تمارا لافين ، اما المحور الثاني فقد ناقش الإسهام في تعميق الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين بشأن حماية البيئة واستدامتها ، حيث ادار الجلسة البروفيسور توني شفينج ، وكان مقرر الجلسة البروفسور جورج كراني ، المحور الثالث ركز على موضوع تطوير المناهح التربوية والتعليمية في مجال حفظ البيئة وادار الجلسة الدكتور عبدالله الامبوسعيدي ، وكان مقررها الدكتوره عالية الانصاري ، اما المحور الرابع والأخير ناقش موضوع إجراء البحوث البيئية الميدانية في مجال تحسين نوعية البيئة حيث ادار الجلسة الدكتور مثنى العمر ، وكان مقرر الجلسة الدكتورة امل الدبابسة . أما غدا ويوم غد فستكمل مناقشة الاربع محاور في اربع حلقات نقاشية بهدف الوصول الى نتائج ومخرجات تشغيلية لهذه الاهداف يتم عرضها يوم الاربعاء في ختام الحلقة .
وتكمن أهمية هذه الحلقة في ان المركز الوطني يسعى منذ تأسيسه الى بناء قاعدة وثيقة من العمل المهني المرتكز على منهجية صحيحة و فاعلة، حيث بدأت البذرة الأولى لذلك من خلال تجميع خلاصة تجارب عالمية و محلية ذات الصلة بأنشطة المركز البحثية في حلقة عمل استخلصت منها النواة الأساسية لإستراتيجية عمل المركز و الأطر الأساسية لها ، واستكمالاً لهذه الاستراتيجية وتفعيلاً لها للمرحلة القادمة فقد استعان المركز بأحد بيوت الخبرة لتطوير الاستراتيجية لتكون قابلة للتطبيق و القياس خلال المرحلة القادمة ، حيث تأتي هذه الحلقة لمناقشة المخرجات النهائية للإستراتجية بإشراك الشركاء الأساسين المحليين في الشأن البيئي وباستضافة خبراء دوليين في مجال التخطيط الاستراتيجي البيئي للوصول إلى الإطار النهائي للخطة التشغيلية لهذه الاستراتيجية.
وتهدف هذه الحلقة الى إثراء مشروع الخطة الاستراتيجية من خلال تحليل المنهجية والآليات التي اعتمدت في صياغة محتوياتها وفقا لأفضل الممارسات العالمية ، التحقق من مدى استيعاب الخطة للأهداف والمهام التي يمارسها المركز الوطني من خلال منظومة المحاور والأهداف الاستراتيجية التي تشكل قاعدة بناء الخطط التشغيلية لسنوات الخطة ، التأكد من مدى قدرة الأهداف التشغيلية والأنشطة المرتبطة بها في تشغيل المهام الأساسية للمركز وتوجيه عملياتها بالمسارات الصائبة لتحقيق طموحاته والاستثمار الأمثل لموارده ، وتحقيق استفادة المركز من النتائج التي يتم التوصل إليها بواسطة هذه المجموعات لتطوير الاستراتيجية الجديدة.
وستكون الطريقة المنهجية لهذه الحلقة مناقشة الاربع محاور في حلقات نقاشية بإشراف مباشر من الخبراء الدوليين والمحليين ، حيث سيتم من خلال جلسات النقاش الفهم التفصيلي للمحاور التي وضعتها الخطة الاستراتيجية لبعض القضايا الخاصة التي تواجهها البيئة الطبيعية في السلطنة والقضايا الرئيسية الأخرى التي من الممكن أن يقوم بها المركز الوطني ومعالجة مشاكلها مستقبلا ، حيث يساهم ذلك على تحفيز الخبراء ليشاركوا بمعارفهم وخبراتهم ، كما أن العاملين بالمركز سوف يكتسبون مزيدا من الخبرة نتيجة الاحتكاك بخبراء دوليين متخصصين في مجال حفظ البيئة .