نيروبي ـ وكالات: قدم قائد الشرطة الكينية ديفيد كيمايو أمس استقالته بعد ساعات على المجزرة التي ارتكبتها حركة الشباب المسلحة وقتل فيها 36 عاملا في مقلع للحجارة شمال شرق كينيا. وقال خلال مؤتمر صحافي «لقد تكلمت مع الرئيس حول تقاعدي المبكر وقد وافق على ذلك». وهاجم قرابة 20 مقاتلا من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة مقلعا للحجارة قرب مدينة مانديرا (شمال شرق كينيا ) في ساعات الفجر الاولى أمس. وبعد أن اطلقوا النار على الخيم التي ينام فيها العمال قاموا بإعدامهم بإطلاق النار عليهم في الرأس.
ويأتي الهجوم بعد اسبوع على قيام مسلحين بقتل 28 شخصا بعد خطفهم من حافلة انطلقت من مانديرا، البلدية الحدودية الواقعة بين كينيا والصومال وأثيوبيا. وصرح المتحدث باسم حركة الشباب علي محمد راج في بيان «في عملية ناجحة اخرى للمجاهدين، قضى قرابة كينيا بعد ان هاجمتهم وحدة تابعة لقوة صالح نبهان في كوروماي على مشارف مانديرا».
وكتيبة نبهان سميت كذلك تيمنا بالقيادي في حركة الشباب الكيني صالح علي نبهان الذي قتلته القوات الخاصة الاميركية في 2009 بسبب دوره كزعيم لتنظيم القاعدة في شرق افريقيا. وتابع البيان أن «الهجوم الاخير جزء من سلسلة هجمات خطط لها وينفذها المجاهدون ردا على احتلال كينيا لاراضي مسلمين واعمالها الوحشية المتواصلة مثل الغارات الجوية الاخيرة ما أدى الى مقتل ابرياء وتدمير ممتلكاتهم وقطعانهم بالاضافة الى المعاناة المستمرة في مومباسا». وأضاف «بينما تواصل كينيا احتلال اراضينا وقتل الأبرياء والتعدي على مقدساتهم وزجهم في السجون، سنستمر في الدفاع عن أرضنا وشعبنا أمام عدوانها». ويأتي الهجوم غداة اعتداء استهدف حانة في مدينة واجير القريبة من مانديرا على الحدود مع الصومال واوقع قتيلا و12 جريحا عندما اطلق مسلحون النار والقوا قنابل يدوية على المكان. وأكد بيان للحكومة الكينية مقتل العمال الـ36 لكنه اشار فقط الى منفذي الهجوم بصفتهم «رجال عصابات مدججين بالسلاح». وقدمت الحكومة تعازيها لعائلات الضحايا فيما ندد مبعوث الامم المتحدة الى الصومال نيكولاس كاي بأعمال القتل «غير الانسانية».
وأشارت وسائل اعلام الى ان معظم الضحايا مددوا على الارض وقتلوا برصاص في الرأس وهو اسلوب القتل الذي استخدم في الهجوم على ركاب الحافلة. واكد بيان حركة الشباب انها ستواصل عملياتها «بلا رحمة او هوادة ضد الكفار» قائلة «سنقوم بكل ما يلزم للدفاع عن اشقائنا المسلمين الذين يعانون من العدوان الكيني». وتشهد كينيا عدة هجمات منذ تدخلها العسكري في الصومال في 2011. وانضمت قوات من الاتحاد الافريقي منذ ذلك التاريخ الى الجنود الكينيين لمحاربة حركة الشباب. واوصت النقابات الموظفين والاساتذة والاطباء بمغادرة شمال شرق كينيا بسبب انعدام الاستقرارهناك، فيما يواجه الرئيس الكيني اوهورو كينياتيا انتقادات متزايدة بسبب تزايد انعدام الأمن.