أصداف : الرؤية التوراتية لتدمير العراق
وهنا، يذهب الباحث إلى بابل القديمة وما حصل فيها في زمن القائد نبوخذ نصر عندما غزت قواته فلسطين وأسر الآلاف من اليهود سنة 597 قبل الميلاد وتم نقلهم إلى بابل، وبعد ذلك احتل الفرس بابل ودمروها ومنذ ذلك الوقت حصل ما يشبه العقد بين اليهود والفرس.
ولكي يصل إلى نتائج تتفق وعنوان الكتاب، يقدم رؤيته لهذه القضية مستندا إلى الرؤية التوراتية التي اعتمد عليها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش في تسويغ غزو العراق عام 2003 وحجم الدعم الذي قدمه لهذا المشروع المحافظون الجدد في الادارة الأميركية.
وقبل أن يتحدث عن بابل العظيمة والامبراطورية البابلية، يبحث في جوانب وموضوعات حيوية وهامة، اهمها، العلاقات المسيحية اليهودية، وظهور المسيحية المتصهينة، واهمية ترجمة الكتاب المقدس الذي ظل بعيدا عن متناول الاوروبيين حتى مطلع القرن السادس عشر، ويسلط الضوء وبما يعزز طروحاته على فك رموز الكتابة المسمارية وعلم الاشوريات، كما يتوقف عند سقوط اور المروع ومرثيتها.
في الفصل الخاص ببابل يناقش الباحث الجذور التي يعتقد أنها افضت في نهاية المطاف إلى القرار الذي تم اتخاذه لغزو العراق مطلع الالفية الثالثة، وأن هذا العمل العسكري قد وقع تحت تأثير احداث وقعت منذ آلاف السنين، ويستشهد بنصوص توراتية تعزز طروحاته ، مثلا (اكنسوها بمكنسة الهلاك / اشعيا/14/23) ويقول تصل الوصايا التوراتية إلى مفردات الحياة اليومية ( ازعجوا سكان بابل).
وحتى النهب الذي حصل في العراق عشية احتلال بغداد في مارس 2003 يعيده الباحث إلى وصايا توراتية:
لو صعدت يا بابل إلى السموات
لو حصنت علياء عزها
فمن عندي يأتي عليها الناهبون
يقول رب الجنود ارميا.
في جهد كبير ودراسة معمقة يتمكن الباحث عباس كريم من طرق موضوع واسع وشائك ويثبت نظريته التي ضمنها عنوان كتابه، وهو عمل جدير بالقراءة.