[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
بالأمس سقط شهداء للجيش اللبناني وأمس أيضا، ضريبة الدفاع عن الوطن تتطلب دما .. لكنه ليس الجيش العربي الوحيد الذي تسقط لديه تلك القافلة الدائمة من الشهداء. الجيش العربي السوري تجاوز عدد شهدائه الستين ألفا كما يقال حتى الآن.. الجيش المصري مازال دم شهدائه فوق رمال صحراء سيناء يسيل، والجيش العراقي يقدم شهداءه في كل معاركه .. وأما الليبيون فرغم تركيبة الجيش الهشة إلا أنه عاد يعمل، ويقاوم ويناور ويقدم ضحايا.
كأنما حان توقيت عمل الجيوش العربية بعدما أكلها الوقت وكبرت بطون ضباطها الى حد التخمة. صارت لتلك الجيوش أسباب لتحركها، وكل ماتفعله اليوم، مطلوب منها ان تفعله بلا هوادة .. فهي عماد الوطن وهي متراسه وهي محل ثقة شعوبها. ولها وحدها أن تقدم الحماية والرعاية، بل صارت الجيوش مطلوبة بعدما كادت أن تنسى، وأن تزداد المطالبة بدورها بعد ان كانت على هامش الاحداث السياسية. فلقد ثبت انها درع البلاد وأن لا صوت فوق صوتها وأنها أهل للثقة، وأن الخطر حين يحدق بالأوطان لن يكون هنالك من يدافع غيرها.
اليوم نشعر جميعا بأننا ممتنون للجيوش، لكل قطر عربي جيشه الذي كنا نحلم بظهور نجمه دائما ..أرادت المؤامرة الدولية القضاء عليها، نجحت في العراق، لكن، من فعلوها اكتشفوا أن لا قيامة للدولة العراقية بدون جيش قوي .. وحين تم فرط الجيش الليبي انقرضت ليبيا من مفهوم الدول، صارت قبائل، وصارت غنائم لكل من لديه قوة ومبارزة .. وعندما حاول المتآمرون مع الجيش العربي السوري، لم يستطيعوا ولن يستطيعوا، أعطاهم هذا الجيش درسا في وحدته ومناعته وعروبته، أوقعهم في اليأس وهو يتنقل على مدار المساحة السورية يقدم شهداء بلا حساب لكنه يحقق املا ويعيد ماتمكن الأرهاب من التسلط عليه الى حضن الوطن. ثم هاهو الجيش المصري، الذي تدخل في اللحظات الأخيرة كي ينقذ مصر من حرب أهلية كانت على باب مصر. وهاهو اليوم يتصدى للاعبين من نوع الارهاب العالمي، ضحاياه بالجملة لكنه مستأسد تماما، ولديه عنفوان التاريخ المصري، وليس من غيره مايؤمل بدور حماية ارض الكنانة. واما الجيش اللبناني فلا يمضي يوم الا وغبار معاركه مع الارهاب يتصاعد في اكثر من مكان، مرة في الداخل ومرات على الحدود.
وسط هذا المناخ العربي المزدحم بالصراعات، نقول إنها المؤامرة المكشوفة التي تعصف دفعة واحدة بهذا الشرق العربي. كل الحسابات التي توصلنا اليها تؤكد ان الأمر ليس عاديا بمقاييس تلك المؤامرة التي ضربت الجميع ولم تستثن بلدا ولا قطرا ولا مجتمعا ، ولا قوة ولا أنسنة.
لا خيار أمام الجيوش العربية سوى أن تبرز أنيابها، وأن تحمل سيوفها، وأن تداهم الخطر بدل أن يداهمها .. خيارها الوحيد أن تعشق الشهادة كي تظل البلاد مرفوعة الرأس ، وقبلها أن تظل تلك الجيوش موجودة ومرهوبة.