المقدسيون يتصدون للاقتحامات وإصابة العشرات
رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر:
أوقفت شرطة الاحتلال الخاصة، صباح امس، أعمال الترميم والصيانة داخل باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، في وقت أصدرت سلطات الاحتلال في القدس قرارات هدم في عدد من احياء المدينة طالت عددا من ممتلكات الفلسطينيين.
ولفت أحد العاملين في الأقصى إلى أن التوتر لا يزال قائماً في المنطقة، علماً أن مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس كان اتخذ في جلسة طارئة له الأسبوع الماضي قراراً يقضي بسرعة انجاز صيانة وترميم باب الرحمة في الأقصى المبارك.
وفي ذات السياق، واصلت الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحامها للمسجد الأقصى من باب المغاربة برفقة حراسات مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال. هذا وتمت الاقتحامات عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، نفذ خلالها المستوطنون جولات استفزازية في أركان المسجد المبارك، في حين يتواجد عدد كبير من الفلسطينيين وطلبة حلقات العلم في المسجد رغم احتجاز بطاقات الشبان والشابات على البوابات الرئيسية للمسجد إلى حين خروج أصحابها من المسجد. وفي سياق متصل هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس مبنى قديم وعدة محال تجارية في مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة، بحجة البناء دون ترخيص. وقال الناطق الإعلامي باسم حركة فتح بالمخيم ثائر فسفوس لـــ (الوطن) إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال والوحدات الخاصة و"حرس الحدود" برفقة جرافات ضخمة اقتحموا المخيم من مدخل معبر شعفاط الرئيس، وانتشروا في كافة شوارعه.
وذكر أن وحدات من القناصة اعتلت العديد من أسطح المنازل والعمارات السكنية بالمخيم، وخاصة عمارة الجولاني، فيما حاصرت القوات المبنى المعروف بـ"الكولا"، ومنعت الأهالي من الاقتراب من المكان. وأضافت أن قوات الاحتلال شرعت بإخلاء المبنى و10 محال تجارية من جميع المحتويات بعد تفجير أبوابها، ومن ثم بدأت بعملية الهدم، لافتًا إلى أن المبنى يعود لعائلة الدجاني، وهو قائم منذ عام 1963م. وأشار إلى أن عملية الهدم كانت متوقعة، خاصة أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم قبل يومين، وقامت بتصوير المنطقة وتلك المحلات، حيث أبلغت قبل يومين أصحاب المحلات بالعملية. وبين فسفوس أن الهدف من الهدم توسيع جدار الفصل والمعبر العسكري، مشيرًا إلى أن المحال التجارية تضم (مكتب لسيارات الأجرة، أدوات منزلية قديمة، مقهى، كراج لتصليح السيارات، ومحل لبيع الخضار والدواجن، وغيرها). وأفاد أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي. يذكر أن سلطات الاحتلال كانت صادرت مبنى "الكولا" مع أرض بمساحة (11 دونمًا) أقامت عليها حاجز مخيم شعفاط.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مساء امس الاول، مخيم شعفاط، وحاولت اقتحام بناية سكنية قريبة من المعبر المقام على مدخل المخيم، لكن الشبان تصدوا لهم بالحجارة، مما أدى إلى تراجعهم.
وشهد المخيم مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال وامتدت حتى ساعات متأخرة من الليل، تخللها إطلاق وابلًا من القنابل الصوتية والغازية والأعيرة المطاطية باتجاه المتظاهرين.
فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة أحياء متفرقة من مدينة القدس المحتلة. وذكرت مصادر محلية أن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت حي المدارس بجبل المكبر، وألقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت والأعيرة المطاطية نحو الشبان، مما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق. وأشارت إلى أن عناصر الوحدات الخاصة استهدفت بالقنابل خيمة عزاء الشهيدين عدي وغسان أبو جمل، مما اضطر الفلسطينيين لمغادرتها بعد إصابتهم بحالات اختناق. كما أكد شهود عيان اعتقال الطفل محمد عبد السلام عبده (12عامًا)، أثناء تواجده أمام منزله، والاعتداء عليه بالضرب المبرح، ومنعت والدته من التواجد معه خلال الاعتقال أو التحقيق. وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثماني الشهيدين عدي وغسان أبو الجمل للأسبوع الثاني، وتضيق على سكان القرية بإغلاق مدخلها بالمكعبات الاسمنتية ونشر حواجز على مداخلها وتحرير مخالفات عشوائية. ورد الشبان بإلقاء زجاجات حارقة ووابل من المفرقعات الليلة قبل الماضية، نحو جيب عسكري خلال تواجده بالشارع الرئيسي لحي عين اللوزة في حي سلوان. وألقى جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت في محاولة لتفريق الشبان، ثم قاموا بتطويق الحي والانتشار على الجبل والشارع الرئيسي.