احتفى بها صالون "مساءات ثقافية" بعدد من أوراق العمل
كتب ـ خميس السلطي:
احتفى صالون "مساءات ثقافية" بمقر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمرتفعات المطار مساء أمس وبحضور أدبي كبير تمثل في السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي وسعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، والدكتورة فخرية اليحيائية ، وسعادة الدكتور خالد السعيدي أمين عام مجلس الدولة وغيره من مثقفي السلطنة، احتفى بأوائل مبدعي "عائلة الطائي" ممن كان لهم الدول الكبير الفاعل في الحراك الثقافي والإعلامي للسلطنة، من خلال مساحة وطنية خصبة، تمثل هذا الدور في خدمة الوطن وإيجاد سبل للحراك الفكري في السلطنة، وهم الأديب والشاعر والوزير السابق الراحل عبدالله بن محمد الطائي، والإعلامي الراحل نصر الطائي مؤسس "الوطن" ، إضافة إلى المكرمة لميس الطائية كونها أول امرأة تكرم كعضوة في مجلس الدولة.
عائلة الطائي
في هذه الأمسية قدم الأديب والشاعر سماء عيسى ورقة عمل نيابة عن الأديب أحمد بن عبدالله الفلاحي (الذي اعتذر لظروفه الصحية) حول الأديب والشاعر عبدالله بن محمد الطائي " ، وورقة الكاتب أحمد الفلاحي التي ألقاها الشاعر والأديب سماء عيسى حاولت أن تكون أكثر شمولا عن عائلة الطائي ، كما أنها جاءت معرّفة لهم مع تفاصيل وافية، فيقول "الفلاحي" في ورقته: لقد كتبت العديد من المقالات عن الأديب الكبير الأستاذ عبدالله الطائي وتحدثت عنه مرات في محاضرات وندوات
ولا شك أنه الأستاذ عبدالله الطائي بحر خضم لا يدرك ساحله، وكلما تحدث المرء عنه فلا شك سيجد الجديد الذي يمكن إضافته ووجدتني أميل إلى ذلك وسأمر بالذكر على أعلام هذه الأسرة الكريمة الذين خدموا العلم والأدب ومنهم الأستاذ الشيخ محمد بن سليمان الطائي صاحب الامتياز المدير العام رئيس تحرير جريدة (الوطن)، والكاتبة الروائية والقاصة والناقدة عزيزة بنت عبدالله الطائية والمحامي البارز جهاد الطائي والأستاذة لميس بنت عبدالله الطائية وآخرون من آل الطائي.
كما ذهب "الفلاحي" في ورقته ليعرف بالشيخ هاشم بن عيسى الطائي والذي يعتبر ركنا من أركان هذه الأسرة العريقة المتأخرين ، فهو فقيه متمكن وشاعر وله العديد من المناظيم شأنه شأن العديد من أسلافه الميامين وتولى الشيخ هاشم مهمة القضاء في سمائل في عهد الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، ثم في بركاء وأيضا في مطرح في عهد حكومة السلطان سعيد بن تيمور، ولقد عرف بعدله وصرامته الشديدة.
ثم عرج "الفلاحي" في ورقته : إن من الأسرة الطائية أعلام كبار لهم شأن ومنزلتهم الرفيعة منهم الفقهاء والقضاة والشعراء ومن بين أبرز أوائلهم المذكورين الشيخ سعيد بن عامر بن خلف، وهو أحد أساتذة العلامة المحقق الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، ومنهم الشيخ حمد بن عامر بن سعيد الذي كان مرجعا في علوم اللغة العربية، ومن أعلام الأسرة المتأخرين الأستاذ نصر بن محمد الذي كان أول صحفي بارز وكاتب ومعلم للغة الإنجليزية وقد أسس جريدة (الوطن) كأول صحيفة في عمان بعد عودته إلى عمان وكان صوتا وطنيا اختطفه الأجل وهو ما زال في بواكير شبابه الأول، وقد رثاه شقيقه الكاتب الكبير عبدالله الطائي، بمقالة مؤثرة تحت عنوان "يا قلب نصر" . وأضاف "الفلاحي" في ورقته: أيضا من بين أعلام هذه العائلة الجليلة الأستاذ سليمان الطائي الذي ترعرعت جريدة (الوطن) على يديه وقد تحمل مسؤوليتها بعد أخيه وانطلق وأصبح صحفيا يحمل هموم عمان في دواخل ذاته، وكذلك من أعلام الأسرة الطائية حمد بن عيسى شقيق الشيخ القاضي هاشم بن عيسى وكان الشيخ حمد له دور بارز في نشأة الاقتصاد العماني حيث كان أحد مؤسسيه البارزين وقد أسهم إسهامات جلية في العمل الحكومي مع بداية النهضة العمانية المباركة.
ويقول الكاتب "الفلاحي": هذه الأسرة أعطت عمان الكثير من الأعلام البارزين المشهود لهم واقتربت من بعض مشاهيرها المرموقين ، ويجب أن نؤكد أن الأستاذ عبدالله الطائي هو العلم الأوسع شهرة فهو الوطني المكافح عن الوطن المدافع عن الشعب والصارخ باسم عمان أينما حل في هجرته ومغتربه.
نصر الطائي
كما قدم الدكتور عبدالله الكندي ورقة عمل حول مسيرة الأديب نصر الطائي كأول صحفي عماني والذي استعرض في ورقته تقديم بعض المعلومات الأساسية عن رائد الصحافة العمانية المعاصرة نصر بن محمد الطائي ومؤسس صحيفة (الوطن) في 28 يناير 1971، مطلقاً بذلك بداية الصحافة العمانية المعاصرة داخل الحدود الجغرافية الوطنية لعمان كما هي عليه اليوم في الوقت الراهن. إلى جانب ذلك استعرض الدكتور الكندي بعض المعلومات الأساسية التي استقاها من المصادر السابقة ووثائق العائلة، كما قدم ومن خلال ورقة العمل بعض التعليقات والقراءات لإسهامات هذا الرائد الصحفي من النواحي المهنية الصحفية والثقافية المعرفية العامة، حيث ذكر الدكتور عبدالله الكندي إن إسهامات الأديب نصر بن محمد الطائي ترتبط بريادته الصحفية بمرحلة الصحافة العمانية المعاصرة التي بدأت مع بداية عصر النهضة العمانية المعاصرة بتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مقاليد الحكم في البلاد في الـ23 من يوليو 1970، وإن موضوع الريادة والرواد ـ في أي مجال- حري بالدراسة، ليس من قبيل الاعتراف بإسهاماتهم وما قدموه للبشرية فقط، ولكن لأن تلك الإسهامات تمثل في حد ذاتها قواعد وأسس مهمة في الحقل الذي ينتمي إليه ذلك الرائد وما تضيفه إلى المعرفة الإنسانية عامة.
لميس الطائية
أما الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية فقد ألقت ورقة عمل حول المكرمة لميس الطائية تطرقت إلى الكثير من التفاصيل سواء كان ذلك على المستوى الإنساني أو العملي، والتي قدمتها كسيرة ذاتية للمكرمة الطائية، حيث تقول الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية : إنني لم أجد في سيرة لميس العملية، ما هو مختلف عن غيرها من السير، ومع هذا كان لابد من التعريف المختصر جدا لسيرة غنية بالعطاء ، طويلة في أمدها.
وتطرح الدكتورة سؤالا بديهيا في سيرة المكرمة لميس يرتكز على من هي الذات الدائر حولها الحكي ، أي من هي لميس الطائية، وتجيب باختصار إنها لميس بنت عبدالله بن محمد الطائية وهي من مواليد مدينة مسقط ، ولديها من المؤهلات ليسانس علم نفس واجتماع من جامعة عين شمس، بجمهورية مصر العربية سنة ١٩٧٣م ودبلوم تمهيدي الماجستير من جامعة نيويورك، بالولايات المتحدة الأميركة سنة ١٩٨٥م ، ومن أهم وظائفها نائبة مديرة الإدارة الاجتماعية بوزارة التربية
والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، فرع أبوظبي، ونائبة رئيس تحرير مجلة "هي" الصادرة في أبوظبي، كما أنها زوجة دبلوماسي وسفير عمان لمدة عشرين عاماً ، في لندن، تونس، باكستان، جيبوتي، الكويت، والأمم المتحدة . ( زوجة الدبلوماسي عادة هي الوجة الثاني لعمل السفير) ورئيسة تحرير مجلة "العمانية" الصادرة عن جمعيات المرأة العمانية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالسلطنة ومديرة دائرة الجمعيات النسائية الثقافية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بسلطنة عمان. ثم عضو مجلس الدولة العماني من سنة ١٩٩٧ إلى سنة ٢٠١١. كما أنها مهتمة وباحثة في شؤون المرأة عامة والمرأة العمانية بوجه الخصوص، وشاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات والمنتديات وحلقات العمل داخل وخارج السلطنة. على المستوى الإنساني والأدبي تأخذنا الدكتورة سعيدة لتعرف بالمكرمة لميس الطائية فتقول: هي الرفيقة الصديقة الحبيبة الطاهية السكرتيرة الخاصة ، رفيقة والدها في مسيرته الثقافية السياسية العريضة ، هي الابنة الكبرى التي عاصرت ولادة ما كتبه الطائي وهو على قيد الحياة مثل الفجر الزاحف وملائكة الجبل الأخضر وقد أسهمت في تنسيق الكتابين ، وإعادة خط بعض أجزائهما ، لعدم وضوح خط والدها ، قبل أن تقدمهما للمطبعة. وتضيف الدكتورة سعيدة : عن طريق هذه الرفقة تعرفت لميس على كبار كتاب العصر وأدبائه ، مثل : عمر أبو ريشه ونزار قباني والبياتي صديق والدها وزميله ، ونازك الملائكة وفدوى طوقان ، والأبنودي وإبراهيم العريض البحريني ، وعبد الرزاق البصير الشاعر الكويتي ، وغازي القصيبي السعودي ، وسعيد عقيل اللبناني ، ورياض الريس ، وسميح القاسم ومحمود درويش وبدر شاكر السياب وغيرهم ، رحم الله الجميع ، وبهذا تكونت لميس قد عاشت ضمن أجواء كواكب مضيئة من المبدعين والمبدعات من خلال علائق والدها بهم .
نقاش من الحضور
بعد ذلك فتح باب النقاش والذي بدأه السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي متحدثا عن أهمية مثل هذه الجلسات الثقافية التي تعرفنا على أهم أعلام الأدب والصحافة في عمان، كما علقت المكرمة لميس الطائية حول هذه المبادرة الطيبة وشكرها العميق لمن قام بهذا العمل الأدبي الإعلامي شاكرة كل من تفاعلوا مع هذا الحدث، أما سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، فقدت تحدث عن الشيخ الوالد الجليل عبدالله الطائي ووقوفه مع الطلبة العمانيين في أبوظبي، وكيف لتلك الأيام من خصوصية وحضور أدبي مبهر.
وفي نهاية الأمسية قام سعادة الدكتور خالد السعيدي أمين عام مجلس الدولة بتكريم عائلة أبناء الطائي حيث كرم الشيخ عبدالله الطائي وتسلم التكريم عبدالله بن مازن الطائي ، كما تسلم تكريم نصر الطائي مؤسس "الوطن" حفيده نصر الطائي، فيما تسلمت المكرمة لميس الطائية الدرع التكريمي والتي قدمت جميعها من صالون مساءات ثقافية.