كتب ـ محمد بن سعيد العلوي: تصوير ـ العمانية:
خرجت ندوة "رحلة السفينة سلطانة نحو فيلم توثيقي" والتي اختتمت فعالياتها أمس بفندق انتركونتيننتال مسقط بعدد من التوصيات أهمها تكليف باحثين مختصين بالبحث والتقصي عن الاسم الحقيقي للسفينة وفق ما ورد في المصادر الأولى والصحف والكتب الأجنبية والعربية حيث ما وجدت، وتكليف مختصين لإعداد تصور شامل ونهائي لإنتاج عمل درامي أو وثائقي عن رحلة السفينة سلطانة أو سلطاني إلى نيويورك على مستوى عالمي وما يليق بمكانة الرحلة ودلالاتها. وتوثيق فترة حكم السيد سعيد بن سلطان وسيرته وملامح عصره وذلك بتكليف باحثين مختصين في هذا الجانب، وإعداد كتاب موسوعي يوثق سيرة السفينة إلى نيويورك بالوثائق والصور وباللغتين العربية والإنجليزية، ونشر الوعي لدى النشء الجديد في المناهج الدراسية والإعلامية عن فترة حكم السيد سعيد بن سلطان والأحداث التاريخية التي صاحبت فترة حكمه، ولا سيما إنتاج فيلم رسوم متحركة عن رحلة السفينة، مع الاستفادة من خبرات البحارة والعاملين على السفت في توثيق التقاليد البحرية ومنها ما قامت به البحرية السلطانية العمانية والبحارة العمانيون عبر التاريخ. وفي اليوم الختامي تحدث معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون من أحداث السفينة البيكوب أو الطاؤوس التي جنحت على شاطئ في جزيرة حيث أرسل السيد سعيد بن سلطان سفنه وأرسل إلى والي صور آنذاك وسعيه الحثيث لحماية السفينة هذا الموقف من السيد سعيد بن سلطان لوقي باحترام كبير من الولايات المتحدة الأميركية على المستويات الرسمية وعلى المستويات الشعبية والأدبية أيضا فعلى المستوى الرسمية أرسلت رسائل من قادة أميركا إلى السيد سعيد بن سلطان على موقفه النبيل والصحافة الأميركية امتلأت بالمقالات وكتب بعض القصائد للشكر إلى السيد سعيد بن سلطان ترجمت إلى العربية ترجمها الدكتور هلال الحجري وأضاف معالي الدكتور انه تم كتابة دراسة عن عمان في الصحافة الأميركية في القرن الـ19 ودرس ، وكل ما كتب عن عمان في الصحافة الأميركية اعتمادا على بعض الأرشيفات الالكترونية ودراسة منشورة في مجلة نزوى.
وأضاف معاليه متحدثا عن السفينة سلطانة والتي هي عنوان الندوة مؤكدا الاسم الصحيح للسفينة والتي سميت "السلطاني" وليست "سلطانة" حيث لا يوجد ولا مصدر واحد يسمي السفينة سلطانة حينما يتحدث عن مصدر يعني زمن وجود السفينة مبينا أن كل المصادر تسميها "السلطاني" وليس "سلطانة" وذلك من خلال موقع جوجل بوكس والذي هو موقع مفتوح للجميع ويعتبر أرشيف باللغة الانجليزية وعندما تم فتح الموقع ظهر اسم "السلطاني" في الصحافة الأميركية ظهرت كتب في 1840 ظهر ما كتب في الصحافة الأميركية عند وصول السفينة الى نيويورك سفينة حربية يملكها إمام مسقط كبل الوثائق في الفترة وأضاف معاليه: إن الوثائق الأميركية الموجودة لحظة وصول السفينة تجمع على أساس اسم السفينة السلطاني حيث استعرض معاليه بعض ما نشر في الصحافة الأميركية عن السفينة من مقالات للصحافة الأميركية من خلال نموذج وزع للمشاركين يتحدث عن السفينة الحربية السلطاني.
وحول اسم السفينة سلطانة في الوثائق الانجليزية عن الضغط على موقع جوجل بوكس لا يظهر تاريخ 1840 بل تظهر تواريخ قريبة جدا كما عرض على المشاركين كل ما كتب عام 1999و 2013 تواريخ حديثة جميع الوثائق في وقت وصول السفينة الى الولايات المتحدة الأميركية مكتوبة باسم السفينة السلطاني ولم يرد ولا مرة واحدة اسم "سلطانة" وفي الوثائق العربية لا يوجد أيضا أي إشارة الى سلطانة في تلك الفترة كما عرض معاليه بعض الوثائق من قنصل بريطانيا في زنجبار أرسل رسالة السيد سعيد بن سلطان. كما ألقى الإعلامي احمد بن سعيد الأزكي ورقة عمل بعنوان "مقدمة مرتكزات التخطيط لكتابة فيلم وثائقي" والتي تأتي ضمن محور رؤية فيلمية توثيقية ودرامية لرحلة السفينة سلطانة حيث تناولت الورقة المرتكزات الثابتة والقوية قبل الشروع في كتابه الفيلم حيث بدأ ورقته بتعريف الفيلم الوثائقي وانه نوع سينمائي او تلفزيوني يعتمد على توثيق وتسجيل وعرض الواقع دون تدخل او تزييف فإنَّ الفيلم الروائي يملك صانعه كل الصلاحية لنسج أحداثه الواقعية منها والخيالية حسب رؤيته وأضاف الازكي انه ، إذا ما أردنا صناعة فيلم وثائقي عن رحلةِ السفينة سلطانة التي وصلتْ إلى نيويورك في الثلاثين من إبريل عام 1840 وهي تحمل أول سفيرٍ عربي عماني إلى الولايات المتحدة الأمريكية لا بدَّ لنا من مرتكزات ثابتةٍ وقوية قبلَ الشروع في كتابة الفيلم.. فمن المناسب أنْ نتساءل هنا ، هل مقوِّمات كتابة فيلم وثائقي عن السفينة سلطانة متوفرةٌ لدينا حتى نخوض عُباب هذا الموضوع ، وما تكون هي تلكَ المقوِّمات والمرتكزات ، فهل هي مادية عينية أم أنها ثقافية فكرية. بعد ذلك قدم الكاتب عبدالله بن خميس البلوشي ورقة عمل بعنوان "رحلة السفينة سلطانة معالجة مقترحة كفيلم توثيقي" في مرتكزات التخطيط لكتابة فليم وثائقي تناولت الورقة مقترحا حول المعالجة الأمثل لتناول قصة رحلة السفينة سلطانة إلى الولايات المتحدة الأميركية. تعني المعالجة في هذا السياق طريقة عرض الموضوع، وكيفية ترتيب الأفكار، واختيار اللون أو الطابع العام للفيلم. كما اقترحت الورقة اختيار موضوع الرحلة الى نيويورك موضوع رئيسي واتفاقية التجارة والصداقة الأميركية كموضوع ثانوي بما حيث إن الندوة تتعلق بحدثين متصلين نوعا ما، هما رحلة السفينة واتفاقية التجارة والصداقة الأميركية،. وان الورقة تقترح اختيار الرحلة ذاتها كموضوع رئيسي والتركيز على تفاصيلها من حيث ظروف انطلاقتها، والإمكانات التي كانت متاحة لانطلاق الرحلة، والصعاب التي واجهتها، وأهميتها التاريخية. كما اقترح الكاتب عبدالله بن خميس البلوشي خلال استعراضه لورقة العمل هذه اعتماد ساعة بث واحدة كمدة للفيلم، متخذة نموذج أفلام الـ (بي بي سي) التاريخية كمعيار.
وان الفيلم ينبني على سيناريو معد سلفا، ولا يتضمن أية مقابلات. وأن يمزج بين التحريك ثلاثي الأبعاد والجرافيك وإعادة التمثيل البشري للأحداث التاريخية، مصحوبا بصوت المعلق. والفيلم المقترح أن يأخذ التسلسل التاريخي للأحداث ممزوجا بلمسة من طابع أفلام التحقيقات التاريخية، بحيث يطرح أسئلة ويسعى للإجابة إليها. مثل: لماذا كانت هذه الرحلة؟ ما الصعوبات التي واجهتها قبل الانطلاق؟ ماذا حدث بالضبط خلال خط الرحلة؟ ماذا كانت ردة فعل الطرف الآخر على فكرة الرحلة وكيف تم استقبال السفينة" ولماذا تشكل هذه الرحلة أهمية تاريخية لغاية اليوم. اما الورقة الثالثة قدمها محمد ابو العلاء السلاموني من جمهورية مصر العربية ملخص رؤية تشكيلية ومعالجة درامية لرحلة السفينة سلطانة حيث تقدم الرؤية رحلة السفينة سلطانة في صورة مسلسل تليفزيوني لا يقتصر على مجرد واقعة أو حادثة تاريخية بل يتسع لتقديم بانوراما للتراث العماني في مرحلة تاريخية مهمة للإمبراطورية العمانية الممتدة حتى الساحل الشرقي لإفريقيا. وهذه الدراما التليفزيونية قادرة على استيعاب الأشكال الدرامية الأخرى التوثيقية والسينمائية بالاستعانة بما ورد في كتاب هيرمان فريدريك أيلتس واللوحات التشكيلية للدكتور جونسون وتضمينها داخل الدراما بطريقة الجرافيك. وأضاف السلاموني قد أدخلنا على هذه المعالجة قصة حب رومانسية من بداية الرحلة لنهايتها لتضفى على الأحداث بعض المشاعر الإنسانية والعواطف الجياشة التي تشعل الدراما الاجتماعية وتجذب المشاهدين.هذا المسلسل سيكون أول مسلسل تلفزيوني عربي تدور أحداثه خلال رحلة بحرية طويلة تعتمد على الأحداث الاجتماعية والانسانية فضلا عن أساليب الحركة والإثارة، وكأننا بذلك نستكمل تراث رحلات السندباد السبع القديمة لتكون قصة السفينة سلطانة بمثابة الرحلة الثامنة للسندباد العماني الجديد. كما القى الدكتور عبدالكريم بن علي بن جواد ورقة عمل السفينة سلطانة ما بين الرؤية الدرامية وأوجه تحديات الإنتاج تناول فيها إن رحلة السفينة سلطانة وإنها حدث تاريخي مهم، وإنجاز عماني فريد جدير بأن يسجل ويوثق، والتوثيق يمكن أن يتم في فيلم وثائقي يرصد الأحداث بدقة وعناية ويبقى في مدار اهتمام الباحثين والدارسين والمهتمين، ويمكن للفيلم الوثائقي أن يكون فيلما طويلا شاملا أو عدة أفلام قصيرة تبث على شكل حلقات. كما يمكن لهذا الحدث أن ينتج في فيلم درامي شيق يزاوج بين المعرفة والاستمتاع ويصل إلى أكبر مساحة ممكنة من الجمهور في بقاع المعمورة كافة، والرأي لدينا أن الفيلم الدرامي أرجح بإشراف لجنة علمية متخصصة تقر صحة ما يرد فيه من أحداث في صياغات فنية درامية. كذلك يمكن أن تنتج هذه الرحلة في مسلسل تليفزيوني متعدد الحلقات مبدئيا، يتم تصويره بالأسلوب السينمائي، على أن يتم انتاج المسلسل ليستخلص منه فيلم سينمائي مختزل، وهذا أمر بحاجة الى مزيد من الاستشارة والبحث مع ذوي الخبرة والاختصاص.وأرى من الأهمية أن تتضافر الخبرة العالمية المحترفة مع الخبرة المحلية المتحققة في إنتاج الفيلم برعاية جهة متخصصة وشركة إنتاج وتسويق عالمية.
كما قدم أنيس الحبيب ورقة عمل حول موضوع الفيلم التوثيقي والمقترحات التي سوف تدفع بهذا العمل الوطني الكبير الى مزيد من النجاحات كما شارك في الجلسة الثالثة الكاتب الدرامي الدكتور عز الدين المدني من تونس كما شارك في اليوم الختامي المخرج محبوب موسى من السلطنة والمخرج احمد الحضري المخرج محمد فاضل من جمهورية مصر العربية والمخرج والمنتج السينمائي حكيم بالعباس من المغرب والذي يعيش في الولايات المتحدة إلى جانب مشاركة المخرج والمنتج السينمائي نضال شاتي من تونس كما شارك أيضا الكاتب الدرامي عبد الرحمن الصالح من دولة الإمارات العربية المتحدة والدكتور حسن محمد جابرمن المملكة العربية السعودية وشارك أيضا الباحثة الدكتورة دلال مقاري باوش من المانيا والمخرج والمنتج السينمائي عادل عمار الكضاعي من تونس وشارك أيضا في الندوة الباحث الدكتور محمد السلمان من مملكة البحرين، أما الجلسة الرابعة لفعاليات الندوة فشهدت حوارا مفتوحا للمشاركين في فعاليات الندوة.