الحكمة والتعقل في حل المشكلات التي نتعرض لها في بيئتنا ومجتمعنا تعتبران من أهم وأفضل الوسائل الناجحة التي يجب علينا اتباعها في حياتنا الخاصة والعامة، وتجعلنا أكثر استقرارا بين أبناء المجتمع الذي نعيش فيه، وعلى كل فرد منا أن يدرك أن الآخرين غير معنيين بمشكلات خاصة وقد يتأثرون للحظة، ولكنها ستبقى المشكلة شخصية، وليست عامة تلقي بظلالها على الفرد نفسه وأهله إذا لم يحسن معالجتها.
إن الذين لا يمتلكون بعد النظر في حل مشكلاتهم التي قد تكون خاصة ويتجهون بأنفسهم تحت اسم ( ناشط حقوقي) إلى منظمات ومؤسسات حقوقية لا يدركون أهدافها وينشرون غسيل أخطائهم ومشكلاتهم الفردية التي ارتكبوها في حياتهم، ملقين فيها اللوم على السياسات العامة في مجتمع نموا فيه ونهلوا من خيراته المباشرة وغير المباشرة، متجاهلين الأنظمة والقوانين المعمول بها، وهم بذلك لا يميزون .. أيهم أقرب إليه نفعا.
لقد كفل القانون لأبناء هذا الوطن ـ والحمد لله ـ حقوقهم وأوجد لهم المؤسسات التشريعية والقانونية والتنفيذية المنظمة لمطالبهم، وكل ما عليهم هو أن يتعرفوا على هذه القوانين والأنظمة قبل خوضهم في مخالفة القانون، فلكل بلد قانونه ونظامه الخاص الذي يكفل الحقوق والواجبات حتى لا نعيش في غابة لا يميز فيها الفرد بين حقوقه وواجباته.
لا يوجد بلد في العالم إلا ويجرم التحريض ونشر الفتن، وكل من يسيء إلى وطنه عبر مختلف وسائل التواصل، فنحن في وطن غالٍ الذي يحترم ويكفل الحريات الخاصة البعيدة عن المساس بكل ما يخدش الحياء العام أو العادات والتقاليد والقيم المستمدة من مجتمعنا وديننا الإسلامي الحنيف، هذه الهوية أكسبت أبناءه التميز والتفرد في المعاملة بين أبناء شعوب العالم وأصبح يغبطه عليها الكثيرون بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم / أيده الله بتوفيقه / في إدارة شؤون البلاد.
إن المتتبع لمسيرات الذين يتجهون بأنفسهم إلى هذه المنظمات يدرك تماماً مدى قصر نظرهم في حل المشكلة التي يعرضونها والبعيدة كل البعد عن واقع الحقيقة التي نعيشها، وأن ما يعرضونه نتيجة لمخالفتهم لتنفيذ نظام أو تشريع قانوني يتوجب عليهم أن يحصلوا على إذن مسبق مثل قانون تنظيم الزواج من الخارج وهذا أمر تنظيمي يدرك المواطن توابعه وأبعاده وهو ليس بغريب عنه فلماذا يقحم نفسه فيه..؟!.
اليوم وبعد مضي (٤٤) عاما من نهضة هذا الوطن الغالي بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ انتشرت المؤسسات العامة المنظمة للحقوق في مختلف ولايات محافظات السلطنة، وأصبح بإمكان كل فرد منا التوجه إليها دون أن يفكر في الانتماء إلى مؤسسات خارجية لينادي بأن حقوقه قد أكلت أو انتقصت لأن هذا الأمر بعيد جدا عن واقع الحياة العامة التي نعيشها اليوم، فالكل ـ والحمد لله ـ ينعم بحقه في الحصول على فرصة في التعليم والصحة والمشاركة في المهن والاختصاصات المختلفة.
من هنا نقول إننا بحاجة إلى ( ناشط حقوقي) يخدم الصالح العام، ونرفض من هم عكس ذلك؛ لأنه ليس لهم علينا وصاية ليدافعوا عن حقوقنا أو يطالبون بها، فأبناء المجتمع أكثر وعيا وإدراكا وحرصا على حقوقهم وواجباتهم نحو وطنهم التي كفلها القانون لهم.
أيها الناشط الحقوقي لا توجد لدينا حقوق أُنقصت أو أموال سُلبت ولا نفوس أهينت وعُذبت ولا أعراض هُتكت أو أنفس قُصر اُستعبدت، فالحمد لله لدينا دولة وفّرت المؤسسات القانونية التي تكفل الأمن والأمان لكل فرد يعيش على تراب هذا الوطن العزيز.
أخي الناشط الحقوقي أنت مطالب بأن تنشط بفكرك في تحقيق كل عمل فيه خير يحقق الإنجاز الذي ينشده أبناء هذا الوطن، فالجميع مطالب أكثر من أي وقت مضى بالعمل على تطبيق الأنظمة والقوانين المعمول بها حتى نسعد ونطور الحياة العامة ، محافظين على المكتسبات ليعيش الجميع في أمن وأمان وتقدم وازدهار ،، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلدان العالم ،، اللهم أمد في عمر قائد مسيرة الحق والعدل في هذا الوطن الغالي سيدنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ومتعه بالصحة والعافية وعمان تسير نحو التقدم والازدهار .. دمتم في خير

طالب بن محمد الفارسي