[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
يروي الدبلوماسي العراقي ووكيل وزارة الخارجية الأسبق، الاستاذ عبد الملك الياسين معلومة على درجة كبيرة من الأهمية، يقول، بداية عام 1980، وبينما كان يعمل سفيرا للعراق في الجمهورية الجزائرية، التقى سفير النمسا في الجزائر، وهو حفيد ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند الذي اغتاله طالب صربي عام 1914 ما تسبب باندلاع الحرب العالمية الاولى، والمهم في موضوعنا، أن الدبلوماسي العراقي ـ كما يذكر- أنه قد سمع كلاما بل معلومة في غاية الخطورة، ففي الوقت الذي كانت ثمة خشية من حصول حرب في المغرب العربي في تلك الفترة، وكان يحاول التعرف على بعض ملامحها من السفير النمساوي، فإذا بالاخير يقترب منه في جلستهم المنفردة ويتحدث إليه بما هو اقرب إلى الهمس، مؤكدا على أن الدول الكبرى تعمل على اشعال حرب في مكان اخر.
ويحدد الدبلوماسي النمساوي تلك البقعة التي يجري العمل على اشعال الحرب فيها، بأنها تمتلك ثروات كبيرة وأن الغرب يمر بضائقة اقتصادية، وأن الدول المرشحة للحرب مستعدة لصرف مبالغ طائلة على الحرب من ميزانيتها بل أنها ستضيف الكثير من الاموال، وأن هذه المبالغ الطائلة ستذهب إلى شركات السلاح الأميركية والغربية.
كان الدبلوماسي النمساوي واثقا من أن الحرب ستنشب قريبا، وأن ثمة من يعمل في الخفاء على اشعالها، وأن الهدف من جراء ذلك يصب في مصالح أميركا والغرب.
في ربيع ذلك العام 1980، اندلعت الحرب العراقية ـ الإيرانية، وتواصل سعيرها حتى اغسطس عام 1988.
خسرت الدولتان مئات المليارات من الدولارات، فقد دخل العراق الحرب بفائض في الميزانية في ذلك الوقت يزيد عن 36 مليار دولار وبعد نهاية الحرب وصلت ديونه إلى اكثر من 200 مليار دولار، وخسرت إيران اكثر من ذلك، ناهيك عن ملايين القتلى والجرحى والمعاقين الذين سقطوا تحت وابل الحرب المستعرة على حدود بطول 1350 كيلومترا، ووصلت نيران الحرب إلى المدن الحدودية ايضا، وتم قصف العاصمتين ( بغداد وطهران) بالصواريخ والطائرات.
تُرى، هل يفتش اصحاب القرار الف مرة ومرة عن الجهة المستفيدة من هذه الحرب أو تلك قبل اتخاذ قرارات الحروب؟