[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
كل حروف "الوطن" صدقت لأنها مجبولة بالحق وبالعلم والمعرفة والأنسنة وخلافه ..
وكل ما قالته "الوطن" عبر ثلاث واربعين سنة كان تراكما في عمر وطن عاش نهضته المباركة، اضافة إلى ركيزة الصحيفة العربية وايمانها بأنها صحيفة الوطن العربي في عمان، ثم عالميتها التي كانت حاجة العالمية إليها.
اليوم نشم رائحة الزمن في صحيفتنا التي كبرت كل هذه الأعوام ولم تزل شابة .. حبرها الأسود ما زال حبر الحروف الصادقة التي زرعت في وطن عاش على قيمه المعتدلة فصار قائدها جلالة السلطان قابوس المعظم أبرز شخصيات العام بل صانع السلام في زمن العالم الصعب، والعرب الأصعب.
إذا سئلنا عن تجربة "الوطن" فلن نقول سوى أنها كانت من أجل قارئها، لم تكن حدثا فقط، كانت صباحا طالعا على وجه السلطنة، وفي أدبيات الإعلام العربي والعالمي، كانت طلة لا بد منها في عماننا الجميل، تذهب في كل اتجاهاته، لا تترك مكانا فيه ولا وهي فيه، ولا تترك تفاصيل من أجله الا وعملتها من أجله.
لم يتوقف الزمن في "الوطن" التي ظلت تقارعه باحترام مواعيده ويومياته .. ظل هدفها الإنسان ومن أجل الانسان، وعمان الهدف منذ ان بوركت النهضة في عجلة دورانها والذي صار اليوم ملحمة مقروءة لمن يريد فهم السباق مع الزمن.
أجل، لقد سابقت عمان زمن الآخرين، أوجدت لها زمنها الخاص، اخترعته بعبقرية صاحب الجلالة، وربما يأتي اليوم الذي تضبط فيه ساعات العالم على المخترع العماني.
بعد ثلاث واربعين سنة تطل "الوطن" خارج لعبة الخفة التي يمارسها بعض الاعلام على المصطلحات الحديثة، والتي يتحول فيها الحرف إلى رقم، معادلة غير واعية في قيم العلاقة مع القارئ.
هذه هي "الوطن" التي قالت الحق وتقوله وترصد يومياتها لتخرج إلى قارئها بما تفيده وتخدمه وتمتعه وتثقفه أو تساهم في وضع الأسس الثقافية، وكل ما هو خياره من الرياضة إلى الاقتصاد إلى العلوم وغيره.
صحيفة ناضجة بكل متطلبات الحياة، واعية لأهداف وطنها، مجبولة بحاجات إخوانها العرب ضمن احساس المصير والمسار الواحد. فما تقوله الصحيفة، يكون هو الحقيقة وعينها، وما تكتبه ليس سرا ولكنه تمايز وغنى.
عالم "الوطن" طال الوطن العماني كله، بات يعرفه منذ صباحاته الهادئة الملمة بنعماه .. انه كتابة تاريخ، اذا اردنا تاريخ عمان فعلينا العودة إلى الوطن، واذا اردنا التبصر بمفاعيل النهضة المباركة، نجده في صفحات " الوطن"، واذا شممنا عطر تلك النهضة فلسوف نشتمه في حبر " الوطن ".
وطن جليل صنع "الوطن"، و"الوطن" كتبت وطنا وتناغمت معه في رحلة بين الاثنين لم يغب فيها اطلاقا الصحيفة عن امه الوطن.
فأيهما نهنئ في عيد " الوطن " وان كان الوطن المهنأ بـ " الوطن" .